يبلغ عدد الأمراض التي تصيب الخنزير 450 مرضاً , منها 57 مرضاً طفيليّاً، تنتقل منه إلى الإنسان، وبعضها خطير، بل وقاتل، ويختص الخنزير بمفرده بنقل 27 مرضاً وبائيّاً إلى الإنسان، وتشاركه بعض الحيوانات الأخرى في نقل بقية الأمراض، لكنه يبقى المخزن، والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض، هذا عدا عن الأمراض الكثيرة التي يسببها أكل لحمه، كتليف الكبد، وتصلب الشرايين، وضعف الذاكرة، والعقم، والتهاب المفاصل، والسرطانات المختلفة.
أولاً: البريونات ( Prions).
1. مرض " جنون البقر "، يسبب هذا المرض الفتاك أجساماً بروتينية صغيرة تسمَّى " البريونات " , وهذه الأجسام لها قدرة على إحداث أمراض خطيرة للحيوانات، وللبشر أيضاً , ومصدر الخطورة يكمن في قدرة البريونات على تغيير شكل البروتينات الطبيعية الموجودة في خلايا مناطق حساسة - كالدماغ مثلاً - وتحويلها إلى بريونات , مسببة تلف الدماغ , فالجنون، ثم الموت.
ثانياً: الفيروسات ( Viruses).
يصيب الخنزير مجموعة كبيرة من الفيروسات، منها ما تنقله الخنازير إلى الإنسان، فيسبب له أمراضاً فيروسية خطيرة، مثل:
1. فيروس الأنفلونزا، لقد تمّ عزل فيروس الأنفلونزا من عينات أخذت من الإنسان، والخيل، والخنازير، والطيور الداجنة والبرية، وحتى من بعض الثديات البحرية، وكان أخطر وباء أصاب العالم من هذه الأنفلونزا: الوباء الذي حدث عام 1918م، وأطلق عليه آنذاك اسم " الإنفلونزا الإسبانية "، فقد تفشى هذا الوباء في شتى أنحاء المعمورة , مخلِّفاً وراءه ملايين الجثث، وناشراً الذعر، والهلع في كل مكان.
ويذكر أنّ وباء الإنفلونزا الذي لم يشهد القرن العشرين له مثيلا في الحدة والانتشار: أدى إلى إزهاق أكثر من 20 مليون نسمة خلال عامي 1918 - 1919م، وأنّه حصد في الولايات المتحدة أرواح 550 ألف نسمة خلال عام واحد، أغلبهم من الشباب، وهو ما يوازي عشرة أضعاف الأمريكان الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى.
2. فيروس نيبا ( Nipah virus) ، في عام 1998م عالج الأطباء في ماليزيا 300 إصابة بما يشبه أعراض الإنفلونزا، سرعان ما توفي 117 مريضاً منهم بفيروس " نيبا " الغامض، وأصيب العشرات منهم بتلف دماغي , ويعتقد الأطباء الماليزيون أنّ الفيروس الخطير ربما انتقل من خفاش الفواكه إلى الخنازير، ومنها إلى الإنسان، حيث أظهرت المتابعات الطبية أنّ جميع المصابين بالمرض كانت تربطهم علاقة قوية بالخنازير، مما حدا بالدوائر الصحية في ماليزيا إلى قتل مليون خنزير.
3. فيروس الالتهاب الرئوي الحاد (سارس/ SARS coronavirus) ، وهذا مرض فيروسي قاتل، فقد ذكرت التقارير أنّ المرض ظهر أولاً في الصين، وأنّ 30 % ممن أصيب بالمرض في بداية الأمر كانوا من المتعاملين بالأطعمة، وأنّه تمّ عزل الفيروس من الأفاعي، والخنازير البرية، والقردة، والخفافيش , والصين هي أكبر مستهلك للخنازير على وجه الأرض , إذ يبلغ استهلاكها نصف استهلاك العالم، ولذلك ربط العلماء بسبب ذلك بين الخنزير وبين هذا المرض القاتل.
وفي " الموسوعة العربية العالمية ":
يوجد في العالم نحو مليار رأس من الخنزير! يمتلك الصينيون نحو نصفها، وتحتل الولايات المتحدة المركز الثاني في إنتاج الخنازير، والبرازيل أكبر منتج للخنازير في " أمريكا الجنوبية ".انتهى
4. فيروس الحمى القلاعية ( Foot & Mouth Disease) ، يُذكر أنّ مرض الحمى القلاعية انتشر عام 1997 في جزيرة تايوان برمتها، في أقلّ من شهرين، وطالت آثاره المدمرة 6000 مزرعة، وأسفر عن ذبح 3.8 مليون خنزيراً، ومن المعروف علميّاً أنّ المرض ينتقل من الخنازير إلى الإنسان.
5. فيروس مرض الكلب ( Rabies virus) ، هذا الفيروس يصيب الحيوانات آكلة اللحوم، وينتقل منها بواسطة العض إلى الحيوانات الأخرى بما في ذلك الإنسان، والخنزير من الحيوانات المفترسة التي تأكل الجرذان، والجيف، لذا فهو عرضة لهذا المرض، والناس الذين يربون الخنازير، أو يأكلون لحومها ومنتجاتها: أيضاً معرَّضون للإصابة بداء الكلب.
وهذه أمثلة , وإلا فحجم الفيروسات التي ينقلها الخنزير أكثر من ذلك.
ثالثاً: البكتيريا ( Bacteria).
¥