ولا غرابة؛ فقد عرَّف جمعٌ منَ العلماء السابقين واللاحقين بأنفسهم، وليستْ هذه الترجمة من هذا القبيل، وإنما هي كلمات موجزة صدرتْ من شيخنا بعد إلحاح تكرر عليه، فرحمه الله رحمة واسعة، وأجزل له المثوبة، ورفع في الدارين ذِكره، وأعلى مقامه، وجزاه عن المسلمين خير الجزاء وأوفره.
قال - رحمه الله تعالى:
"أنا عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله آل باز، وُلدتُ بمدينة الرياض في ذي الحجة سنة 1330هـ، وكنت بصيرًا في أول الدارسة، ثم أصابني المرضُ في عيني عام 1346هـ، فضعف بصري بسبب ذلك، ثم ذهب بالكلية في مستهل المحرم من عام 1350هـ، والحمد لله على ذلك، وأسأل الله - جل وعلا - أن يعوضني عنه بالبصيرة في الدنيا، والجزاء الحسن في الآخرة، كما وَعَد بذلك - سبحانه - على لسان نبيِّه محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - كما أسأله - سبحانه - أن يجعل العاقبة حميدةً في الدنيا والآخرة.
وقد بدأتُ الدراسة منذ الصغر، وحفظت القرآن الكريم قبل البلوغ، ثم بدأت في تلقِّي العلوم الشرعية والعربية على أيدي كثير من علماء الرياض، من أعلامهم:
1 - الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمهم الله.
2 - الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، قاضي الرياض (3) - رحمهم الله.
3 - الشيخ سعد بن حمد بن عتيق (قاضي الرياض) (4) - رحمه الله.
4 - الشيخ حمد بن فارس (وكيل بيت المال بالرياض) (5) - رحمه الله.
5 - الشيخ سعد وقاص البخاري (من علماء مكة المكرمة) - رحمه الله - أخذت عنه علم التجويد في عام 1355ه (6).
6 - سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ (7) - رحمه الله - وقد لازمت حلقاته نحوًا من عشر سنوات، وتلقيت عنه جميع العلوم الشرعية، ابتداء من سنة 1347هـ إلى سنة 1357هـ، حيث رشحت للقضاء من قِبل سماحته.
جزى الله الجميع أفضل الجزاء وأحسنه، وتغمَّدهم جميعًا برحمته ورضوانه.
وقد توليتُ عدة أعمال، هي:
1 - القضاء في منطقة الخرج مدة طويلة، استمرت أربعة عشر عامًا وأشهرًا، وامتدتْ بين سنتي 1357هـ إلى عام 1371هـ، وقد كان التعيين في جمادى الآخرة من عام 1357هـ، وبقيت إلى نهاية عام 1371هـ.
2 - التدريس في المعهد العلمي بالرياض سنة 1372هـ، وكلية الشريعة بالرياض بعد إنشائها سنة 1373هـ، في علوم الفقه والتوحيد والحديث، واستمر عملي على ذلك تسع سنوات، انتهت في عام 1380هـ.
3 - عينت في عام 1381هـ نائبًا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وبقيت في هذا المنصب إلى عام 1390هـ.
4 - توليت رئاسة الجامعة الإسلامية في سنة 1390هـ بعد وفاة رئيسها شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - في رمضان عام 1389هـ، وبقيت في هذا المنصب إلى سنة 1395هـ.
5 - وفي 14/ 10/1395هـ صدر الأمر الملكي بتعييني في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وبقيت في هذا المنصب إلى سنة 1414هـ.
6 - وفي 20/ 1/1414هـ صدر الأمر الملكي بتعييني في منصب المفتي العام للمملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء، ولا أزال إلى هذا الوقت في هذا العمل، أسأل الله العون والتوفيق والسداد.
ولي إلى جانب هذا العمل في الوقت الحاضر، عضوية في كثير من المجالس العلمية والإسلامية، من ذلك:
1 - رئاسة هيئة كبار العلماء بالمملكة.
2 - رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الهيئة المذكورة.
3 - عضوية ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
4 - رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد.
5 - رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
6 - عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة (8).
7 - عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة.
أما مؤلفاتي، فمنها:
1 - الفوائد الجلية في المباحث الفرضية (9).
2 - التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة (توضيح المناسك).
3 - التحذير من البدع، ويشتمل على أربع مقالات مفيدة: (حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد).
4 - رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام.
¥