تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[علماء المغرب و التصوف]

ـ[الياس الهاني]ــــــــ[19 - 12 - 09, 02:18 م]ـ

لم يعرف الاسلام التصوف في زمن الرسول http://majles.alukah.net/images/smilies/salah.gif و صحابته و التابعين، ثم جاء جماعة من الزهاد لبسوا الصوف فاطلقوا هذا الاسم عليهم، و يتوخى المتصوفة تربية النفس و السمو بها بغية الوصول الى معرفة الله تعالى بالكشف و المشاهدة لا عن طريق اتباع الوسائل الشرعية، ولذا جنحوا في السمار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية: الهندية والفارسية واليونانية المختلفة. كدأب أن انحراف يبدأ صغيراً، ثم ما يلبث إلا أن يتسع مع مرور الأيام فقد تطور مفهوم التصوف في القرن الثاني للهجرة إلى مفهوم لم يكن موجوداً عند الزهاد السابقين من تعذيب للنفس بترك الطعام، وتحريم تناول اللحوم، والسياحة في البراري والصحاري، وترك الزواج، وذلك دون سند من قدوة سابقة أو نص كتاب أو سنة.

و قد تختلف الصوفية الاوائل عن الصوفية المتاخرة التي انتشرت فيها البدع اكثر من سالفتها، يقول الامام الجنيد رحمه الله الذي يلقب بشيخ الصوفية: " علمنا مضبوط بالكتاب و السنة، من لم يحفظ الكتاب، و يكتب الحديث، و لم يتفقه، لا يقتدى به" و قال ايضا " الطرق كلها مسدودة على الخلق الا من اقتفى اثر رسول الله http://majles.alukah.net/images/smilies/salah.gif و اتبع سنته و لزم طريقته، فان طرق الخير كلها مفتوحة عليه" و قال الشيخ ابو سعيد الخراز "كل باطن يخالف الظاهر فهو باطل" و قال بعض الصوفية "اصولنا ستة:التمسك بكتاب الله تعالى و الاقتداء بسنة رسول الله http://majles.alukah.net/images/smilies/salah.gif و اكل الحلال و كف الاذى و اجتناب الاثام و اداء الحقوق" فيحنئذ يكون التصوف صحيحا موافق لشريعة الاسلام و لا يناقضها، اما ما احدث فيه من بدع و ضلالات فهذا ما لا يقره الاسلام.

و من ابرز الماخذ التي تاخذ على الصوفية_الحلول والاتحاد، وحدة الوجود، الشرك في توحيد الألوهية وذلك بصرف بعض أنواع العبادة لغير الله تعالى، الشرك في توحيد الربوبية وذلك باعتقادهم أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون ويعلمون الغيب، الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم، الغلو في الأولياء، الادعاءات الكثيرة الكاذبة، كادعائهم عدم انقطاع الوحي ومالهم من المميزات في الدنيا والآخرة، تساهلهم في التزام أحكام الشرع، طاعة المشايخ الخضوع لهم، والاعتراف بذنوبهم بين أيديهم، والتمسح بأضرحتهم بعد مماتهم، التجاوزات الكثيرة التي ما أنزل الله بها من سلطان، في هيئة ما يسمونه الذكر، وهو هز البدن والتمايل يميناً وشمالاً، وذكر كلمة الله في كل مرة مجردة، والادعاء بأن المشايخ مكشوف عن بصيرتهم، ويتوسلون بهم لقضاء حوائجهم، ودعاؤهم بمقامهم عند الله في حياتهم وبعد مماتهم و غيرها كثير ... _ تلك الاعتقادات و الضلالات و البدع التي تخرج صاحبها من الاسلام، و ذلك عندما اعرضوا عن الكتاب و السنة و منهج السلف الصالح اوحى اليهم الشيطان ما اوحى. يقول الامام ابن القيم رحمه الله " و من كيده _اي الشيطان_ ما القاه الى جهال المتصوفة من الشطح و الطامات و ابرزه لهم في قالب الكشف من الخيالات فاوقعهم في انواع الاباطيل و الترهات و فتح لهم ابواب الدعاوى الهائلات و اوحى اليهم ان وراء العلم طريقا ان سلكوه افضى بهم الى كشف العيان و اغناهم عن التقيد بالسنة و القران فحسن لهم رياضة النفوس و تهذيبها و تصفية الاخلاق و التجافي عما عليه اهل الدنيا و اهل الرياسة و الفقهاءو ارباب العلوم و العمل على تفريغ القلب و خلوه من كل شيئ حتى ينتقش فيه الحق بلا واسطة تعلم فلما خلا من صورة العلم الذي جاء به الرسول نقش فيه الشيطان بحسب ما هو مستعد له من انواع الباطل و خيله للنفس حتى جعله كالمشاهد كشفا و عيانا فاذا انكره عليهم ورثة الرسل قالوا: لكم العلم الظاهر و لنا الكشف الباطن و لكم ظاهر الشريعة و عندنا باطن الحقيقة و لكم القشور و لنا اللباب فلما تمكن هذا من قلوبهم سلخها من الكتاب و السنة و الاثار كما ينسلخ الليل من النهار ثم احالهم في سلوكهم على تلك الخيالات و اوهمهم انها من الايات البينات و انها من قبل الله سبحانه الهامات و تعريفات فلا تعرض على السنة و القران و لا تعامل الا بالقبول و

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير