[شرح حديث معقل بن يسار رضي الله عنه في مس الأجنبية فيه رد على الشبهات التي أثارها بعض الكتاب]
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[19 - 12 - 09, 01:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهذا شرح لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه في مس المرأة الأجنبية وقد تضمن هذا الشرح الرد على الشبهات التي أثارها رئيس فرع هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بمكة: أحمد قاسم الغامدي في شأن مصافحة المرأة الأجنبية وإردافها, للشيخ جلال بن علي السلمي- وفقه الله -.
شرح الحديث:
عن معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن تمسه امرأة لا تحل له»، وفي رواية: «يمس امرأة»، بدل: «تمسه امرأة».
- وقبل البحث في دلالة هذا الخبر لابد من البحث في ثبوته لأن القاعدة في الأصول:
(أن الدلالة فرع الثبوت).
البحث في ثبوت الخبر:
هذا الخبر أخرجه بلفظه الأول الروياني - رحمه الله - في مسنده (20/ 219ح1283) قال: نا نصر بن علي، نا أبي، نا شداد بن سعيد، عن أبي العلاء، قال: حدثني معقل بن يسار رضي الله عنه به.
* (دراسة السند):
- قال: "نا نصر بن علي"، قلت: هو نصر بن علي بن نصر بن علي الأزدي الجهضمي، أبو عمرو البصري الصغير، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وثقه أبو حاتم، والنسائي، وابن خراش.
- قال: "نا أبي"، قلت: هو علي بن نصر بن علي الأزدي الجهضمي، أبو الحسن البصري الصغير، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وثقه أبو حاتم، والنسائي، وصالح بن محمد جزرة.
- قال: "نا شداد بن سعيد"، قلت: هو شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي البصري، أخرجه له مسلم حديثا واحدا، وأبو داود في فضائل الأنصار، والترمذي، والنسائي، وثقه أحمد، وابن معين، والنسائي، وأبو خيثمة، وقال البخاري ضعفه عبد الصمد بن عبد الوارث، وقال ابن عدي ليس له كثير حديث، ولم أر له حديثا منكرا، وأرجو أنه لا بأس به، وقال الحافظ في التقريب صدوق يخطئ.
- قال: "عن أبي العلاء"، قلت: هو يزيد بن الشخير العامري البصري، أخرجه له أصحاب الكتب الستة، وثقه النسائي، والعجلي، وابن سعد، وزاد الأخير: "له أحاديث صالحة".
-قال" "عن معقل بن يسار-رضي الله عنه-"، قلت: هو معقل بن يسار بن عبد الله، أبو علي البصري، صحابي حديبي.
* (الحكم على الخبر بهذا الإسناد):
هذا خبر ثابت- أي صحيح-، رجاله ثقات وإسناده متصل، وقد أعل بأن في إسناده شداد بن سعيد، وقد جاء عن البخاري أن عبد الصمد بن عبد الوارث ضعفه، وأجيب عن هذا من وجهين:
1 - أن عبد الصمد بن عبد الوارث لا يعرف بالجرح والتعديل، وقد يظن إشارة الذهبي إلى ذلك في الكاشف بقوله: وثقه أحمد وغيره، وضعفه من لا يعرف.
2 - أن جرحه ليس بمفسر، وقد عارضه توثيق جمع من الأئمة كما تقدم، والقاعدة في الأصول في مبحث السنة: (أن الجرح غير المفسر غير قادح في راوي الخبر)، وذلك لاحتمال أن يعتقد ما ليس جرحا جرحا ... إلخ، والقاعدة في الأصول في مبحث التعادل والترجيح: (أن التعديل مقدم على الجرح غير المفسر)، ولا يشكل على هذا قول ابن حجر - رحمه الله -: "صدوق يخطئ"، لأنه لم يذكر مستنده في هذا التفسير، والذي يظهر لي أنه أخذه من جرح عبد الصمد غير المفسر.
قال أبو عبد الله- غفر الله له -: التعويل في رد هذا الإعلال على الوجه الثاني.
وأما اللفظ الأخر فقد أخرجه الطبراني -رحمه الله- في المعجم الكبير (20/ 212ح487) قال: حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا نصر بن علي به بالإسناد المتقدم.
* (دراسة السند):
قال: حدثنا عبدان بن أحمد، قلت: هو الحافظ عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي (عبدان)، وثقه الخطيب، والسمعاني وابن عساكر، والذهبي.
وتقدم الكلام على بقية رجاله.
* (الحكم على الخبر بهذا الإسناد):
هذا خبر ثابت - أي صحيح -، رجاله ثقات، وإسناده متصل، وقد أعل بما سبق، وقد تقدم الجواب عن ذلك.
وأخرجه أيضا الطبراني في المعجم الكبير (20/ 211 ح486)، قال-رحمه الله-: حدثنا موسى بن هارون، ثنا إسحاق بن راهويه، أنا النضر بن شميل، ثنا شداد بن سعيد به بالإسناد المتقدم.
* (دراسة السند):
¥