أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1

هل تعرف شجرة الصدِّيقية؟

ـ[ابو عبد الله الشريف]ــــــــ[04 - 01 - 10, 07:52 م]ـ

يا من علت همته وقويت عزيمته، حتى صار باحثاً عن المعالي، لا تهدأُ نفسه ولا تقر عينه إلا ببلوغها، إليك سبيلها ميسراً موضحاً ممن سبر طرقها، وكشف مكامنها، وعرضها بأبسط صورة وأيسر عبارة، فالجد الجد تنلْها بإذن الله تعالى.

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تيسير اللطيف المنان (8/ 460) ضمن مجموع مؤلفاته عند قوله تعالى {لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين * ليكفر الله عنهم أحسن الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون}:

وخواص أهل هذا الوصف هم الصدّيقون الذين ليس بعد درجة النبوة أعلى منهم، قال تعالى {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصدِّيقون} والمراد الإيمان الكامل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر أصحاب الغرف العالية التي يتراآها أهل الجنة من علوها وارتفاعها ونورها كالكوكب الدري في الأفق الشرقي أو الغربي، فقالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ فقال: "بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين"، وهؤلاء هم الهداة المهديون كما قال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانو بْاياتنا يوقنون}

فالصديقية شجرة أصلها العلوم الصحيحة والعقائد السلفية المأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله.

وقوامها وروحها الإخلاص الكامل لله والإنابة إليه، والرجوع إليه في جميع الأحوال رغبة ورهبة ومحبة وتعظيماً وخضوعاً وذلاًّ لله.

وثمراتها الأخلاق الحميدة والأقوال السديدة والأعمال الصالحة والإحسان في عبادة الخالق، والإحسان إلى المخلوقين بجميع وجوه الإحسان، وجهاد جميع أصناف المنحرفين.

فهي في الحقيقة القيام بالدين ظاهراً وباطناً وحالاً ودعوة إلى الله، والله الموفق وهو المعين لكل من استعان به صدقاً.