[أنواع الناس عند وقوع المصائب عليهم ..... أجارنا الله وإياكم من المصائب]
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[05 - 01 - 10, 12:20 ص]ـ
ذكر شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه الماتع [الشرح الممتع على زاد المستقنع - (5/ 395)] في نهاية كتاب الجنائز كلاما حول أنواع الناس من حيث وقوع المصائب عليهم:
قال:
وليعلم أن الناس إزاء المصيبة على درجات:
الأولى: الشاكر.
الثانية: الراضي.
الثالثة: الصابر.
الرابعة: الجازع.
أمَّا الجازع: فقد فعل محرماً، وتسخط من قضاء رب العالمين الذي بيده ملكوت السموات والأرض، له الملك يفعل ما يشاء.
وأمّا الصابر: فقد قام بالواجب، والصابر: هو الذي يتحمل المصيبة، أي يرى أنها مرة وشاقة، وصعبة، ويكره وقوعها، ولكنه يتحمل، ويحبس نفسه عن الشيء المحرم، وهذا واجب.
وأمّا الراضي: فهو الذي لا يهتم بهذه المصيبة، ويرى أنها من عند الله فيرضى رضاً تاماً، ولا يكون في قلبه تحسر،
أو ندم عليها؛ لأنه رضي رضاً تاماً، وحاله أعلى من حال الصابر.
ولهذا كان الرضا مستحباً، وليس بواجب.
والشاكر: هو أن يشكر الله على هذه المصيبة.
رحم الله الشيخ ونفعنا بعلمه ....
ثم قال رحمه الله تعالى في [الشرح الممتع على زاد المستقنع - (5/ 396)]
ولكن كيف يشكر الله على هذه المصيبة وهي مصيبة؟
والجواب: من وجهين:
الوجه الأول: أن ينظر إلى من أصيب بما هو أعظم، فيشكر الله على أنه لم يصب مثله، وعلى هذا جاء الحديث: «لا تنظروا إلى من هو فوقكم، وانظروا إلى من هو أسفل منكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم» [أخرجه مسلم (2963) (9) عن أبي هريرة رضي الله عنه.].
الوجه الثاني: أن يعلم أنه يحصل له بهذه المصيبة تكفير السيئات، ورفعة الدرجات إذا صبر، فما في الآخرة خير مما في الدنيا، فيشكر الله، وأيضاً أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، فيرجو أن يكون بها صالحاً، فيشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة.
ويُذكر أن رابعة العدوية أصيبت في أصبعها، ولم تحرك شيئاً فقيل لها في ذلك؟
فقالت: إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها.
والله أعلم.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[13 - 03 - 10, 05:27 م]ـ
رحم الله الشيخ بن عثيمين ورفع درجته في المهديين,
وبارك الله أخي الحبيب علي.
تذكرت كلاماً قاله الشيخ الحويني حفظه الله في محاضرة عن شيخ الإسلام رحمه الله,
حيث قال:
- من أعظم الدروس المستفادة من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هو: رضاه بقضاء الله عز وجل، أكثر الناس يصبر على القضاء، لكن أقلهم يرضى، لذلك قال العلماء: الصبر على القضاء واجب، والرضا به مستحب، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (وأسألك الرضا بعد القضاء) وأنه لا يرضى عن الشيء الذي يكرهه إلا الأفذاذ من الناس، أين هذا النوع في الناس؟ يبتلى بضد ما يكره فيبتهل إلى الله شكراً، تستوي عنده النعمة ويستوي عنده الضر، أقل الناس هم الذين يصبرون على البلاء. الذي ينظر إلى حياة شيخ الإسلام رحمه الله تراه كان يرضى بالحبس إذا خير ولا يهاجر في الله تبارك وتعالى .....
- شيخ الإسلام رحمه الله من وقت ما ظهرت إمامته سنة (698هـ) عند أول محنة، في العقيدة الحموية الكبرى، وهو مثار جدل عريض إلى هذه الساعة، وهو صاحب فضلٍ على كل الحركات الإسلامية المعاصرة الآن، والكل يأخذ من كتبه وإنما يأخذ من بحر. فهذا هو الذكر الحسن الذي لا يجعله الله عز وجل إلا لمخلص، الذي يقرأ سيرة شيخ الإسلام يشعر بالرضا في تصرفاته، ما نقم، آخر مرة أخذوه في قلعة دمشق فقال قولته التي صارت مثلاً يتمثل به الدعاة المضطهدون، قال: (ماذا يفعل أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أينما حللت فهي معي -جنته وبستانه: الكتاب والسنة، هي معه أينما حل- إن قتلوني فقتلي شهادة، وإن نفوني من بلدي فسياحة، وإن حبسوني فحبسي خلوة) هو على أي وجهٍ راضٍ، ويرى أنه يؤدي واجبه، وفي أي وجهةٍ يوجهونه يذهب إلى الله تبارك وتعالى، قتلوه .. شهادة، حبسوه .. خلوة، نفوه عن بلده .. سياحة. فقد وظف كل حياته لله تبارك وتعالى، ترى فيه قوله تبارك وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} كل حياته له، لذلك ما ضره التشريد، وما ثناه عن رأيه يوماً ما، والله تبارك وتعالى حما هذا الدين بهؤلاء العلماء، ولو داهن العلماء في كل جيلٍ ما وصل إلينا العلم والدين.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 06:38 م]ـ
جزاكَ الله خيرا ً , أخي الفاضل / أبا أنس.
وأغمر حياتكَ بالسَّعادة ِ والوَنس.!
وأبعدها عن الإثم والرجس.!
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[13 - 03 - 10, 07:22 م]ـ
تعديل:
وبارك الله بك أخي الحبيب علي.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[13 - 03 - 10, 11:22 م]ـ
الأخوان المباركان الفاضلان:
أحمد شبيب
و
أبو الهمام
أنار الله طريقكم بالعلم والتقوى ...
¥