[الشر قادم والخير دائم]
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 10:10 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن من يمعن النظر في مجتمعنا الحاضر يجد أن هناك تغير ملموس عما عهدناه في الزمن الماضي, من تهاون في انتشار بعض المنكرات , وسير بخطىً حثيثة خلف ركاب الغرب الكافر وارتفاع لأصوات المنافقين من العلمانيين واليبراليين في الدعوة إلى ذلك ,
وهذا أمر معلوم ومشاهد لدى الجميع , ويحز بنفس كل مؤمن ومؤمنة عنده نصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم , ولكن ثمة أمور يجب أن نعلمها ونضعها نصب أعيينا وهي:
أولا: إن هذا أمر ليس بغريب فهو مصداق ماقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم) وقوله صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريبا ثم يعود غريبا كما بدأ) وقوله صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه). قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال (فمن)
وأحاديث كثيرة تدل على أن من سنن الله الكونية القدرية أن الزمان بانحدار إلى الشر, وأن ما يحصل عند أعداء الله من اليهود والنصارى سوف يحصل عندنا لا محالة , فمن سعى ليوجد جيلا كجيل الصحابة رضوان الله عليهم أو جيلا كجيل التابعين فقد سعى للمستحيل قدرا.
ثانيا: أن هذه السنة الكونية القدرية لا تعني خلو المجتمع من الخير فقد بشر صلى الله عليه وسلم أتباعه ومحبيه بقوله (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لايضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) فلا تحزن أيها المسلم الغيور ولا تيأس.
ثالثا: بناء على ذلك قد يتحقق لدعاة الشهوات الرجعيين من العلمانيين وأمثالهم كثير من مطالبهم من دعوة لتبرج المرأة وقيادتها للسيارة وانتشار لأسباب الفاحشة وإلغاء لبعض شعائر الإسلام الظاهرة , وقد يصير لهم صولة وجولة بناء على السنة الكونية التي هي انتشار الباطل وسوف يفرحون بهذا فرحا شديدا ظنا منهم أنهم حققوا انتصارا في منهجهم , ولكن هذا من غبائهم وجهلهم , لأنه قد يكون هذا من مكر الله بهم أنه استدرجهم فجعلهم مفاتيح للشر مغاليق للخير كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه) فيكون قد مكر الله بهم كما مكروا من خلال كتاباتهم أنهم دعاة إصلاح وفضيلة وهم دعاة شهوات ورذيلة جزاء وفاقا
رابعا: إن وجود هذه السنة - أعني سنة انتشار الباطل وظهوره – لتتم سنة أخرى من سنن الله الكونية وهي سنة الابتلاء والمدافعة ولتقوم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله سبحانه كما قال سبحانه (وكذلك فتنا بعضهم ببعض)
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:14 ص]ـ
خامسا: لكي كذلك لا نحكم على مجتمعنا بالهلاك , يجب أن نعلم أن دعاة التبرج والشهوات خصوصا في بلادنا المحروسة بإذن الله لا يمثلون رأي المجتمع ولا رأي ولاة الأمر حفظهم الله , بل هم نشاز في مجتمعنا ومرفوضون وليس لهم قيمة عند العلماء والمثقفين وعامة الناس , وخير شاهد على ذلك ما يقومون به أحيانا من ندوات أو محاضرا ت أو أمسيات يتم الإعلان عنها بشكل رهيب وملفت للنظر ثم تجد الحضور مضحك من قلته - ولله الحمد – وهذا خير شاهد على قلتهم ونشازهم وأنهم لا يمثلون رأي الراعي ولا الرعية وليس لهم مكانة عند الناس لكنهم تبؤ عروشا صحفية فسمع الناس ضراطهم.
سادسا وأخيرا: هذا لا يعني الاستلام لأهل الباطل والشر , والسكوت والخلود إلى الأرض بحجة أن هذه سنة كونية فليس من وقوعها بد , بل علينا الأمر بالمعروف بالمعروف والنهي عن المنكر بغير منكر والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبيان المحجة البيضاء الذي تركنا الرسول صلى الله عليه وسلم عليها للناس لمن أراد النجاة , ويحتم علينا هذا كذلك ضرورة طلب العلم واحترام حماة العقيدة من العلماء والدعاة وأصحاب الأقلام السلفية , والالتفاف حول ولاة الأمور قولا وعملا , لئلا يحدث هؤلاء المنافقون صدعا وبونا بيننا وبين ولاة أمرنا وعلمائنا وهذا من أهدافهم التي يسعون إليها
وأن نحذر كل الحذر من أن يستفزنا أصحاب الشهوات والشبهات بكتاباتهم أو اطروحاتهم فنلجأ إلى سبيل إصلاحٍ غير مشروع , فإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما صلح بها أولها من الدعوة بالكتاب والسنة والحكمة والصبر على أقدار الله وسننه الكونية والثقة بوعد الله ببقاء الحق واضحا حتى يأتي أمر الله كما قال سبحانه (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لايوقنون) ويقول سبحانه (ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وأصل الهداية التمسك بالكتاب والسنة والتحلق حول العلماء الربانيين السائرين على منهج السلف قولا وعملا
والله الموفق
ختاما إن أصبت فمن الله وإن أخطات فمن نفسي والشيطان وأسأل الله التوفيق ثم منكم التصويب وصلى الله وسلم على نبينا محمد