تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فانقسم التشيّع بعد هذا الإختلاف: إلى زيدية (نسبة لزيد بن علي) واختار الإمامية (محمد الباقر)، فلو كان عند الشيعة نصٌّ لقُضي الأمر في حينها ([11] ( http://alrased.net/site/topics/view/544#_ftn11)).

ثمّ اختلفوا بعد ذلك في أولاد (جعفر الصادق) هل الابن الأكبر (إسماعيل) هو الإمام، أم (موسى الكاظم)؟

فالإسماعيلية اختارت إسماعيل، والإمامية اختارت موسى الكاظمً.

فلو كان هناك نصٌّ لما كان ثمة اختلاف.

بل إن الشيعة الإمامية يؤمنون: أنّ الإمام كان إسماعيل ولكنّ اللهَ بدا له – على حد زعمهم - أن يغيّر الإمام فغيَّرَه لموسى الكاظم، فظهرت عند ذلك عقيدة عند الشيعة تسمى (البداءة على الله) ([12] ( http://alrased.net/site/topics/view/544#_ftn12)).

ومن الأمثلة على تطوّر المعتقد عند الشيعة قضية (المهدي) ([13]] وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا [[النساء:82]، كما اختلفت النصارى في حقيقة عيسى، فقال تعالى:] فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ [[مريم:37]. ( http://alrased.net/site/topics/view/544#_ftn13))؛ ففي كل زمن يظهر مجموعة من الشيعة يعتقدون أنّ فلاناً هو الإمام، فقد جعلت جماعة من الشيعة (محمد بن علي بن أبي طالب) المسمّى (محمد بن الحنفية [14] ( http://alrased.net/site/topics/view/544#_ftn14)) هو المهدي، ومنهم مَن جعل (محمد الباقر) و (جعفر الصادق) و (ذو النفس الزكية) وغيرهم هم (المهدي) فلو كان هناك نص، وأنّ الأئمة إثنا عشر لَما حصلَ هذا التناقض والاختلاف، وصدق الله حين يقول في كتابه:

ثم إنّ هذه الاختلافات تولّدها الاختلافات السياسية، فمنذ أن بدأت مشكلة علي ومعاوية رضي الله عنهما، ومن ثم خروج الحسين رضي الله عنه على يزيد ومقتله إلى سنة (260هـ) وقت غياب المهدي - كما يزعم الشيعة - خلال هذه السنين (200 سنة) كانت تظهر عقائد للشيعة ويُحذف منها ويُضاف إليها، لذلك لا تجد مؤلَّفاً للشيعة قبل سنة (300هـ) يحمل عقيدة كاملة للشيعة. وإنّما ظهرَتْ مؤلفات الشيعة بعد ظهور الدولة البويهية (وهم شيعة من بلاد الديلم من بلاد فارس سيطروا على الحكم العباسي، لكنهم أبقوه شكلاً وهم مَن حكم واقعاً) في زمن هذه الدولة ظهرت مؤلفات الشيعة تقرر معتقداتهم.

نتائج تطور عقائد الشيعة

استقرّت عقائدُ الشيعة بعد تطورها على النحو الآتي:

أولاً: الإعتقاد بإمامة علي وأولاده إلى اثني عشر إماما؛ هي قضية إيمان وليس محبّة فحسب، فكلّ مَنْ لم يؤمن بإمامتهم فهو كافر وإن أحبهم؛ فأهل السُنّة كفّار عند عامة الشيعة أو فُسّاق وضُلال منحرفون، مستحقّون للإهانة واللعن عند بعضهم، وأولُ ذلك هم الصحابة وأمهات المؤمنين والأئمة الأربعة (أبو حنيفة، الشافعي، مالك، أحمد بن حنبل) وأتباعهم.

ثانياً: ولأنّ حضارة الإسلام منذ دولة الخلافة الراشدة، ثم الأموية، مرورا بالعباسية، والسلجوقية، والأيوبية، والمملوكية، والعثمانية، والدولة الأموية بالأندلس، وغيرها؛ هي دول قامت على حضارة سُنية (غير شيعية)؛ لذا فهي عندهم حضارة باطلة ظالمة.

وكل فتوحات المسلمين باطلة، لأن قادتها كخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وأبي عبيدة وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم؛ فسّاق كفار ومن ثم تشوَّهُ سيرتهم ويُلعَنون وتؤلَّف المؤلفات بذلك ([15] ( http://alrased.net/site/topics/view/544#_ftn15))، وقد طبّقوا هذا عملياً؛ فقد وقف الشيعة على مدى التاريخ الإسلامي مع أعداء المسلمين؛ بدءاً من الصليبيين ثم التتار واليهود والأمريكان حالياً، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل أو معاند،وليس ذلك بالأمر الغريب، فالشيعة لا يعترفون بغيرهم، ويكفّرون من ليس على نحلتهم، ومؤلّفاتهم مليئة بذلك، فهو فكرٌ سوداويٌّ لا يؤمن بالتعايش مع المخالف إلا بالإقصاء والاحتقار والانتقام سلباً وقتلاً.

ونتستطيع أن نتأكّد من عقيدة التكفير عند الشيعة بالرجوع إلى مصادرهم ومراجعهم سيما وأنها أصبحت مطبوعة متداولة، بعد أن كان الشيعة يتحرّجون من انتشارها وظهورها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير