تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 01:40 م]ـ

وقال الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- في شرح العقيدة السفارينية:

إذا كان المقضي لا يلائم النفوس فإن الناس فيه على أربع مراتب:

مرض إنسانٌ قضى الله عليه بمرض، المرض ملائم أم غير ملائم؟ غير ملائم، ينقسم الناس فيه إلى أربع مراتب:

المرتبة الأولى: مرتبة السخط،

والثانية: مرتبة الصبر،

والثالثة: الرضا،

والرابعة: مرتبة الشكر،

أربع مراتب:

مرتبة السخط: أنْ يسخط هذا الذي قضاه الله، يسخطه،

وعلامة السخط: أنْ يقول قولاً منكراً أو يفعل فعلاً منكراً،

مثال القول: أنْ يقول: يا ويلاه، واثبوراه، وما أشبه ذلك من الكلمات التي تنبئ عن التسخط، وأما الفعل المنكر: فمثل: لطم الخدود، شق الجيوب، نتف الشعور، القفز حتى يسقط على الأرض، وما أشبه ذلك، هذا تسخط فعلي أم قولي؟

تسخط فعلي، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)، الأولان فعلان، والثالث قول.

المرتبة الثانية: مرتبة الصبر، يتألم الإنسان نفسياً ولكنه يصبر، لا يشق ثوباً ولا يلطم خداًّ ولا يقول منكراً، وهذه المرتبة واجبة، يعني يجب على الإنسان أنْ يصبر إذا أُصِيبَ بالمصائب.

المرتبة الثالثة: الرضا، أنْ يرضى بقضاء الله معناه أنْ يكون مطمئناً منشرح الصدر بما قضى الله عز وجل، لا يتألم نفسياً، هو يكره هذا الشيء لاشك، لأنه لا يلائم النفوس لكنه لا يتألم، لا يتألم نفسياً، يقول: هذا قضاء الله وأنا ملكٌ من جُمْلَةِ من ملك الله عز وجل له أنْ يفعل فيَّ ما شاء، مطمئن، هذه المرتبة اختلف فيها العلماء على قولين:

1. منهم من قال: إنها واجبة،

2. ومنهم من قال: أنها مستحبة،

والصحيح: أنها مستحبة وليست بواجبة، لأنها صعبة على كثير من النفوس علامة الرضا أنك لو سألته فقلت: هل أنت تأثرت بهذا الذي قضاه الله عليك لقال: لا، لأني أعلم أن الله لم يُقَدِّرْ لي شيئاً إلا كان خيراً لي أنا مؤمن والله لا يقضي لعبده المؤمن قضاءاً إلا كان خيراً له.

المرتبة الرابعة: مرتبة الشكر، هذه المرتبة أعلى من الأولى،

أعلى التي قبلها، لأنها رِضاً وزيادة.

فإذا قال قائل: كيف يشكر الله على المصيبة؟

قلنا: يشكر الله على المصيبة لأنه يعلم أن ثوابها وأجرها إذا صبر عليها واحتسب الأجر أكثر من مصيبتها، فيشكر الله على هذا، لأن ما يترتب عليه من الخير أكثر مما يترتب عليه من الأذى، فمن هذه الناحية يشكر الله،

وقد قال أهل العلم أو بعضٌ منهم: إن هذه المرتبة أعلى من التي قبلها أعلى من الرضا،

فهذا حكم الرضا بالمقضي.

قال الشيخ العلاّمة صالح آل الشيخ عن مرتبة الرضا وحكمها: وأما ما كان من قبيل المصائب التي يُصاب بها العبد فإنّ الرضا بها مُسْتَحَبْ غير واجب.

إذا أُصِيبَ بمصيبة فإنَّ الرضا بها مستحب، كما قال - عز وجل - {وَمَن يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن:11]، قال علقمة رحمه الله (هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلّم).

[فائدةٌ] قال العلماء: المصايب -مصايب بالياء ويجوز مصائب لكن الأصح مصايب أو يعني الأشهر المصايب- التي تحصل على العبد مِنَ الله - عز وجل - هي في نفسها كفارة؛ لأنها ليست من جهة العبد يعني العبد ما اختارها لنفسه، الله - عز وجل - ابتلى به المؤمن، فابتلاه بها ليكفر الله - عز وجل - بها من خطاياه. (شرح السفارينية).

ـ[الظافر]ــــــــ[14 - 04 - 10, 12:04 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي علي على هذه الفائدة، ولعل هذا الرابط يثري الموضوع:

http://saaid.net/arabic/69.htm

أو

http://saaid.net/book/open.php?cat=81&book=4625

ـ[المسلم الحر]ــــــــ[15 - 04 - 10, 12:19 ص]ـ

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

و هناك يا أخي الكريم طريقة رائعة لصد و منع وقوع المصائب و البلايا على العبد علمنا إياها نبينا محمد صلى الله عليه و سلم وقل من يفطن لها وهي لاشك طريقة نافعة جدا بإذن الله تعالى:

تأمل الحديث النبوي:

عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , قال: (سل الله العافية) فمكثت أياما ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , فقال لي: (يا عباس , يا عم رسول الله , سل الله العافية في الدنيا والآخرة)

رواه الترمذي في سننه , كتاب الدعوات رقم 3514, وقال الشوكاني في الفتح الرباني 11/ 5516:روي بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح – غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي والسلسلة الصحيحة 4/ 29

ويقول ابن الجوزي: "السعيد من ذل لله وسأل العافية , فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق , إذ لابد من بلاء , ولا يزال العاقل يسأل العافية ليتغلب على جمهور أحواله , فيقرب الصبر على يسير البلاء , وفي الجملة ينبغي للإنسان أن يعلم أنه لا سبيل لمحبوباته خالصة , ففي كل جرعة غصص وفي كل لقمة شجأ , وعلى الحقيقة ما الصبر إلا على الأقدار , وقل أن تجري الأقدار إلا على خلاف مراد النفس , فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر , وتسهيل الأمر , ليذهب زمان البلاء سالما من شكوى , ثم يستغيث بالله تعالى سائلا العافية , فأما المتجلد فما عرف الله قط , نعوذ بالله من الجهل به , ونسأله عرفانه إنه كريم مجيب"

صيد الخاطر 233

وللزيادة يرجى مراجعة هذا الموضوع الرائع

http://www.saaid.net/Minute/189.htm

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير