[قول الحسن البصري في الاختلاط وأنه بدعة]
ـ[أبو العُلا الهاشمي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 07:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أظن أن من أقدم من نسب إليه التلفظ بلفظ الاختلاط الحسن البصري - رحمه الله - فالقول بأن لفظ (الاختلاط) في قاموس الشريعة بدعة من قبيح ما تلفظ به بعض المنتسبين بالعلم، والله المستعان.
فَقَدْ نَقَلَ الحافظُ ابنُ رَجَبٍ – رَحِمَهُ اللهُ – عِنْدَ الكَلامِ عَلَى تَخصِيصِ الْنَّبِيِّ r يَومًا لِلنِّساءِ لِيَخطُبَ لَهُنَّ وَيَعِظَهُنَّ: ... وَهَذَا يَدلُّ عَلَى أنَّ مَجَالِسَ النَّبِيِّ r لِلْفِقْهِ وَالدِّينِ والتَّذْكِيرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ لَمْ يَكُنِ النِّسَاءُ يَحضُرنَهَا مَعَ الرِّجَال، وإنَّمَا كُنَّ يَشهدْنَ الصَّلَواتِ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسجِدِ لَيلاً ثُمَّ يَنصَرِفْنَ عَاجِلاً. وَكُنَّ يَشهَدْنَ العِيْدَ مَعَ الْمُسلِمِينَ مُنْفَرِدَاتٍ عَنِ الرِّجَالِ مِنْ وَرَائِهِم ... وَأَصلُ هَذَا أنَّ اخْتِلاطَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ فِي الْمَجَالسِ بِدْعَةٌ كَمَا قَالَهُ الْحَسَنُ البَصْرِيّ" [1].
ومن عجيب الفوائد التي نقلها الحافظ ابن حجر في الفتح في شأن الاختلاط والمؤانسة بين الرجال والنساء ما ذكره في شرح حديث العسيف
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -: « ... وفيه أن السائل يذكر كل ما وقع في القصة لاحتمال أن يفهم المفتي أو الحاكم من ذلك ما يستدل به على خصوص الحكم في المسألة لقول السائل إن ابني كان عسيفا على هذا وهو إنما جاء يسأل عن حكم الزنا والسر في ذلك أنه أراد أن يقيم لابنه معذرة ما وأنه لم يكن مشهورا بالعهر ولم يهجم على المرأة مثلا ولا استكرهها وإنما وقع له ذلك لطول الملازمة المقتضية لمزيد التأنيس والادلال فيستفاد منه الحث على إبعاد الأجنبي من الأجنبية مهما أمكن لأن العشرة قد تفضي إلى الفساد ويتسور بها الشيطان إلى الإفساد ... ) كما في «فتح الباري»: 12/ 141
[1]- تسلية نفوس النساء والرجال عن فقد الأطفال (ص/12).
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[14 - 12 - 09, 10:24 م]ـ
جزاك الله خيرا على مشاركتك الطيبة
لكن أقدم من عرف عنه التلفظ بلفظ الاختلاط ليس هو الحسن وإنما هو قبل الحسن
وقد وفقني الله للوقوف على ذلك ولم أر من نبه عليه ولله الحمد أولا وآخرا
قال أبو داوود في سننه
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ
وأيضا ففي صحيح البخاري قال
باب طواف النساء مع الرجال
عن ابن جريج قال أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال قال كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال قلت أبعد الحجاب أو قبل قال إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب قلت كيف يخالطن الرجال قال لم يكن يخالطن كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم فقالت امرأة انطلقي نستلم يا أم المؤمنين قالت انطلقي عنك وأبت يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال ولكنهن كن إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن وأخرج الرجال وكنت آتي عائشة أنا وعبيد بن عمير وهي مجاورة في جوف ثبير قلت وما حجابها قال هي في قبة تركية لها غشاء وما بيننا وبينها غير ذلك ورأيت عليها درعا موردا
ومما ورد مما هو بمعنى الاختلاط أيضا
قال أبو داوود
بَاب فِي اعْتِزَالِ النِّسَاءِ فِي الْمَسَاجِدِ عَنْ الرِّجَالِ
وقال أيضا
بَاب انْصِرَافِ النِّسَاءِ قَبْلَ الرِّجَالِ مِنْ الصَّلَاةِ
وأورد في الباب حديث أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ مَكَثَ قَلِيلًا وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ كَيْمَا يَنْفُذُ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ
وفي صحيح البخاري وغيره
عن أبي سعيد الخدري قال: قال النساء: غلبنا عليك الرجال يا رسول الله فاجعل لنا يوما, فوعدهن يوما
فإذا كان هذا في أزكى المجالس وأطهرها وأطيبها مجلس رسول الله فكيف بما دونه من مجالس الناس
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 10:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا