[هل كون الخلاف في المسألة (أبدعة هي أم لا) يسوغ قبولها والعمل بها]
ـ[أبوإسحاق الوهراني]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:14 م]ـ
هل كون الخلاف في المسألة (أبدعة هي أم لا)،
يسوغ قبولهاوالعمل بها
كثير من الناس، يجعل من الخلاف في المسائل (المختلف فيها بين أهل العلم، كأن يقول بعضهم بالمنع {بأنها بدعة مثلا}، والبعض الآخر بالجواز) سببا في جوازها و قبولها والعمل بها.
فهو لا يأخد بالأرجح والصواب، وإنما يجعل الخلاف سببا للجواز، لأنه موافق لهواه.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في (الموافقات 4/ 141):
>.
كما يفعل كثير في زماننا هذا ممن أدخل المصالح الشخصية أو الحزبية أو حتى القومية في الدين، فتراه يفعل كل ما بوسعه لتكثير سواد الناس عليه، ولو كان ذلك على حساب الدين.
فيجعل القول المرجوح هو الراجح لا لشيء، إلا لأنه هو الأقرب إلى إرضاء الناس.
ولو علم المسكين أنّ إرضاء الناس غاية لا تدرك، وأنّ ما كان لله على وارتفع، وأنّ ما كان لغيره وقع (ولو بعد حين).
بل بعضهم يحارب القول المخالف له، بلا حجة و لا برهان، وإنما حجته أن القول المخالف فيه حرج، أو أنّ الإختلاف رحمة، أو أنه يكفي أنّ فلان (وما أدرك ما فلان) قد قال به.
فهو يتبع الرخص ما أمكن، و كما قال بعض السلف>.
كل هذا، أملا منه أن يصبح ذلك جائزا، فهو يلوي الأدلة حتى توافق مراده وهواه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى 2/ 202 ـ 203):
>.
والصحيح أنّ دليلهم هو اتباع الهوى، فما وافق مذهبهم اخذوا به، وما خالفهم تركوه ولو كان هو الحق والصواب.
ولو كان الحق مرادهم لكفاهم دليل واحد (لأنهم ليس معهم دليل)، ولكن لما كان قصدهم هو إتباع الهوى فلن يكفيهم ألف دليل.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العجاب (الموافقات4/ 141، عقب كلام للإمام الخطابي فيمن يجعل الخلاف حجة في الجواز):
>.
فالصادق في طلبه لا يجعل الخلاف وسيلة يتقرب بها إلى ربه، ولكن يتحرى الراجح والصواب ما أمكن، لأن الخلاف مهما كان صغيرا أو كبيرا فهو شر، ولا يكون (الخلاف) رحمة أبدا، فكيف يجعله سببا إلى تجويز ما يريد (والله المستعان).
{01}: قال الشيخ الألباني رحمه الله في (السلسلة الضعيفة1/ 86، بعد أن قال في اللاتي قبلها أن: حديث {اختلاف أمتي رحمة} باطل مكذوب):
¥