والأدهى من ذلك وأمر أنّ العشائر الشيعية والتي يرجع نسبها لآل البيت الحسيني كالموسوي والحسيني يقدَّسون عند الشيعة، ولكنهم عندما يتحوّل جمعٌ منهم إلى السُنّة يحكم عليهم بالردّة ويقتلوا، كما حصل في العراق.
إذاً؛ ليست القضية هي حبّ واحترام آل البيت، بل المقياس هو التشيّع وعقائده وحبّ آل البيت (شعار ظاهر) يُستخدم كذريعة لخداع الناس بالتشيّع، بل إنّ سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه له أولادٌ قُتلوا مع سيّدنا الحسين في معركته بكربلاء؛ منهم أبو بكر بن علي وقبره في كربلاء، فما بال الشيعة اليوم لا يزورونه كما يزورون أخا الحسين الآخر العباس وكلاهما أولاد علي من غير فاطمة، وكلاهما نحسبه شهيد مع أخيه الحسين!
ولكن كيف يعظّم الشيعة ولداً اسمه (أبو بكر) ولو كان ابناً لعليّ؟.
كما وقام الشيعة بإخفاء جريمة (المختار الثقفي) عندما قتل ابناً لعليّ اسمه عبيد الله، وذلك لأنهم يحبّون المختار الثقفي الدجّال.
ولم يذكروا ابناً للحسين t اسمه عمر استشهد مع أبيه ولا يُعرف عن قبره شيء؛ لأن اسمه (عمر) وهذا لا يروق لهم حتى ولو كان ابن الحسين الإمام عندهم.
كلّ هذا يدلّل أن مقاييس الشيعة هي بمعتقدهم وليس بحبّ آل البيت.
الواقع المعاصر والتشيّع
التشيّع مذهب خطير على حضارتنا الإسلامية، فعلى مدى تاريخنا لم يشارك الشيعة في فتح أي بلد وإدخاله للإسلام، ولم تكن لهم مساهمة في نشر ديننا الحنيف، أو إقامة حضارة في أي منطقة من العالم، بل كانوا عكس ذلك، فما زالوا عبر التاريخ يحطّمون الأمة ويساهمون في تقسيمها ويشاركون في إكثار مشاكلها، فالدولة الفاطمية والتي ظهرت أول الأمر في المغرب العربي وانتقلت إلى مصر تعاونت مع الصليبيين ضدّ الدولة الزنكية إلى أن قضى عليها صلاح الدين قبل تحرير بيت المقدس.
وقبل ذلك ظهرت الدولة البويهية وسيطرت على العباسيين وأبقتهم خلفاء شكلاً وحكمت فعلاً، وساهمت وشاركت بقتل الخلفاء وسمّلت عيونهم في بعض الأحيان، وأشاعت سبّ الصحابة، وكتبوا على جدران المساجد لعن الصحابة، وفي عصرهم كُتبت مؤلّفات الشيعة، بعد مرور سنة 300 للهجرة.
ثمّ ظهرت بعد ستة قرون (900هـ) الدولة الصفويّة، فشيّعت إيران، وغزَت العراق، وذبحت الآلاف بل أكثر من مليون شخص مسلم كي يتشيّع الباقي.
وقبل ذلك مساهمة واضحة من ابن العلقمي (شيعي إمامي) والطوسي (شيعي إسماعيلي) في سقوط بغداد على يد المغول وتقديم الخليفة ضحية بيد التتار.
ثمّ ظهرت الثورة الخمينية في إيران وتصوّرَ كثيرٌ من المسلمين والعرب لجهلهم بحقيقة التشيع أنها ثورة إسلامية؛ متناسين أنها دولة شيعية لها عقائد مختلفة عن عقائد عموم المسلمين، ولها طموح وأحلام غير ما للأمة من الأحلام. ونسيَ المسلمون والعرب ذلك بحجّة أنّ شيعة اليوم غير شيعة الأمس، ولضعف ثقافة المسلمين (أهل السنّة) في الشيعة، لهذا ولغيره ذهب كثير من الأحزاب والجماعات الإسلامية والعربية فرادى وجماعات لتقديم التهاني لدولة الخميني، لكن إيران لم تحترم أحداً وأعلنت في دستورها أنها ((دولة شيعية إلى الأبد)) ثم شرعت داخل إيران بتعذيب أهل السنة بل وقتلهم،وخارجا بمشروع تصدير الثورة (أي التشيّع) والتحرّش بجيرانها، فدخلت مع العراق حرباً لثمان سنوات، وكان العالم أجمع ومنذ الأيام الأولى لاندلاعها يطالب الفريقين بإيقاف الحرب فوافق العراق ولم توافق إيران (الشيعية).
كما ساهمت إيران وبقوة في تصدير الثورة والتشيع إلى كلّ بلاد الإسلام وبكلّ الوسائل، إلى أن وصلَ الحال بها أنْ ساعدت أمريكا في احتلال أفغانستان، ومن ثمّ التآمر مع أمريكا لإسقاط العراق، ومنذ ذلك الحين ظهر الوجه الحقيقي للتشيّع وانكشف الغطاء.
ولقد صنعَت إيران بؤرة سوء في لبنان لتمزّقه بما يسمى ((حزب الله)) والذي سُمح له - ولوحده - أن يُسلح ليصُنع له مجداً وراءه ما وراءه، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا حوربت كلّ المنظمات الفلسطينية ودمرت المخيمات في لبنان وذُبحوا على يد اليهود ومنظّمة (أمل الشيعية) بقيادة (نبيه برّي) وبعدما أزاحوا الفلسطينيين إلى تونس صنعوا مجداً لحزب الله فظلّ حزبُ الله علناً يموَّل مالياً ويستلم السلاح علانية ويخرج في مسيرات استعراضية في شوارع لبنان.
¥