[ما قيل في فضل جامع الترمذي ..]
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[29 - 03 - 03, 12:12 ص]ـ
هذه بعض النقول في مزايا جامع الترمذي رحمه الله
من كلام بعض السلف: ـ ولا بأس بالمشاركةـ
قال الحافظ قطب الدين القسطلاني رحمه الله:
أحاديث الرسول جلاء الهموم , وبرء المؤمن من ألم الكلوم
فلا تبغي بها أبداً بديلاً , وعرف بالصحيح من السقيم
وإن الترمذيّ لمن تصدى , لعلم الشرع مُغن عن علوم
غدا خَضِراً نضيراً في المعاني , فأصبح روضة عطر الشميم
فمن جرح وتعديل حواه , ومن علل ومن فقه قويم
ومن أثر ومن أسماء قوم , ومن ذكر الكنى لصَدْرٍ فهيم
ومن نسخ ومشتبه الأسامي , ومن فرق ومن جمع بهيم
ومن قول الصحاب وتابعيهم , بحل أو بتحريم عميم
ومن نقل إلى الفقهاء يُعزى , ومن معنى بديع مستقيم
ومن طبقات أعصار تقضّت , ومن حل لمنعقد عقيم
وقسّم ما روى حسناً صحيحاً , غريباً فارتضاه ذوو الفهوم
ففاق مصنفات الناس قِدماً , وراق فكان كالعِقد النّظيم
وجاء كأنه بدْر تلالا , يُنِير غياهب الجهل العظيم
فنافس في اقتباس من نفيس , بأنفاس ودعْ قول الخصيم
فإن الحق أبلجُ ليس يخفى , طلاوته على الذهن السليم
وفضل العلم يظهر حين ينأى , عن الأرواح مألوف الجسوم
فمأوى العلم مرقى الثُّرَيّا , ويبقى في الثرى أثر الرسوم
وليس العلم ينفع من حواه , بلا عمل يعين على القدوم
كتاب الترمذي غدا كتاباً , يعطر نشره مرَّ النسيم
وإسنادي له في العصر يعلو , أساوي فيه ذا سن قديم
فربي الله أحمد كل حين , على إيلاء إفضال عميم
وصل مدّ الزمان على رسول , يفوح لذكره أرج النسيم
قال الشيخ أبي الصبر أيوب بن عبد الله أبياتاً جميلة
في مدح جامع الترمذي وهي:
كتاب الترمذي رياض علم , حكت أزهاره زهر النجوم
به لآثار واضحة أبينت , بألقاب أقيمت كالرسوم
...
إلى ان قال ..
جزى الرحمن خيراً بعد خي , أبا عيسى على الفعل الكريم
وألحقه بصالح من حواه , مصنَّفه من الجيل العظيم
وكان سميه فيه شفيعاً , محمد المسمى بالرحيم
صلاة الله تورثه علاءً , فإن لذكره أذكى نسيم.
(ختم جامع الإمام الترمذي.تأليف المحدث العلامة الشيخ عبد الله بن سالم البصري 1048ـ 1134) ص 58