تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومما يدل على فضلهم في السنة ما رواه البخاري ومسلم عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال أنهم سألوا رسول الله صلى عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك فقال: قولوا ((اللهم صلي على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم))

وفي البخاري ومسلم أيضاً من حديث كعب رضي الله عنه قال: قلنا كيف الصلاة عليكم أهل البيت فقال: صلى الله عليه وسلم قولوا: ((اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد)) وذهب جماعة من الفقهاء أن من ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عليهم عمداً في الصلاة بطلت صلاته.

الوقفة الثالثة: محبة آل البيت أصل من أصول العقيدة عند أهل السنة والجماعة فعن العباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله)) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وصححه ابن حجر الهيتمي وقال عنه ابن تيمية الحجة قائمة بالحديث.

وفي سنن الترمذي أيضاً وعند الحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحبوا أهل بيتي لحبي)).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون أهل بيت النبي ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الوقفة الرابعة: بغض آل البيت شعبة من شعب النفاق ودلالة على الخسران وإن صلى وصام المبغض لهم فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن رجلاً قام بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد أدخله الله النار)) رواه الطبراني والحاكم وصححه ووافق الذهبي.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار)) رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وإسناده صحيح.

الوقفة الخامسة: من منهج السلف الصالح توقير آل البيت وعدم الإساءة إليهم وحفظ حقوقهم ففي صحيح البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: (ارقبوا محمداً في أهل بيته) المعنى: أحفظوا حقوقهم فلا تؤذهم ولا تسيئوا إليهم.

وجاء في البخاري أيضاً أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: (والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي).

وثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقدم آل البيت في العطاء على جميع الناس ويفضلهم حتى أنه لما وضع الديوان للعطاء وكتب أسماء الناس قالوا: نبدأ بك يا أمير المؤمنين فقال: (لا ابدؤوا بأقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم) وفرض لهم أكثر مما يفرض للناس.

الوقفة السادسة: من عقيد أهل السنة والجماعة أن بركة الصالحين من آل البيت بركة سببية وليست ذاتية.

فلما ينقل لنا عن أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أنه تبرك بجسد أو أبريق أو شعر أو ثياب علي رضي الله عنه أو الحسن أو الحسين رضي الله عنهما.

إنما تشرع البركة السببية وهي مشروعة كما في قصة عائشة رضي الله عنهما في صحيح البخاري في قصة التيميم من حديث أسيد بن حضير.

فيطلب الدعاء من الصالحين منهم ويأخذ العلم عنهم ومرافقتهم في الأسفار ونحو ذلك وليس التبرك بأجسادهم.

الوقفة السابعة: من عقيدة أهل السنة والجماعة أن آل البيت ليسوا معصومين وأنهم يقع منهم الخطأ والصواب خلافاً لعقيدة أهل البدع الذين يدعون لهم العصمة.

وتأمل قوله تعالى: ((ويطهركم تطهيراً)) ولو كانوا معصومين فلماذا يطهرهم الله لأن المعصوم طاهر من الذنوب.

مسألة: كيف نتعامل مع من أذنب من آل البيت؟

الجواب: نتعامل معه كما نتعامل مع سائر المسلمين ننصحه ونبغض فعله المخالف لشرعه ولا نبغض ذاته فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في خالد بن الوليد رضي الله عنه بعد أن قتل بعض المسلمين بالخطأ: ((اللهم إني أبري إليك مما صنع خالد)) مرتين رواه البخاري.

فستبرأ صلى الله عليه وسلم من فعله رضي الله عنه ولم يتبرأ منه.

وقد قال الحسن لرجل كان يغلو فيه: ويحكم أحبونا لله فإن أطعنا الله فأحبونا وإن عصينا الله فأبغضونا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير