تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ماذا تعرف عن الشيعة؟]

ـ[همام النجدي]ــــــــ[20 - 12 - 09, 08:53 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد ..

فقد شرعَ لنا الإسلامُ في كل عام صوم العاشر من شهر محرّم والمسمى يوم (عاشوراء) شكراً لله تعالى أنْ أنقذ نبيَّه موسى صلى الله عليه وسلم من فرعون، وكان هذا يوماً تصومه اليهود في المدينة النبوية قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم لها، فلمّا دخلَها وشاهد اليهودَ يصومونه، سألهم عن ذلك، فذكروا له هذا السبب، فقال: نحن أحقّ بموسى من اليهود، ثمّ شرعَ للمسلمين صومه، وحتى يخالف اليهود في فعلهم أضاف لأمّته صيام يوم التاسع من محرم، والمسلمون منذ ذلك اليوم وليومنا هذا على هذه السُّنّة.

ووافق في نفس يوم (عاشوراء) سَنة (61هـ) أن حدثت جريمة عظيمة في تاريخ الإسلام؛ ألا وهي مقتل حفيد رسول الله وريحانته وسبطه الحسين رضي الله عنه، على أرض كربلاء في العراق، وكانت هذه الفتنة هي أحد المبررات التي استندت إليها فِرَقُ الشيعة عموما ومنها فِرقة (الشيعة الإثنا عشرية) - أوما يسمّون (الشيعة الإمامية) أو (الجعفرية) أو (الرافضة)؛ كلُّ هذه الأسماء لفرقة واحدة تتواجد اليوم في إيران والعراق والبحرين ولبنان والكويت وباكستان وغيرها من البلاد، وهم يستخدمون يوم مقتل الحسين رضي الله عنه لترويج عقيدتهم، ونشر مذهبهم.

والذي دفعَ لكتابة هذه السطور هو جهلُ كثير من العرب والمسلمين؛ سواء كانوا من العامة أو النخب، مفكرين، أو علماء أو ساسة أو غير ذلك، عن معرفة حقيقة هذه الفرقة، والسبب يعود إلى عدم وجود الشيعة في دولهم، ونخصّ بالذكر: الأردن، مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب والسودان، وغيرها من بلاد الإسلام.

ومع تصاعُد أحداث اليوم، وخاصة حوادث احتلال العراق (2003م) وحرب لبنان (2006م) ومن ثم تدخلات إيران وحزب الله في الدول العربية والإسلامية، برزَ اسمُ الشيعة في وسائل الإعلام والصحف والفضائيات بين مادح وقادح، فكان لا بدّ من كلمةٍ مُنصفة تعرّف المسلمين و العرب بهذه الطائفة، دون عاطفة أو انفعال، تحمل القارئ على تأييد أو ذم غير معتمد على مستند أو دليل، كي يتمكّن القارئ من التوصّل إلى حقيقة هذه الفرقة بإنصاف.

عقائد الشيعة الإمامية

لا بدّ حين التعرف على أي جماعة أو فِرقة دينية؛ من معرفة عقيدتها، وأصولها التي تستند إليها، ليتبين الفرق حيئذ بينها وبين عقائد المسلمين.

أولا: "الإمامة": اتّفق كلُّ علماء!! هذه الفرقة (الشيعة الإمامية) قديماً وحديثاً – من غير اختلاف بينهم - على عقيدة تعدّ هي الأساس لظهورهم ونشأتهم، وهي الأصل لجميع عقائدهم، ومنها انطلقت كلُّ مخالفاتهم لعقائد المسلمين، وتعرف باسم " عقيدة الإمامة".

حيث يعتقد الشيعةُ أنّ الإيمان لا يتمّ للإنسان حتى يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، ومن ثمّ الإيمان بولاية عَليّ، فإذا لم يؤمن بولاية علي فهو ليس بمؤمن وإنْ آمن ببقية الأمور.

ومعنى ولاية عليّ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بعد وفاته بأن يكون عليّاً هو وليّ الأمة وخليفتها، وهو من يكمّل معرفة الدين للمسلمين، وهو منصِبٌ إلهيٌّ كالنبوّة، فكما أن الله يختار مَن يشاء من عباده للنبوّة؛ فهو يختار للإمامة مَن يشاء ([1] ( http://alrased.net/site/topics/view/544#_ftn1)). هذه الإمامة مَنْ لا يؤمن بها عند الشيعة فهو كافر بالله عند جمهورهم ([2] ( http://alrased.net/site/topics/view/544#_ftn2))، و بعضهم يجعله فاسقاً غير مؤمن.

وولاية علي - أو أي إمام آخر من أئمتهم-: ليست بمعنى المحبة لعليّ أو أحد من أئمة أهل البيت؛ كما يحاول الشيعة أن يمرروا على السذج، أن التشيع هو حب علي وأهل البيت، فإننا معاشر المسلمين كلّنا نحبّ عليّاً؛ كونه أحد أكابر الصحابة، وعلمائهم، فضلا عن كونه من أهل بيت النبوة، وفارسا من فرسان الإسلام، بل هو زوج بنت النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها وعن زوجها، و ... و ... إلى غير ذلك من الفضائل والمناقب العلية، بيدَ إنّ كلّ ذلك الاعتقاد الذي يعتقده أهل السنة في علي وآل البيت – عموما - لا يكفي ولا ينفع صاحبه عند الشيعة، بل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير