[مقدمة الكتاب الجديد للشيخ ابن باز: ((تحفة الإخوان بتراجم بعض الأعيان))]
ـ[مصلح]ــــــــ[14 - 12 - 09, 04:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً:
مقدمة المعتني بالكتاب الشيخ القاضي عبدالعزيز بن إبراهيم بن قاسم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسَلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا الكتاب أحد الكتب التي لم تُطبع من قبلُ لسماحة شيخنا العلاَّمة الكبير الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله تعالى -
وهو يتناول تراجم مجموعة من أعيان المتقدمين والمتأخرين.
وقد كان سماحة الشيخ يُملي تراجمَ متفرقة بين الحين والآخر ابتداء من سنة (1380هـ) وهو في الرياض ويُثبتها في دفتر الفوائد المتنوعة
ولما انتقل سماحة الشيخ إلى المدينة المنورة عند تأسيس الجامعة الإسلامية فيها سنة (1381هـ)
ازدادت التراجم وتوسَّعت الفكرة لدى سماحته حتى أفرد سجّلاً خاصّاً للتراجم سنة (1385هـ)
وجعل عنوانه:
«تحفة الإخوان بتراجم بعض الأعيان» , وبيّن خطته فيما أملاه على الصفحة الأولى من الكتاب حيث قال:
«يُكتب في هذا الدفتر والأجزاء التي بعده تراجم بعض الأعيان من علماء وملوك وخلفاء وعُبَّاد وشعراء؛ وما يلحق بهم من الأعيان؛ على سبيل الإيجاز مع العناية بالمولد والوفاة ويستثنى من ذلك الأعيان المذكورون في «التهذيب» و «التقريب»؛ فلا حاجة إلى ذكرهم اكتفاء بهما، اللهم إلا ما تدعو الحاجة إلى ذكره من الأعيان الذين ليس لهم رواية في الكتب التي التزم صاحب «التهذيب» بذكر رجالها؛ لكنه ذكرهم من باب التمييز؛ لاشتراكهم مع بعض رجال «التهذيب» في الاسم واسم الأب؛ فقد أذكرهم لأنهم قد يخفى على الراغب في معرفة أحوالهم أن صاحب «التهذيب» ذكره والله الموفق وهو المستعان ولا حول ولا قوة إلا به.
ولستُ في هذه الأجزاء أراعي الترتيب, لأن المقصود أولاً جمع الأعيان من المراجع المتفرقة ومما يعرض في المطالعة, وبعد ما يجتمع من ذلك عدد كبير يكون الترتيب إن شاء الله ونسأل الله المعونة والتيسير وأن ينفعني به والمسلمين إنه خير مسؤول». (22/ 4/1385هـ)
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
فظهر من هذا أن سماحته كان يريد أن يخرج الكتاب شاملاً للتراجم القديمة والمعاصرة إلا أن المشاغل والمسؤوليات الكثيرة التي أُنيطت به عاقته عن هذا الأمر
وعليه فقد جاءت غالب التراجم للمعاصرين ممن يعرفهم سماحته عن قرب – وكان لوفاتهم أثر في نفسه – من علماء ودعاة وقادة للمسلمين
ومما يؤيد هذا أن سماحة الشيخ – رحمه الله – يترجم لوفيات مدة محددة, ثم تنقطع التراجم عدة سنوات ولاسيما بعد أن رجع سماحته إلى الرياض سنة (1395هـ) رئيساً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
ومن الجدير بالذكر أن كثيراً من التراجم كُتبت في دفتر الفوائد بعد إفراد آخر للتراجم ولذلك أملى سماحة الشيخ على غلاف دفتر الفوائد:
«يُنقل ما في هذا الجزء من تراجم الأعيان إلى سجل التراجم حرر في 16/ 11/1410هـ» ا. هـ.
وبناء عليه؛ فقد نُقل كثير من التراجم من دفتر الفوائد إلى هذا الكتاب في حياة سماحة الشيخ – رحمه الله تعالى - وفات مَن نقل عدةُ تراجم كما وقعت أخطاء في النقل وقد استدركت كل ذلك ولله الحمد.
وما دامت التراجم قد استقرَّت وانتهت فقد رتبتها على الوفيات؛ تسهيلاً على الباحثين؛ وتحقيقاً لرغبة سماحة الشيخ – رحمه الله تعالى – التي أملاها على غلاف الكتاب.
وتم حذف بعض الاستطرادات في مواطن محدودة مما له علاقة بأمور انتهت ولا مصلحة في نشرها.
ثم قام بتوثيق التراجم الأخ الشيخ محمد زياد بن عمر التكلة وأشار باختصار للأعيان المتقدمين واعتمد على «سير أعلام النبلاء» و «تاريخ الإسلام» - كلاهما للحافظ الذهبي – لاستيعابهما وشهرتهما وكونهما من أهم المصادر المعتمدة الموثوقة ولسهولة الوصول عبر حواشيهما إلى مصادر الترجمة لمن أراد التوسع.
أما التراجم المعاصرة فقد توسَّع في توثيق مصادرها توسّعاً كبيراً وأثبت ما تيسر من فوائد عن المُتَرْجَمين من كلام سماحة الشيخ – رحمه الله تعالى – في مواضع آخر والعلاقة المشتركة بين سماحة الشيخ – رحمه الله تعالى – والمترجَم جزاه الله خيراً ونفع به.
¥