[الرد المنضبط على تعقيب المختلط (الرد الثاني على الغامدي)]
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 05:12 م]ـ
الرد المنضبط على تعقيب المختلط
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام
على من لا نبي بعده.
أما بعد، فقد قرأت ما عقب به الغامدي على من رد عليه اختلاطه في مقالاته عن الاختلاط، فوجدت تعقيبه لا يقل سخفا وجهالة عن مقالاته السابقة، ولم يأت فيه بجديد، سوى التأكيد والتأييد لمغالطاته وأخطائه، وهذا مما يدل على أن الرجل قصد أن يلبس على العوام دينهم، وأن يقذف الشبهات لإضلالهم، وأن مقالاته السابقة لم تكن هفوة عابرة ولا زلة طارئة.
وقد أكد لنا، أن بضاعته في العلم مزجاة، بل وفي الأدب أيضا، لأنه أطلق للسانه وقلمه العنان، في التنقص بمخالفيه، ورميهم بما يشاء من تهم، دون النظر في عظم قدر من خالفه، وهم جماهير أئمة السلف والخلف.
لكنه جبن أن يصرح بالطعن فيهم، فصب جام سفهه على كل من رد عليه، مع أن الرادين عليه قد نقلوا كلام أئمة السلف، وفقهاء المذاهب الأربعة، وشراح الأحاديث، ولم يخترعوا قولا منكرا، أو يؤسسوا مذهبا باطلا، كما فعل "المختلط ".
* و قد نقلت من قبل، جملة من نصوص السنة الصحيحة، و أقوال أئمة السلف في الرد على هذا " المختلط "، ولا حاجة إلى تكرار ما ذكرته في تفنيد شبهاته وأباطيله.
لكن لما قرأت تعقيبه الأخير في موقع " العربية نت "، رأيت أن أتعقبه في بعض ما ذكره، مع أنه لم يأت فيه بجديد سوى الإصرار على المعاندة والاستكبار.
* * * * *
@ زعم " المختلط " أن مقالاته السابقة كانت: " ردا على ذلك المد الباطل على حقوق الشريعة والوطن"!
قلت: من أحق بأن يتصف عمله ودعوته ب " المد الباطل على حقوق الشريعة والوطن "، هل هم الذين استمسكوا بالعروة الوثقى والحبل المتين، واقتفوا هدي سيد المرسلين، وسلف الأمة الماضين، على اختلاف عصورهم ومذاهبهم؛ أم الذين جعلوا القرآن عضين، وخالفوا سنن المتقين، وتنكبوا الصراط المستقيم، اتباعا لأهوائهم ونزواتهم؟
" و المد بالباطل في الشريعة "، قد عرفناه في أسلافهم من المفسدين
من دعاة " التغريب "، ودعاة " تحرير المرأة "، ولم يأت هؤلاء "الخلوف " بجديد، سوى اجترار شبهات الأولين، فالأصل واحد، والفروع كثيرة، لكنها تسقى جميعا وتقتات من مصدر كدر آسن.
* وأما" المد بالباطل في الوطن "، فما رزئت الأوطان، على مر العصور والأزمان، بأسوأ من هؤلاء المتعالمين، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون.
يزعمون من أكثر من نصف قرن بأن نكبة الأوطان سببها عزل النساء عن الاختلاط بالرجال في ميادين الحياة!
ويدعون أن تخلف البلدان الإسلامية سببه العفاف و الحجاب، والمباعدة بين النساء والرجال الأجانب!
وما رأينا واحدا من أولئك صنع إبرة
فما فوقها، ولا أسهم قيد أنملة في منفعة تعود على العباد والبلاد، غير الثرثرة، وإشغال الأمة بما لا فائدة فيه في معاش ولا في معاد.
مضت عشرات العقود على دعواتهم الفجة فماذا كانت النتيجة؟
ماذا صنعت دعوة قاسم أمين وطه حسين ورفاعة الطهطاوي وهدى شعراوي ونوال السعداوي. .، وعشرات من دعاة " التغريب" وأدعياء التجديد والحضارة والدفاع عن حقوق (!) المرأة؟
هل جلبت دعواتهم الآفنة ذرة خير أو نفع لأوطانهم، في علم أو صناعة أو تجارة أو زراعة أو غيرها من سبل المعيشة والرخاء؟
إن التأريخ يشهد، أن كل أولئك الناعقين لم يكن لهم أي مساهمة، ولو يسيرة، في شيئ مما يزعمونه من بناء الحضارة المدنية.
وهؤلاء " المخلطون " المعاصرون هم على نفس الشاكلة، وما رأيناهم يوما قد شاركوا في نهضة أو في عمران، ولا قدموا نفعا للأوطان والبلدان.
* وفي مقابل أولئك وهؤلاء، ترى مئات، بل ألوفا، من دعاة الخير والإصلاح، في القديم والحديث، ممن كانت له مساهمة كبرى في بناء الأمة، وتربية الأجيال على العفاف والاستقامة.
وترى ألوفا من أصحاب العلوم والمعرفة التجريبية و الصناعة والتجارة وغيرها، ممن نفع الله بهم العباد والبلاد، في مختلف ميادين الحياة والمعاش، ولم يزعم واحد منهم أن تخلف البلدان وضعف الأوطان، سببه المباعدة بين أنفاس النساء والرجال.
¥