لذا حاول علماءُ الشيعة المعاصرون ومفكّروهم طرحَ التشيّع بثوب جديد، مُخفين كثيراً من العقائد ذات الطابع الأسطوري كالرجعة، مزيّنين في ذات الوقت الفكرَ الشيعي بثوب مغاير لحقيقته، مُستغلّين أنّ أكثر المصادر والمراجع التي تبين حقيقة الفكر الشيعي كانت غير منتشرة لم تُطبع إلا نادراً، حيث كانت حكراً على المراجع الدينية والحوزات الشيعية [18] ( http://alrased.net/site/topics/view/544#_ftn18)، وظلّ الحالُ هكذا إلى سنة 1979م؛ حيث قامت ثورة الخميني في إيران والتي نشرت وأعادت طباعة المراجع والمصادر الشيعية. فلذلك كلّما رأيت شيعياً متديِّناً أو ملتزماً بعقيدته الشيعية؛ تعرف الفكر الشيعيَّ على حقيقته وبمبادئه التي ذكرنا. وكلّما ابتعد الشيعي عن دينه؛ وجدتَه أنظف فكراً وعقلاً، وأقرب إلى فهم الإسلام الصحيح على حقيقته.
سؤالٌ آخر
ولرُبَّ سائل آخر يسأل: الشيعة اليوم يعدون بالملايين وعلماؤهم كثُر، فهل كلّ هؤلاء على ضلال وانحراف؟!
والجواب هو: أليس أهل الصين من أتباع بوذا وكونفوشيوس يعدون بالملايين؟؟ ودينهم مجموعة أساطير وخرافات؟! وكذا الهندوس والبوذيين؟؟
فليس غريباً أن تنحرف ثلّةٌ من المسلمين بأفكار منحرفة كأفكار الشيعة التي بدأت بأفكار التشّيع البسيط وتعقّدت إلى أن استقرّت على ما ذكَرْنا. سيّما وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم r أشار إلى أنّ أمّته ستفترق وتختلف كحال بقية الأمم.
هل الشيعة يحبّون أهل البيت؟!
كان الشيعة سابقاً في تاريخ الدول الإسلامية يعامَلون من قِبَل المسلمين بشكل عادي، نعم،، يختلفون معهم ولكن لم يمارسوا ضدّهم القتل والتشريد والإبادة، فعشرات العلماء الشيعة عاشوا في كنف الحضارة الإسلامية كأدباء وشعراء بل وحتى وزراء؛ لأنّ أهل السُنّة يستطيعون التعايش مع كلّ الجماعات والفرق، وإن اختلفت معها وحاربت انحرافاتها العقدية، كما فعل علي مع الخوارج.
ولم يقاتل أهل السنة إلا من رفع السلاح على المسلمين أو خانهم أو حاول إفساد دينهم.
أما الشيعة؛ فكانوا دائماً يحاولون الوصول إلى الحكم ولم يُفلحوا، إلى أنْ تعاونَ العلويّون مع العباسيين سياسياً لإسقاط الدولة الأموية ونجحوا وقامت الدولة العباسية، والعباسيّون هم أحفاد عمّ النبي صلى الله عليه وسلم r العباس وهم من أهل البيت النبوي، لكنّ هذا ليس مطلب الشيعة، بل هم يريدون أهل البيت العلوي رغم أنّ أبا طالب والعباس كليهما عمٌّ للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا يكشف مسلكاً في طريقة فهم الشيعة لمصطلح آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: أنه مصطلح محوره يتعلّق بعليّ وأبنائه فحسب، وإنّ ما يردّدونه من أنّ آل البيت ظُلموا غير صحيح.
فهذا هو أبو جعفر المنصور، هو ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس عمّ النبي صلى الله عليه وسلم من النسل النبوي الهاشمي، فما بالهم يلعنونه، وعندما تولّوا أول حكومة شيعية في العراق بعد الاحتلال - حكومة إبراهيم الجعفري - بأيام؛ فجّروا تمثالاً ([19] ( http://alrased.net/site/topics/view/544#_ftn19)) منصوباً لرأس أبو جعفر المنصور باني مدينة بغداد حِقْداً منهم، وهو من أحفاد عم النبي صلى الله عليه وسلم!
وهذا هارون الرشيد حفيد أبي جعفر؛ يلعنونه ليل نهار، وكذا المعتصم وغيرهم، بل من حقدهم على العباسيين سلّموا آخرَ خليفة عباسي للتتار وقتله التتار شرّ قتلة.
ومن الجدير ذِكرُه أنّ الشيعة تسمّي مَن ينتمي نسَبه لآل البيت بـ (السيّد) وجمعه (سادة) ولهم عند الشيعة من الاحترام والتقديس لنسبهم ما يتعجّب المرء له حتى لو فعلوا ما فعلوا من الفسوق والعصيان؛ من زنا أو لواط أو سرقوا أو نهبوا أو ظلموا فهم يبقون (سادة) لهم منزله خاصة، كما يزعم الشيعة، ورغم ذلك فإنّ هناك عشائر سُنيّة عراقية تنتمي لنسَب الحسين t كعشيرة النعيم والمشاهدة والحديديين، ولكنهم مع شرف نسبهم الذي يعترف به الشيعة؛ فقد قتلوهم في العراق في تصفياتهم الجسدية في عصر الجعفري و المالكي، ولم يحفظوا شرف نسبهم كما يدّعون حبّهم لآل البيت.
وكذا العشائر التي تنتمي للحسن رضي الله عنه وسلم، مثل أشراف مكة والذين منهم ملوك الأردن وكذا بيت الحسني وغيرهم، فهؤلاء لا يُحترمون بل يُشتمون ليل نهار رغم أنّ الكلّ يعرف صدقَ نسبهم، و ما جُرمهم وذنبهم إلا أنهم سُنّة وليسوا شيعة.
¥