" كل ذلك حق يجب الإيمان به والتسليم له، وإثبات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى موسى عليه السلام في قبره يصلي، ورآه أيضا في السماء، والله على كل شيء قدير، ولا يجوز إنكار ما ثبت في النصوص الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم لحيرة العقول فيه، أو قياس عالم الغيب وعالم البرزخ على عالم الشهادة، أو دعوى أن ذلك من مختلقات اليهود، فكل ذلك خطأ وضلال، وانحراف عن الصراط المستقيم " انتهى.
عبد العزيز بن باز – عبد العزيز آل الشيخ – عبد الله غديان – صالح الفوزان – بكر أبو زيد.
"المجموعة الثانية" (1/ 175)
وجاء في " الدرر السنية " (1/ 548):
" سئل الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن أيضا - رحمهم الله - عما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى موسى وهو يصلي في قبره، ورآه يطوف بالبيت، ورآه في السماء، وكذلك الأنبياء.
فأجاب: هذه الأحاديث وأشباهها تُمَرُّ كما جاءت ويُؤمَن بها، إذ لا مجال للعقل في ذلك؛ ومن فتح على نفسه هذا الباب هلك في جملة من هلك ; وقد غضب مالك بن أنس لمَّا سأله رجل عن الاستواء، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، إلى آخر كلامه، ثم قال: وما أراك إلا رجل سوء، فأمر بإخراجه ; هذه عادة السلف " انتهى.
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:
" قوله تعالى: (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ) الآية، هذه الآية تدل بظاهرها على أن الشهداء أحياء غير أموات , وقد قال في آية أخرى لمن هو أفضل من كل الشهداء صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)
والجواب عن هذا:
أن الشهداء يموتون الموتة الدنيوية، فتورث أموالهم، وتنكح نساؤهم بإجماع المسلمين , وهذه الموتة التي أخبر الله نبيه أنه يموتها صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت في الصحيح عن صاحبه الصِّدِّيق رضي الله عنه أنه قال لما توفي صلى الله عليه وسلم: (بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين , أما الموتة التي كتب الله عليك فقد متها) وقال: (من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات)، واستدل على ذلك بالقرآن ورجع إليه جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وأما الحياة التي أثبتها الله للشهداء في القرآن، وحياته صلى الله عليه وسلم التي ثبت في الحديث أنه يرد بها السلام على من سلم عليه: فكلتاهما حياة برزخية، ليست معقولة لأهل الدنيا.
أما في الشهداء فقد نص تعالى على ذلك بقوله: (وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ) , وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم: (تجعل أرواحهم في حواصل طيور خضر ترتع في الجنة وتأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش فهم يتنعمون بذلك)
وأما ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من أنه (لا يسلم عليه أحد إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام) و (أن الله وَكَّل ملائكته يبلغونه سلام أمته) فإن تلك الحياة أيضا لا يعقل حقيقتها أهل الدنيا؛ لأنها ثابتة له صلى الله عليه وسلم مع أن روحه الكريمة في أعلى عليين مع الرفيق الأعلى، فوق أرواح الشهداء، فتعلق هذه الروح الطاهرة التي هي في أعلى عليين بهذا البدن الشريف الذي لا تأكله الأرض يعلم الله حقيقته، ولا يعلمها الخلق، كما قال في جنس ذلك: (وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ)، ولو كانت كالحياة التي يعرفها أهل الدنيا لما قال الصديق رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم مات، ولما جاز دفنه، ولا نصب خليفة غيره، ولا قتل عثمان، ولا اختلف أصحابه، ولا جرى على عائشة ما جرى، ولسألوه عن الأحكام التي اختلفوا فيها بعده، كالعول، وميراث الجد، والإخوة، ونحو ذلك.
وإذا صرح القرآن بأن الشهداء أحياء في قوله تعالى: (بل أحياء)، وصرح بأن هذه الحياة لا يعرف حقيقتها أهل الدنيا بقوله: (وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ) , وكان النبي صلى الله عليه وسلم أثبت حياته في القبر بحيث يسمع السلام ويرده، وأصحابه الذين دفنوه صلى الله عليه وسلم لا تشعر حواسهم بتلك الحياة، عرفنا أنها حياة لا يعقلها أهل الدنيا أيضا , ومما يقرب هذا للذهن حياة النائم، فإنه يخالف الحي في جميع التصرفات، مع أنه يدرك الرؤيا، ويعقل المعاني والله تعالى أعلم " انتهى.
" دفع إيهام الاضطراب " (24 - 25)
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islamqa.com/ar/ref/142769)
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[03 - 01 - 10, 11:23 ص]ـ
جزاك الله خير
فتوي مفيدة