لقاءُ الله ما أعظمه من لقاء، لقاء عظيم، لقاء يحتاج إلى العمل الصالح من العبد، يحتاج إلى التوحيد و الإخلاص في القول والعمل والاعتقاد، يحتاج إلى الصدق مع الله، إلى حسن الظن بالله، يحتاج إلى استغلال الأوقات في طاعة الله والقرب منه.
فماذا علمنا لهذا اللقاء العظيم، وهذا الموعد الحاسم إِذَا شَخَصَ الْبَصَرُ، وَحَشْرَجَ الصَّدْرُ، وَاقْشَعَرَّ الْجِلْدُ، وَتَشَنَّجَتِ الأَصَابِعُ، (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) [الأنعام31].
أعوامٌ تأتي، وأعوامٌ تذهب، وأنفسٌ تأتي، وأنفسٌ تذهب، نزولٌ وارتحالٌ، حتى يأتيَ ذلك اليوم الذي يكون الاتحالُ النهائي من هذه الدنيا إلى دار الآخرةِ الدارِ الباقيةِ والدارِ الخالدةِ (وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) [الأعراف169]
أخي المسلم، وأنتَ ترى زوالَ الأيام وذهابَ الأعمارِ، ذكِّر نفسَك بحقيقة الدنيا التي تهفو إليها النفوس، ذكّرها بأنّ أيامَها ماضية، وزهرتَها ذائبة، وزينتَها فانية، مسَرّاتَها لا تدوم. ذكِّرها بالنعيم المقيم في جنّات الخلود (أُكُلُهَا دَائِمٌ وِظِلُّهَا) [الرعد 35].
(أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [فصلت: 40].
في دخول هذا العام قد يكتملُ عُمرُ أحدنا العشرين، أو الثلاثين، أو الأربعين، أو الخمسين، أو الستين، أو السبعين، أو الثمانين، أو بين ذلك، وأعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، فما الزاد المقدم في هذه الأعمار، أرتحال إلى الله، إلى لقاء الله عبر هذه السنين، وكم في هذه السنين من مواسمَ للخير، وموائد للطاعة، وساعات للتقرب والاستعداد إلى لقاء الله، فماذا فعلنا بها؟، وماذا عملنا فيها؟ هل خطونا من خلالها خطوة تقربنا إلى الجنة وتباعدنا من النار، أم ماذا؟
صيام الاثنين والخميس، صيام ثلاثة أيام من كل شهر، صيام يوم عاشوراء، صيام رمضان وقيامِهِ، والعشر الأواخر منه، وليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر، والعشر الأُول من شهر ذي الحجة، ويوم عرفة، والحج إلى بيت الله الحرام، والزكاة والصدقة، والصلاة وأعظم بها من عبادة، صلةُ العبد بينه وبين ربه، وهي أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ من عمله، فَإنْ صَلُحَتْ صَلُحَ سَائِرُ عَمَلِهِ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ. فهذا حال من يصلي، فما حال من لم يصل، وهل له صلاةٌ حتى تصح؟
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ـ رضي الله عنه ـ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللّهُ. لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ. فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ. وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ. وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ. فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» «وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ». رواه البخاري ومسلم.
ـ[سالم أبو محمد]ــــــــ[19 - 12 - 09, 12:27 ص]ـ
خطيبنا تكلم عن بعض البدع القولية في نهاية العام
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 01:34 ص]ـ
قال خطيبنا
مثل ما قاله خطيب الأخ أبي همام البرقاوي
فلعله كان يجلس معي في الخطبة والله أعلم
أضحك َ الله ُ سنّك ..
القلوب قريبة ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 12 - 09, 01:39 م]ـ
عنوان خطبة الجمعة التي حضرتُها هذا اليوم 8/ 1 / 1431هـ:
عن يوم عاشوراء وفضله، وعن قصة موسى عليه السلام وغرق فرعون، وفي الخطبة الثانية تحدث عن بدع الرافضة في يوم عاشوراء، ومافيها من مخالفات.
---
الإخوة المشايخ الفضلاء /
ضيدان اليامي
أباالهمام البرقاوي
وذان أبو إيمان
نايف الشمري
أبا إسحاق الصبحي
سالم أبومحمد
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، واعلاه، وأوفاه .. سعدت كثيرا بمشاركاتكم وفوائدكم .. لاعدمناكم.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[25 - 12 - 09, 01:45 م]ـ
في خطبتنا المباركة هذا الأسبوع تحدّث الخطيب عن " حب الصحابة ".
فقد أجاد وأفاد بذكره الأدلى من الكتاب والسنة وأقوال المفسّرين في الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
وشرح قوله سبحانه {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ... } إلى آخر الآية.
والله الموفّق.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[25 - 12 - 09, 11:10 م]ـ
بارك الله فيك أخي الغالي المسيطير ..
خطيبنا اليوم ..
تكلم عن الاختلاط و أضراره ونقض شبه المجيزين والتحذير من العلمانيين ..
¥