تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل تعرف قدر نعمة اللقمة إذا وضعتها في فيك؟ (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)]

ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:43 م]ـ

إذا أخذت اللقمة الواحدة لتضعها في الفم فانظر إلى ما قبلها وإلى ما بعدها

أما الأمور التي قبلها:

فاعرف أن تلك اللقمة من الخبز لا تتم ولا تكمل إلا إذا كان هذا العالم بكليته قائماً على الوجه الأصوب، لأن الحنطة لا بد منها، وأنها لا تنبت إلا معونة الفصول الأربعة، وتركيب الطبائع وظهور الرياح والأمطار، ولا يحصل شيء منها إلا بعد دوران الأفلاك، واتصال بعض الكواكب ببعض على وجوه مخصوصة في الحركات، وفي كيفيتها في الجهة والسرعة والبطء ثم بعد أن تكون الحنطة لا بد من آلات الطحن والخبز، وهي لا تحصل إلا عند تولد الحديد في أرحام الجبال، ثم إن الآلات الحديدية لا يمكن إصلاحها إلا بآلات أخرى حديدية سابقة عليها، ولا بد من انتهائها إلى آلة حديدية هي أول هذه الآلات، فتأمل أنها كيف تكونت على الأشكال المخصوصة، ثم إذا حصلت تلك الآلات فانظر أنه لا بد من اجتماع العناصر الأربعة، وهي الأرض والماء والهواء والنار حتى يمكن طبخ الخبز من ذلك الدقيق. فهذا هو النظر فيما تقدم على حصول هذه اللقمة. وأما النظر فيما بعد حصولها: فتأمل في تركيب بدن الحيوان، وهو أنه تعالى كيف خلق الأبدان حتى يمكنها الانتفاع بتلك اللقمة، وأنه كيف يتضرر الحيوان بالأكل وفي أي الأعضاء تحدث تلك المضار، ولا يمكنك أن تعرف القليل من هذه الأشياء إلا بمعرفة علم التشريح وعلم الطب بالكلية، فظهر بما ذكرنا أن الانتفاع باللقمة الواحدة لا يمكن معرفته إلا بمعرفة جملة الأمور، والعقول قاصرة عن إدراك ذرة من هذه المباحث، فظهر بهذا البرهان القاهر صحة قوله تعالى: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَآ} ثم إنه تعالى قال: {إِنَّ الانسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} قيل: يظلم النعمة بإغفال شكرها كفار شديد الكفران لها. وقيل: ظلوم في الشدة يشكو ويجزع، كفار في النعمة يجمع ويمنع، والمراد من الإنسان ههنا: الجنس، يعني أن عادة هذا الجنس هو هذا الذي ذكرناه

قاله الفخر الرازي في تفسيره (1/ 2644)

ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[05 - 01 - 10, 10:10 ص]ـ

بارك الله في ابي اسامة ..

ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[21 - 01 - 10, 08:29 م]ـ

وإياك أخي الكريم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير