وفي قصة شرع التيمم قال أسيد بن حضير لعائشة (جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك مخرجا وجعل للمسلمين فيه بركة.
فإن قيل: قول (جزاك الله خيراً) تقال لمن صنع لي معروفاً وما في السؤال لم يصنع بعد؟
فالجواب: أنه بصدد صنع المعروف لك و لا مانع أن تدعو له قبل ذلك. فيقول له على سبيل المثال: أعطني هذا جزاك الله خيراً، وإن قال: أعطني هذا الله لا يهينك. فلا بأس ففي المناهي اللفظية للشيخ اللعلامة / محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى:
18 - سئل فضيلة الشيخ: عن هذه العبارة (أعطي الله لا يهينك)؟.
فأجاب فضيلته بقوله: هذه العبارة صحيحة، والله سبحانه و تعالى – قد يهين العبد ويذله، وقد قال الله – تعالى- في عذاب الكفار: إنهم يجزون عذاب الهون بما كانوا يستكبرون في الأرض، فأذاقهم الله الهوان والذل بكبريائهم واستكبارهم في الأرض بغير الحق. وقال: (ومن يهن الله فما له من مكرم). والإنسان إذا أمرك فقد تشعر بأن هذا إذلال وهوان لك فيقول: (الله لا يهينك) انتهى ص 19
و قد ورد في ذلك أحاديث
روى الترمذي عن زياد بن كسيب العدوي قال كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رقاق فقال أبو بلال: أنظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق فقال أبو بكرة اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله قال أبو عيسى هذا حديث غريب وحسنه الألباني والحديث في (الصحيحة) رقم (2696). وقد أورد الشيخ الألباني الحديث في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد الثالث (1465) ولكن قال: ثم وجدت لحديث الترجمة شاهداً من حديث أبي بكرة فنقلته إلى الصحيحة
وأخرج أحمد والترمذي عن سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (من يرد هوان قريش أهانه الله عز و جل) قال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي و صحيح الجامع انظر حديث رقم: 6613
و عن عبيد الله بن عمرو بن موسى يقول كنت عند سليمان بن علي فدخل شيخ من قريش فقال سليمان انظر إلى الشيخ فأقعده مقعدا صالحا فإن لقريش حقا فقلت أيها الأمير ألا أحدثك حديثا بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بلى قال قلت له بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أهان قريشا أهانه الله قال سبحان الله) قال الشيخ شعيب: حسن لغيره
و عن سعد بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يهين قريشا يهنه الله عز وجل رواه أحمد وحسنه الشيخ شعيب.
وأخرج الإمام البهيقي في الكبرى عن عِيَاضَ الأَشْعَرِىَّ: أَنَّ أَبَا مُوسَى رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَفَدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَمَعَهُ كَاتِبٌ نَصْرَانِىٌّ فَأَعْجَبَ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ مَا رَأَى مِنْ حِفْظِهِ فَقَالَ: قُلْ لِكَاتِبِكَ يَقْرَأُ لَنَا كِتَابًا. قَالَ: إِنَّهُ نَصْرَانِىٌّ لاَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ. فَانْتَهَرَهُ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَهَمَّ بِهِ وَقَالَ: لاَ تُكْرِمُوهُمْ إِذْ أَهَانَهُمُ اللَّهُ وَلاَ تُدْنُوهُمْ إِذْ أَقْصَاهُمُ اللَّهُ وَلاَ تَأْتَمِنُوهُمْ إِذْ خَوَّنَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
و أخرج الحاكم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا نزل عليه الوحي سمع عنده دوي كدوي النحل فأنزل عليه يوما فسكتنا فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة و رفع يديه فقال: اللهم زدنا و لا تنقصنا و أكرمنا و لا تهنا و أعطنا و لا تحرمنا و آثرنا و لا تؤثر علينا و آرض عنا و أرضنا ثم قال: لقد نزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ: (قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون) قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه. وضعفه الألباني
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 12:10 م]ـ
أعزكم بالطاعة ولا أذلكم بالمعصية و "الله لا يهينكم" .. . قد اوفيتم البحث حقه،فاشتغلوا
بغيره بارك الله فيكم و عليكم.
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[11 - 12 - 09, 02:22 م]ـ
صدقت أخي أبا العلياء الواحدي وجزاك الله خيراً وبارك الله فيك