تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علم لنا في هذه المسألة خيراً (مسألة المنارات) لدلنا عليه فقد روى الإمام مسلم في صحيحة من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنهم كانوا في سرية أو غزوة فنزل النبي صلى الله عليه وسلم منزلاً , قال فمنا من كان في جشره ومنا من كان ومنا من ينتظل ومنا من يصلح خباءة إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه حق على كل نبي أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وأن ينذرهم شر ما يعلمه لهم , وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها وسيصب أخرها بلاء وأمور تنكرونها .... الحديث.

وهكذا ما سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ما يعلم لنا فيه مصلحة حتى في السواك فقد تكاثرت الأحاديث وتواترت الأحاديث بفضيلة السواك وما فيه من الأجر , وحتى في البول والغائط كيف يبول لا يتجه إلى القبلة بغائط ولا بول , فقد نهى عن ذلك من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه , وجاء من حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى حاجته بين لبنتين مستدبراً القبلة قالوا هذا في البنيان دون الفلاة , أما الفلاة فاجمع أهل العلم على النهي عن ذلك الفعل.

ومسالة البصاق بصق رجل إلى القبلة في المسجد وهو يصلي فغض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحمر وجهه ثم حكها بعرجون بيده أو حصاة ثم قال إذا قام أحدكم يصلي فإن الله في قبل وجهه فلا يبصقن أحدكم قبل وجهه فإن الإنسان إذا قام يصلي فإنه يناجي ربه .... الحديث. جاء عن أنس وأبو هريرة والحارث الأشعري وآخرين.

نعم عباد الله هذا كله يدل على أنه لا يجوز لأحد أن يخترع في دين الله عز وجل مصالح كان مقتضاها موجودا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكت عنها وتركها , وخير الهدي هديه ,نعم , وما سكت عنه فهو عفو كما بينت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ,,, سكت عنها وتركها ثم يأتي متأخر أو يأتي فلان أو علان يعتبرها من المصالح المرسلة , انتهينا من ذلك ,

وإن هذه المسألة (مسألة المنارة) يراد بها التفاخر والشهرة وفيها الإسراف والتبذير وربنا سبحانه وتعالى يقول ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ويقول سبحانه ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشيطان وكان الشيطان لربه كفورا.

ثم ما فائدة تلك المنارات إلا مجرد إسراف وتبذير تصرف فيها الآلاف بل مئات الآلاف عن بعض الناس لا يصلي فيها احد ولا (كلمة غير واضحة) منها احد غاية ما فيه تقليد لبعض الناس وقصد الشهرة وما إلى ذلك.

ولربما يبنى بثمن تلك المنارات مسجد آخر!! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول من بنى لله مسجداً كمفحص قطاة (مفحص طير) بنى الله له بيتناً بالجنة. فيحرم ذلك الإنسان خيراً كثيراً.

ربما لا يستفيد من ذلك إلا وضع مكبرات الصوت؟ وقد يستغنى عن ذلك بعصا أو بوضعها في أي موضع أخر ولا يلزم أن يبلغ الناس فوق طاقة النداء فمن هذا تعلم أنها محدثه وما كان محدثاً فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد. وإنها إسراف وتبذير وأن هذا الدين كامل فلذلك لا نحتاج إلى شيء نخترعه من عند أنفسنا.

ننتقل إلى ما بوب عليه الإمام أبي داود ,نعم , على هذا الحديث:

الحديث قد ضعفه النووي في المجموع بعنعنة ابن إسحاق ثم إن العلامة الألباني رحمه الله تعالى قد نقل عن ابن إسحاق في السيرة أنه صرح بالتحديث وأنا لم أقف على تصريح ابن إسحاق والإمام العلامة الألباني عندنا عدل وبلا شك ونأخذ عنه وبكل اطمئنان فيبقى تصريح الحديث.

لكن ينبغي أن نفهم منه أن تبويب أبي داود ليس فيما نص عليه الحديث , ليس فيما نص عليه الحديث.

الحديث فيه أن بلالاً كان يصعد على بيت مجاور للمسجد يؤذن عليه نعم لأن الحديث مادام قد صرح ابن إسحاق فيه بالتحديث فإن ابن إسحاق حسن الحديث إلا إذا عنعن ما لم يخالف بارك الله فيكم.

فيكون المغزى أن الإنسان يصعد على مكان عالي إما على المسجد أو أي مكان مرتفع لكي يسمع الناس الآذان فيفدوا إلى الصلاة , حي على الصلاة , حي على الصلاة , لهذا القصد والمأرب.

إذا أذن في مكان مرتفع أو في هذا المكبر (مكبر الصوت) فقد ادى المطلوب والحمد لله.

وتعلم من هذا أنهم لم يأتوا بمتابعة بلال فلا يصعد أحد الآن على المنارة ويترك المكبر ولا يبنيها لقصد أنه يصعد يؤذن عليها يبنيها مثل العصا ما هو عصفور يطلع يؤذن فوقها!! لا.

هكذا لم يتابع بلال في ذلك الفعل الذي أقره عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتابع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لم يفعل منارة. بل إنه لم يتابع بلال أنه يصعد على مكان مرتفع وإنما يجعل منارة مكلفة من كذا من المال لقصد غير ذاك القصد الذي كان يصعد من أجلة بلال فهذا هو القول في هذه المسألة.

أما مصلحة مرسلة فتالله إنها لأكذوبة أكذوبة أن يأتي إنسان ويسميها مصلحة مرسلة أي مصلحة في أموال تنفق وتهدر نعم من أجل ماذا؟ أن تبني منارة يراها الناس يرى ذلك المكان من بعيد وقد يعرف المسجد بغير منارة يعرفه الناس في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة. فالله قال ترفع ما قال ترفع مناراتها!! أمر ببناء مساجد ومن غير تشييد ما أمرت بتشييد المساجد كذا قال عليه الصلاة والسلام , نهى عن زخرفة المساجد وهل هذه المنارات إلا من هذا الباب من تلك الزخرفة والشهرة.

نعوذ بالله من الفتن ونعوذ بالله من البدع والمحدثات وحسبنا الله ونعم الوكيل. أهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير