تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 04:16 ص]ـ

جزى الله شيخنا أبا حمدان السلمي خير الجزاء، ورفع قدره، ونصره على من ظَلَمه ...

لي ملاحظة على بعض كلامه المتعلق بتضعيف حديث أخذ الإماء بيد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ... قال حفظه الله:

3 - حديث أنس رضي الله عنه: (إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت).

قال في تقرير الاستدلال: أخرجه البخاري تعليقا وإسناده صحيح، وليس بين الأمة والحرة فرق في ذلك، ففيه جواز المصافحة.

يجاب عنه: أن المعلق ما سقط بعض راوته من جهة صاحب الكتاب، وهو نوع من أنواع المنقطع، والقاعدة في الأصول: (أن الحديث المنقطع ليس بحجة في إثبات الأحكام)، وقد جاء مسندا عند ابن ماجه، وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف سيء الحفظ، ضعفه أحمد، وابن معين، والنسائي وأبو حاتم، وأبو زرعة، والقاعدة في الأصول: (أن سوء حفظ الراوي سبب في رد خبره)، هذا من جهة الثبوت،

قلتُ: هذا الحديث في البخاري سنده هكذا:

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ

إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ .... الحديث

وهذا سند صحيح لا غبار عليه، ومحمد بن عيسى بن نجيح البغدادى، أبو جعفر ابن الطباع: ثقة فقيه من أعلم الناس بحديث هشيم، توفي 224 هـ وقد علّق البخاري عنه بصيغة الجزم، ولعله أخذه منه مذاكرةً

وهو تماما كحديث تحريم المعازف (وقال هشام بن عمّار .... السند)، أنه يُحمل على الاتصال كما قال العراقي في ألفيته:

وَإنْ يَكُنْ أوَّلُ الاسْنَادِ حُذِفْ .... مَعْ صِيغَةِ الجَزْم فَتَعليْقاً عُرِفْ

وَلَوْ إلى آخِرِهِ، أمَّا الَّذِي .... لِشَيْخِهِ عَزَا بـ (قالَ) فَكَذِي

عَنْعَنَةٍ كخَبَرِ المْعَازِفِ ..... لا تُصْغِ (لاِبْنِ حَزْمٍ) المُخَالِفِ

على كل، فقد أخرجه الحديث الإمام أحمد في مسنده (ح11941) عن هشيم عنه به، إلا أن فيه عنعنة حميد عن أنس، ومعروف أن حميدا الطويل عنعنته تحمل على الاتصال لأن الواسطة بينه وبين أنس هو ثابت البناني ...

الحاصل، أن الحديث صحيح. والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير