تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل من مات بالسرطان نتيجة شربه الدخان له منزلة الشهداء؟!]

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 05:56 م]ـ

[هل من مات بالسرطان نتيجة شربه الدخان له منزلة الشهداء؟!]

السؤال: سمعت أن من مات بسبب السرطان أو حرقاً أو غرقاً فإنه يدخل الجنة، فهل هذا صحيح؟ فإني أعرف شخصاً قضى حياته مدخناً ثم مات بسبب سرطان في الحلق، ولكن الأطباء لم يقولوا إن السرطان الذي أصابه هو بسبب التدخين.

الجواب: الحمد لله

أولاً:

ثبت في صحيح السنَّة أنواع من الشهداء لهم منازل الشهداء في الآخرة، وهذا من فضل الله تعالى ورحمته.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِقُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).

رواه البخاري (2674) ومسلم (1914).

وعن جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (مَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟) قَالُوا: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ. وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ. وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ. وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ. وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ. وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ. وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ).

رواه أبو داود (3111) والنسائي (1846)، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:

قال ابن التين: هذه كلها ميتات فيها شدة، تَفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه و سلم بأن جعلها تمحيصاً لذنوبهم، وزيادة في أجورهم، يبلغهم بها مراتب الشهداء.

" فتح الباري " (6/ 44).

وانظر شرح الحديثين في جوابي السؤالين: (45669 ( http://islamqa.com/ar/ref/45669) ) و (10903 ( http://islamqa.com/ar/ref/10903) ) .

وقد جعل بعض العلماء " المرض " داخلاً في تلك الأنواع، ولم يصحَّ في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما استدلوا به فهو ضعيف جدّاً أو موضوع، وهو:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَغُدِيَ وَرِيحَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ مِنْ الْجَنَّةِ).

رواه ابن ماجه (1615) وحكم عليه ابن الجوزي والألباني بالوضع، كما في " السلسلة الضعيفة " (4661).

ثانياً:

من مات بمرض " السرطان " فقد مال بعض أهل العلم إلى أنه يدخل في أنواع الشهداء الوارد ذكرهم في الحديث، على اعتبار أن " المبطون " عام لكل من مات بداء في بطنه، وأن ذلك ليس خاصا بداء معين.

قال النووي رحمه الله:

"وَأَمَّا (الْمَبْطُون) فَهُوَ صَاحِب دَاء الْبَطْن , وَهُوَ الْإِسْهَال. قَالَ الْقَاضِي: وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بِهِ الِاسْتِسْقَاء وَانْتِفَاخ الْبَطْن , وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تَشْتَكِي بَطْنه , وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَمُوت بِدَاءِ بَطْنه مُطْلَقًا ". انتهى. " شرح صحيح مسلم " للنووي.

لكن ينبغي أن ينتبه إلى أن ذلك الإلحاق مقيد بشرطين:

الأول: أن يكون موضع السرطان في " البطن "، فيصدق عليه أنه " مبطون ".

سئل الشيخ عبد المحسن العبَّاد – حفظه الله -:

هل يدخل من يموت بالسرَطان في " المبطون "؟.

فأجاب:

لا؛ لأن السرطان لا يكون دائماً في البطن، فقد يكون في غير البطن.

" شرح سنن أبي داود " (شريط رقم 230).

وبما أن صاحبك كان موضع السرطان في " حلقه " فهو غير داخل في أي نوع من أنواع أولئك الشهداء.

الثاني: أن لا يكون ذلك المرض بسبب تناوله الدخان أو المخدرات أو الخمور، وغيرها من المحرمات، إلا أن يكون قد تاب من ذلك توبة نصوحاً، وامتنع عن تناول تلك المحرمات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير