[يقول الشيخ ابن عثيمين عن هذا الفعل (وهذا والله سد باب التوفيق) , مع تحذير ونصيحة لطلاب العلم]
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[12 - 12 - 09, 05:31 م]ـ
قال الشيخ أبن عثيمين في التعليق على الحديث الذي رواه أحمد (أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال: بهذا أمرتم؟ أو بهذا بعثتم؟ أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا إنكم لستم مما هاهنا في شيء انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به والذي نهيتم عنه فانتهوا.)
قال رحمه الله: وهذا الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم قد أولع به كثير من الناس الآن , حتى من طلبة العلم , تجده يتتبع النصوص التي ظاهرها التعارض , ثم يوردها على نفسه أولا فيتشكك فيها , ويقول: ما الجمع بين كذا وكذا؟ ولماذا قال الله كذا وقال كذا؟ لماذا قال الرسول كذا وقال كذا؟ فتجده أهم شيء عنده أن يجمع النصوص المتعارضة , ثم يوردها على نفسه أو على غيره , وهذا والله سد باب التوفيق.
والإنسان إذا سلك هذا المسلك فسيصير عنده شبهات عظيمة , لكن لو سلك الجادة التي كان عليها السلف الصالح , وآمن بالكتاب كله , ما حصلت عنده هذه الإشكالات , ولهذا الصحابة الذين تنازعوا عند باب الرسول عليه الصلاة والسلام كلهم تنازعوا في مثل هذا , هذا يقول: أليس الله يقول كذا وكذا؟ وهذا يقول: أليس الله يقول كذا وكذا؟ هذه إشكالات.
ولهذا أنا أحذر طلاب العلم من ذالك من أن لا يكون لهم هم إلا جمع الآيات والأحاديث التي ظاهرها التعارض ثم يوردون إشكالات عليها , لكن لو مشوا على أن كل شيء على بابه , وكل شيء لا يخالف الآخر لهُدُ إلى الصراط المستقيم , ولسلموا من هذا التتبع , ولذالك تجد أسلم الناس طريقة الذين يبتعدون عن مثل هذا , احذروا هذا فإنه خطير.
(فتح المعين في التعليق على اقتضاء الصراط المستقيم 72 - 73)