تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اهتمام سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بالحديث النبوي وأثره في العقيدة]

ـ[همام النجدي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 08:58 م]ـ

[اهتمام سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بالحديث النبوي وأثره في العقيدة]

د. علي بن عبدالعزيز الشبل

المصدر: مجلة الدرعية العدد 33

التوطئة:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فإن الحديثَ النبوي فرعٌ من السُّنة النبوية بمعناها الشمولي العام، التي هي أصل الشريعة الثاني بعد القرآن كلام الله - عز وجل - وإنَّ جهود علماء المسلمين خلفًا عن سلف متظاهرةٌ في هذا المضمار، وفي إبراز جهود العلماء المعاصرين في خدمة السنة النبوية من خلال الحديث النبوي، مصالحُ وفوائدُ كثيرةٌ، منها: شحذ الهمم، وربط المسلمين - ولا سيما طلاب العلم - بالسُّنَّة، وعطفُهم على الاهتمام والحفاوة بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - والنشأة على ذلك في العقيدة والشريعة.

هذا، وإن إبراز جهود وحفاوة وعناية سماحة الشيخ الكبير، العلامة الجليل، عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن باز (1330 - 1420هـ) - وهو مَن هو في مكانته، وعلمه، وإمامته، وآثاره على مَن بعده - أقول: إن إبرازها لَمِن العمل الصالح، الذي أرجو قبوله عند مولانا - سبحانه وتعالى - وآمل حصول النفع والفائدة والأثر على المسلمين عامة، وطلاب العلم خاصة؛ لبعث همتهم إلى سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهدْيه وحدِيثه.

لهذا ولغيره؛ جاء هذا البحث الموسوم بـ"اهتمام سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - بالحديث النبوي، وأثره في العقيدة"، دائرًا في محورين رئيسين:

الأول: نشأة سماحة الشيخ العلمية، التي صقلتْ فيه العناية بالسُّنة النبوية، من خلال كتب الحديث، ومتون السنة، ومدوناتها، وشروحها، وأصول الحديث ومصطلحه، من خلال آثار شيوخه المحدِّثين، وتوجُّهه المبكر للعناية بتلكم المتون وشروحها، والمتون التي حفظها واستظهرها، وعنايته بكتب الحديث: مخطوطاتها ومطبوعاتها.

الثاني: في الحياة العلمية والدعوية والتعليمية، التي أظهرت عناية سماحة شيخنا وحفاوته بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وظهر هذا من خلال دروس سماحته العلمية، ومحاضراته، وفتاواه، وتوجيهاته؛ حيث اعتنى بكتب الحديث ومتونه، ومدوناته وشروحه، وأصوله وفقهه تدريسًا، وحفظًا، وإقراءً.

وأيضًا عنايته واهتمامه - رحمه الله - بالأدلة من الكتاب والسنة؛ فسِمةُ التدليل على الفتاوى والرسائل والمحاضرات، والبحوث والمناقشات، ولا سيما تربية طلبة العلم على العناية بهذا، مع العناية بتخريج الأحاديث ودراستها، وكذا الحكم على الأحاديث صحةً وحسنًا وضعفًا، والبحث في كتب الحديث وتراجم الرواة وكتب الجرح والتعديل.

ثم ثمة مظهر بارز حرَص عليه سماحتُه من خلال العناية بالأصول الخطية "المخطوطات" لكتب الإسلام، فهذا الشرح الحافل على صحيح البخاري "فتح الباري"، للحافظ الشهاب أحمد بن علي بن حجر العسقلاني - رحمه الله وعفا عنه - جمع له الشيخ عددًا من المخطوطات؛ لتوثيق نصه وضبطه، وفتح الله عليه بالتعليق على بعض مجلداته إلى نهاية كتاب الحج بتمام المجلد الثالث منه.

وكذلك عنايته - رحمه الله - بطبع كتب الحديث، من الصحاح، والسنن، والمساند، والمصنفات، والشروح عليها، وتكرار طبع ما نفذ منها، ثم توزيعها على طلاب العلم، والدعاة، والباحثين.

ولذا لم تخلُ مكتبة طالب علم في المملكة وغيرها - في الغالب - من أحد منشورات الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، بتوجيه سماحة رئيسها: الشيخ عبدالعزيز بن باز.

وأذكر بهذه المناسبة أن أحد العلماء بشَّر الشيخ ابنَ باز بطبع كتاب جديد طريف من كتب الفقه الحنبلي، فسأله سماحة الشيخ: وهل يعتني هذا الكتاب بالتدليل؟ فأجابه: بأن عنايته بالتعليل، فأجاب الشيخ بقوله: إذًا هو كغيره! ولم يكترثْ سماحته بطبع هذا الكتاب وأمثاله؛ لتلكم النكتة، وذاك المعنى، وهو ما يعكس عناية الشيخ بالأدلة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير