تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومتى خالف ما وصفت أضر بحديثه، حتى لا يسع أحداً منهم قبول مرسله. وإذا وجدت الدلائل بصحة حديثه بما وصفت أحببنا أن نقبل مرسله.

ولا نسطتيع أن نزعم أن الحجة تثبت به ثبوتها بالمتصل، وذلك أن معنى المنقطع يحتمل أن يكون حمل عمّن يرغب عن الرواية عنها إذا سمي، وأن بعض المنقطعات ـ وإن وافقه مرسل مثله ـ فقد يحتمل أن يكون مخرجها واحداً من حيث لم سمي لم يقبل، وإن قول بعض أصحاب صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا قال برأيه لو وافقه يدل على صحته مخرج الحديث، دلالة إذا نظر فيها ويمكن أن يكون إنما غلط به حين سمع قول بعض أصحاب النبي يوافقه، ويحتمل مثل هذا فيمن وافقه من بعض الفقهاء.

(1) العلل الصغير (746).

فأما من بعد كبار التابعين الذين الذين كثرت مشاهدتهم لبعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا أعلم منهم واحداً يقبل مرسله لأمور:

أحدها: أنهم أشد تجوزاً فيمن يروون عنه.

والآخر: كثرة الإحالة، كان أمكن للوهم وضعف من يقبل عنه (1).

قال: ومن نظر في العلم بخبرة وقلة غفلة استوحش من مرسل كل من دون كبار التابعين، بدلائل ظاهرة فيها (2). انتهى كلامه رحمه الله.

ومن الأخبار ما يطرح ولا يتقوى؛ كرواية الكذابين والمتروكين وأهل الفسق، فلا يعتبر بروايتهم ولا تقوى بها الأخبار.

قال المعلمي: زوال التهمة عن الراوي إذا كان سند المتابعة مقبولاً، أما إذا كان ساقطاً فلا يدفع التهمة بل يقال: بعضهم وضع وبعضهم سرق أو وهم أو لقن أو أدخل عليه، على أنه إن كان مقبولاً والمروي منكراً فإن الراوي يبرأ وتلصق التهمة بمن فوقه (3).

وإن كان من المتابع واهماً في حديثه قلا يقوى به الحديث، وإنما ينهض الحديث إذا كان ضعفه محتملاً ويرجى فيه السلامة من الوهم.

كزيادة ((وبركاته)) في التسليم، أخرجها ابن حبان (1993) قال: حدثنا الفضل بن الحباب، حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده: ((السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)).

وتابعه همام عن عطاء بن السائب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن عبد الله بن مسعود (4).

ولا طريق آخر عن عبد الملك بن الوليد بن معدان، عن عاصم بن بهدالة، عن زر بن حبيش وأبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال كأني أنظر إلى بياض خد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسلم عن يمينه ((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله (5)

(1) الرسالة برقم: (1263، 1277).

(2) الرسالة برقم: (1284).

(3) التنكيل (1/ 175).

(4) مسند الطيالسي (286).

(5) أخرجه الطبراني (6/ 127) وأبو يعلى (8/ 464).

ولها طريق آخر خرجه الدار قطني (1)، من طريق عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر عن أبيه حدثني ابن أبي ليلى وأبو معمر قال: علمني ابن مسعود التشهد وقال: علمنيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما يعلمنا السورة من القرآن ... وذكر وزاد في آخره: ((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)). وقال الدار قطني: ابن مجاهد ضعيف الحديث.

ولها شاهد من حديث وائل بن حجر، أخرجه أبو داود من طريق موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن علقمة بن وائل، عن أبيه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكان يسلم عن يمينه: ((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) وعن شماله: ((السلام عليكم ورحمة الله)) (2).

ولكن لا يفرح بكثرة هذه الطرق؛ لأنها لا يقوي بعضها بعضاً.

فأما رواية عطاء بن السائب، فإنه اختلط اختلاطاً شديداً، وقال أبو حاتم الرازي: وفي حديث البصريين الذين يحدثون عنه تخاليط كثيرة؛ لأنه قدم عيلهم في آخر عمره (3). وهمام بن يحيى البصري رواه عنه بعد الاختلاط، وخالف الناس في هذا الحديث فوقفه وهو مرفوع، وزاد زيادة لم يذكرها الأثبات عن عبد الله بن مسعود، كما سيأتي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير