وروى مسلم في صحيحه (976) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى , وأبكى من حوله ".
وعن هانئ مولى عثمان رضي الله عنه قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته! فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟! فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه؛ فما بعده أشد منه " قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما رأيت منظراً قط إلاّ القبر أفظع منه ".
رواه الترمذي (2308) وابن ماجه (4267)، والحديث حسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " (3550).
- وهذا مقطع من محاضرة للشيخ خالد الراشد بعنوان " أين دارك غداً؟ " وهي عن القبر:
http://box.emanway.com/droos/mkate3/run/Ayna_Dark_intro.ram
11. التفكر عند رؤية ما يُعتبَر كرؤية النار في الدنيا.
عن مغيرة بن سعد بن الأخرم قال: ما خرج عبد الله بن مسعود إلى السوق فمر على الحدادين فرأى ما يخرجون من النار إلا جعلت عيناه تسيلان.
فإن المسلم أعرف أهل الأرض بربه تعالى، فالواجب عليه أن يكون حاله لا كحال الآخرين، فهو يعتبر ويتعظ بما يقرؤه ويسمعه من الآيات والمواعظ، والقلب الخائف يثمر عيناً دامعة رجاء بلوغ رحمة الله تعالى ودخول الجنة، تحقيقاً لوعد الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله " رواه الترمذي (1639) من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
12. الدعاء.
وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من القلب الذي لا يخشع، وقد سبق ذِكر اتصال العين بالقلب.
عن زيد بن أرقم قال لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها. رواه مسلم (2722).
ومن أراد أن تدمع عينه فله أن يدعو الله بذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
وكان عتبة الغلام سأل ربه ثلاث خصال: صوتاً حسناً، ودمعاً غزيراً، وطعاماً من غير تكلف، فكان إذا قرأ بكى وأبكى ودموعه جارية دهره، وكان يأوي إلى منزله فيصيب فيه قوته ولا يدري من أين يأتيه.
" مجموع الفتاوى " (11/ 282).
- وهذا مقطع من دعاء الشيخ ناصر القطامي:
http://www.alasra.org/files/gnot.rm
13. التباكي.
عن ابن أبي مليكة قال: جلسنا إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في الحِجر فقال: ابكوا، فإن لم تجدوا بكاء فتباكوا، لو تعلموا العلم لصلَّى أحدكم حتى ينكسر ظهره، ولبكى حتى ينقطع صوته. رواه الحاكم في " المستدرك " (4/ 622)، وصححه الألباني موقوفاً في " صحيح الترغيب " (3328).
وعن التباكي قال ابن القيم - بعد ذكره أنواع البكاء -:
وما كان منه مستدعىً متكلفاً فهو التباكي وهو نوعان: محمود ومذموم
فالمحمود: أن يُستحلب لرقة القلب ولخشية الله، لا للرياء والسمعة،
والمذموم: يُجتلب لأجل الخلق.
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر: أخبرني ما يبكيك يا رسول الله؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما (أخرجه مسلم في صحيحه (1763) ضمن حديث مطول في الجهاد).
ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم، وقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا.
" زاد المعاد " (1/ 185، 186).
ونسأل الله تعالى أن يجعل قلوبا وجلة، وأعيننا دامعة من خشيته.
جمعه وأعدَّه:
أبو طارق
إحسان بن محمد بن عايش العتيبي
28 رجب 1424 هـ
ـ[السوادي]ــــــــ[15 - 12 - 09, 09:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد القحطاني]ــــــــ[15 - 12 - 09, 04:50 م]ـ
شكرا لكم اخونا الكريم