تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جنايات على العلم والمنهج .. (15) الإصلاح .. حين يُشترى بالدر البصل ..

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 09, 01:38 ص]ـ

جنايات على العلم والمنهج .. (15) الإصلاح .. حين يُشترى بالدر البصل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ...

تنبيه: هذاالموضوع يحتاج لقراءة متأنية جداً فأرجو إعطاءه حظه من النظر ....

الأصل المحكم: أن من اجتهد في إرادة الحق من جهة الله ورسوله = فهو مأجور مغفور له خطأه.

ثم يقعُ للناس التقصير إما في شطر الاجتهاد وإما في شطر الإرادة،والله تبارك وتعالى يتولى حساب عباده على هذا التقصير، ولكن لا يكون ذلك المقصر أبداً بمنزلة من لم يجتهد أو من لم يُرد بالمرة. بل له فضل الاجتهاد والإرادة وثواب التوجه لمراد الله بإرادة الفقه والتأويل.

وعليه فإننا في هذا الموضوع لا نقصد لأن نثبت ذماً مطلقاً لمن نتكلم عنهم،ولا نمنعهم الأجر مطلقاً ولا نرفع عنهم المغفرة مطلقاً، وإنما من شاء أن يقرأ هذا الموضوع قراءة حسنة = فليجعله من باب تقرير الحق والصواب بقطع النظر عن المخالف وماله من الأجر والثواب

وبعد ...

لا أشك أن زماننا هذا هو من أحوج الأزمنة إلى شد عزائم العاملين،وتنوع طرائق المصلحين ..

ولستُ أشك أن الغفلة كل الغفلة أن يقضي العالم والداعية عمره في غير مشروع إصلاحي متكامل الجوانب يسد به ثغرة من الثغرات ويعمل فيه وعليه قدر الوسع والطاقة ..

لكن الذي يؤلمني وأخشاه هو سوء اختيار المشروع الإصلاحي،وأن يوضع هذا الباب الجليل (باب الإصلاح) في غير محله،بحيث يظن العالم والداعية أنه على ثغر مشروع إصلاحي بينما ما اشتغل به كان أهون من ذلك وأيسر فيكون بذل مهجته واستفرغ طاقته وعرض فكرته لما تتعرض له أعمال المصلحين من الأذى والبأس دون أن يكون المحل يستحق كل هذا العمل ويكون كأنما اشترى بالدر البصل ..

والمثال الذي أنوي ضربه اليوم لهذه الجناية هو مثال نفر من المصلحين اختاروا أن يغرسوا بذرة من بذور مشاريعهم الإصلاحية في أرض ظنوها خصبة للإصلاح بينما هي عندي ليست في زماننا هذا بقضاياها تلك مما يفتقر لهذا الجهد الإصلاحي فوق أنه سينبت مع النبت الإصلاحي إن نبت = آفات ومضار ينبو حذاق الزراع عن أن تنبت في أرضهم ولربما آثروا ألا يروا النبت والآفات جميعاً على أن يستنبتوا الزرع والآفات معه ..

أي أبواب عمل المصلحين تقصد بهذا يا أبا فهر؟

وأي باب ذاك الذي تراه توجه له نفر من المصلحين وليس هو بالذي يفتقر لهذا الجهد بل وتراه سينبت مع الزرع الآفات؟

أقول: إنما يعني أبو فهر = قضايا المرأة ..

نعم يا مشايخي الكرام لستُ أرى تلك الأبواب التي انتصبتم لها من قضايا المرأة (ضبط الحجاب-ضبط الاختلاط-ضبط عمل المرأة –قيادة السيارة –كيفية الممارسات الدعوية للمرأة .. إلخ إلخ) = جديرة بأن توجهوا لها أي حزمة من حزم طاقاتكم الإصلاحية وهذه الحزم التي توجهونها إن قُدر أنها أنبتت شيئاً مما تأملون = فسيخرج معه الكثير والكثير مما لم تكونوا تحبون ..

أيها العلماء الفضلاء والمشايخ الكرام!!

إن في الجليل من أبواب الدين والإيمان،وفي الجليل من القضايا الحساسة ومعارك المفاصلة التي تمر بها الأمة الآن = ما هو أولى بجهودكم الإصلاحية من قضايا المرأة هذه ..

وإن في أبواب وحدة الأمة تجاه عدوها وصياغة أسس الخلاف وقوانين الإعذار وآدابه = ما هو أولى بجهودكم الإصلاحية من قضايا المرأة هذه ..

وإن الحالة العلمية للأمة فيها من الثغرات المستوجبة للإصلاح العلمي = ما هو أولى بجهودكم الإصلاحية من قضايا المرأة هذه ..

وإن في واقع الظلمة الغالبة على النور والذي تعيشه الأمة اليوم = ما هو أولى بجهودكم الإصلاحية من قضايا المرأة هذه ..

لا أعيب النقد الذاتي الداخلي للصف السلفي ولكن ليكن ذلك في الكليات لا في الجزئيات ففي تلك الكليات = ما هو أولى بجهودكم الإصلاحية من قضايا المرأة هذه ..

فإن قلتم بكل ذلك نقوم وإنما المرأة وقضاياها تلك شعبة من الإصلاح الاجتماعي = قلتُ لا أرى ذلك أبداً بل لست أرى تلك القضايا إلا جزئيات فروعية لا ينبغي أن تتعدى مجلس الفقه الفروعي والحوار فيه لا أن ينتصب لها المصلحون على صفحات الجرائد وواجهات المنتديات وبرامج الفضائيات ..

مشايخنا الكرام ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير