وأما عبد الملك بن الوليد بن معدان (4) فهو ضعيف، وله حديث آخر تفرد به عن عاصم بن بهدلة ووهم فيه، كما وهم في هذا الحديث، فقد تفرد به عن عاصم بهذه الزيادة ولم يتابعه عليه أحد، وخولف فقد روي هذا الحديث من طرق ولم تذكر هذه الزيادة كما سيأتي.
وأما رواية الفضل بن الحباب، وهو ثقة أخباري وله أوهام كما في لسان الميزان لابن حجر (5)، وخالفه أبو داود، وهو أثبت منه وأحفظ، فرواه عن محمد بن كثير بن ولم يذكر هذه الزيادة ورواه ابن مهدي ووكيع عن سفيان الثوري ولم يذكروها.
(1) سنن الدار قطني (1/ 354).
(2) سنن أبي داود (997).
(3) الجرح والتعديل (6/ 334).
(4) تهذيب الكمال (18/ 431 ـ 433).
(5) لسان الميزان (6/ 18، 19).
ورواه زائدة بن قدامة وأبو الأحوص وعمرو بن عبيد الطنافسي وشريك وإسرائيل والحسين بن واقد وعلي بن صالح وزهير عن أبي إسحاق السبيعي، ولم يذكروها.
وروى هذا الحديث مسروق بن الأجدع وأبو الأحوص وعلقمة والأسود ابن يزيد النخعي عن عبد الله بن مسعود ولم يذكروها (1).
وأما رواية عبد الوهاب بن مجاهد (2)، فقد كذبه سفيان الثوري، وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ترك حديثه.
وحديث عبيد الله بن مسعود في التشهد مشهور وروي من طرق عدة ولم تذكر هذه الزيادة فيه (3) فهي زيادة شاذة.
وأما حديث وائل بن حجر، فقد وهم فيه موسى بن قيس الحضرمي وخالفه شعبة ـ وشك فيه ـ وسفيان الثوري وعلي بن صالح والعلاء بن صالح الأسدي فرووه عن سلمة بن حجر بن العنبس عن وائل، ولم يذكروها، وكذا الرواة عن وائل بن حجر لم يذكروا هذه الزيادة، ومنهم عبد الرحمن بن اليحصبي وعلقمة بن وائل (4).
(1) أخرجه الإمام أحمد (1/ 386، 406، 408، 418، 427، 448) وأبو داود (996)، والترمذي (295)، والنسائي (3/ 62، 63)، وابن ماجه (914)، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1/ 265، 266)، والدار قطني في السنن (1/ 356، 357)، والبيهقي (2/ 251، 252).
(2) تهذيب التهذيب (6/ 395).
(3) أخرجه البخاري (831)، ومسلم (402) وغيرهما.
(4) أخرجه الإمام أحمد (4/ 316، 317)، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1/ 265، 266)، والترمذي (248، 249)، والبيهقي (2/ 254).
وانظر الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين -الطبعة الثانية ص 99 - 117
ـ[أبو سارة القرشي]ــــــــ[01 - 04 - 03, 06:10 م]ـ
شكر الله لك شيخنا الفاضل على اهتمامك وجوابك، وأنا في انتظار
بقية الإجابة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 06 - 03, 06:51 م]ـ
قد جمعت عددا من الأمثلة على تقوية الأحاديث من كتب السنة ولم أر من أشار إلى عدد منها فيما رأيته من بحوث حول هذه المسألة فمنها
المثال الأول:
قال أبو داود 690 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا علي يعني بن المديني عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن أبي محمد بن عمرو بن حريث عن جده حريث رجل من بني عذرة عن أبي هريرة عن أبي القاسم صلى الله عليه وسلم قال فذكر حديث الخط
قال سفيان (((لم نجد شيئا نشد به هذا الحديث ولم يجئ إلا من هذا الوجه))
قال قلت لسفيان إنهم يختلفون فيه فتفكر ساعة ثم قال ما احفظ إلا أبا محمد بن عمرو قال سفيان قدم ههنا رجل بعد ما مات إسماعيل بن أمية فطلب هذا الشيخ أبا محمد حتى وجده فسأله عنه فخلط عليه قال أبو داود وسمعت أحمد بن حنبل سئل عن وصف مرة فقال هكذا عرضا مثل الهلال قال أبو داود وسمعت مسددا قال قال بن داود الخط بالطول قال أبو داود وسمعت أحمد بن حنبل وصف مرة فقال هكذا يعني بالعرض حورا دورا مثل الهلال يعني منعطفا.
وقال البيهقي في السنن الكبرى 2\ 271 بعد روايته هذا الحديث
((قال سفيان ولم نجد شيئا يشد هذا الحديث ولم يجىء إلا من هذا الوجه))
((قال سفيان وكان إسماعيل إذا حدث بهذا الحديث يقول عندكم شيء تشدونه به)).
فيفهم من كلام سفيان بن عيينة رحمه الله أنه لو وجد شيئا يشد به هذا الحديث لقوى به الحديث، ولكنه لم يأت إلا من هذا الوجه.
المثال الثاني:
جاء في سنن الترمذي
باب ما جاء في السواك
22 حدثنا أبو كريب حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة
¥