تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بل حتى عقلاء الأمم المتقدمة في الصناعة والحضارة المدنية، لم يزعموا مثل ما زعمه أولئك الناعقون

من دعاة " الاختلاط " و "التقارب " بين الجنسين.

ويكفينا شاهدا على ما ذكرنا أن كل عباقرة التأريخ في شتى العلوم والصناعات، التي بنيت عليها جميع الحضارات، ليس فيها شاهد واحد على ما يزعمه " الأفاكون ".

* فمن قديم الزمان، كانت هناك حضارات بناها علماء وحكماء، في مختلف العلوم، كالرياضيات والطبيعة والطب والكيمياء.

منهم: جالينوس وبقراط وفيثاغورس وبطليموس. . . وعشرات من المشاهير القدماء، وكلهم ذكران، ليس فيهم امرأة واحدة، وما بلغنا أنه كان عندهم اختلاط أو مماسة للنساء، ومع ذلك أسسوا حضارات قديمة اعتمد عليها كثير ممن جاء بعدهم من العلماء.

* واستمر الأمر كذلك، حتى جاء الإسلام، وامتدت حضارته قرونا من الزمان، ولم يكن للاختلاط دور في بناء حضارته، وعلو شأن دولته، وإنما اقتصر دور النساء فيها على نطاق ضيق، بضوابط شرعية في الستر و الحجاب، والمباعدة عن الاختلاط بالرجال.

أما الصناعات والسياسات، وغيرها من العلوم، في تلك العصور الذهبية للإسلام، التي حكمت نصف العالم، فقد خلت من مشاركة النساء، فضلا عن مخالطتهن أو مماستهن للرجال.

* وحتى النهضة الغربية الحديثة، ليس للنساء فيها مشاركة " ظاهرة " لشيئ من تلك المخترعات، ولم يكن للاختلاط دور في بنائها، وإنما كان الاختلاط، ولا يزال، عادة من عاداتها،

لم يزعم أحد أن وجوده سبب لوجودها، ولا أن عدمه سبب لعدمها.

فهل يزعم عاقل أن " أرشميدس "، مثلا، قد استعان بإحدى النساء في تجاربه، أو أنه اختلط بهن في مختبره؟

وقل مثل ذلك عن " لافوزيه " و " نيوتن " و " أينشتاين " و " جاليليو " و " أديسون " و "ماركوني " و " ماجلان " و مئات غيرهم من مشاهير العلماء، الذين أسسوا الحضارة المدنية الحديثة.

(و لاحظ أيضا، أنهم كلهم ذكور)!

* * * * * *

@ و زعم " المخلط " أيضا أن كل من رد عليه " كانت لهم أغراض يريدون تحقيقها من خلال ذلك التصعيد المقصود ". كذا قال.

قلت: لم يفصح لنا عن شيئ من " أغراضهم "، مع أن المقام يستدعي البيان والتوضيح، لا الكتمان والتلميح.

وليت شعري، ماهي تلك "الأغراض"

التي " يريد تحقيقها " من يدعو إلى فصل النساء عن الرجال في ميادين العمل والتعليم؟

الظاهر أن المخلط، لكثرة ما ثرثر به عن " الاختلاط "، قد اختلط عليه الأمر وانقلبت لديه الموازين، فإن العادة جرت على أن يكون هناك " مآرب " و" أغراض " لدعاة الاختلاط والرذيلة، لا لدعاة العفاف والفضيلة.

و إن كل العقلاء يجمعون على أن من يدعو إلى الخلوة بالنساء، وإردافهم خلف الرجال الأجانب! ومس الأيدي والشعور (!!)، هو الذي لديه أغراض ومآرب، لا من احتاط في أمر الاختلاط، ودعا إلى المباعدة بين النساء و الرجال الأجانب.

* * * * * *

@ وزعم " المخلط " كذلك، أن مخالفيه استدلوا بأحاديث ضعيفة جهلا منهم بوجوه الضعف، وتقليدا منهم لمن صححها.

@ كما ذكر أيضا أنهم قلدوا من سبقهم من العلماء المجتهدين، في فهمهم وتوجيهم للأدلة التي استدل بها " المخلط "، وتعصبوا لأقوالهم من غير تمحيص لها، وأن أولئك المجتهدين مأجورون على اجتهادهم الذي أخطأوا فيه (!)

وأما من قلدهم في اجتهادهم ممن رد عليه، فليس لهم عذر، لأنهم تركوا الأحاديث الصحيحة الصريحة التي تدل على جواز الاختلاط، والخلوة، ومس الشعور والأيدي، والالتصاق بالأبدان في ركوب الدواب (وما شابهها، مثل: الدراجات العادية والنارية والبحرية)!

@ واستدل، بحديث " الشبهات " المشهور، ثم قال " فالمشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، وإنما يعلمها من وفقه الله من المجتهدين. وأهل الاجتهاد مؤتمنون على البيان بالبرهان والدليل، وليس بالهوى والتعصب والأقاويل ". انتهى.

قلت: سأبدأ ردي على هذا "المتعالم "

من آخر ما قاله هنا، وبعدها سأرجع إلى تفنيد أوله.

فحديث " الشبهات "، قد قسم فيه صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام: حلال بين، وحرام بين، وأمور مشتبهات.

ثم نص على وجوب اتقاء المتشابهات

وبين أن من واقعها فقد واقع الحرام

وهذا من أصرح الأدلة التي تنقض كل مقالات هذا "المخلط "، وتنسفها نسفا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير