تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل هناك نصوص في تحديد " عمر الأرض "؟!]

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 05:58 م]ـ

[هل هناك نصوص في تحديد " عمر الأرض "؟!]

السؤال: هناك بعض المخطوطات الإسلامية التي تقول إن الله خلق السموات والأرض من العدم في ستة أيام، ثم خلق آدم أبا البشر في اليوم السابع، ثم خلق محمداً صلى الله عليه وسلم بعد عشرة أجيال من ذلك الحين، فعلى اعتبار أن عمر الجيل الواحد ثلاثون سنة نضربها في تسعين مضافاً إليها المدة الزمنية من مولد النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم سينتج لدينا أن الله خلق السموات والأرض فقط منذ 4137 سنة أو عدد مقارب لهذا، ولكن في الحقيقة هذا لا يتوافق مع ما يقوله العلماء والمختصون إذ يقولون إن عمر الأرض أكثر من ثلاثة بلايين سنة، فما القول الفصل في هذه المسألة؟.

الجواب: الحمد لله

أولاً:

إن مجرد ورود قول أو رأي في كتاب مخطوط أو مطبوع، لا يعني أن ذلك القول صواب مقبول، فضلا عن أن يكون ممثلا لوجهة النظر الإسلامية، هكذا بإطلاق، لمجرد أن هذا الكتاب ـ المخطوط أو المطبوع ـ يصنف على أنه إسلامي؛ بل لا بد من أن يكون صاحب الكلام من أهل العلم المعروفين به، الذين يؤخذ منهم، ويصدر الناس عن رأيهم. ثم ينظر بعد ذلك فيما ذكره من الدليل على قوله، خاصة فيما اختلف فيه أهل العلم.

ثانياً:

ما جاء في المخطوط المشار إليه: " إن الله خلق السموات والأرض من العدم في ستة أيام ": قد جاء نصا في كتاب الله تعالى، فلا يحتاج إلى نقل من ذلك المخطوط أو غيره.

ففي الخلق من العدم قال تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) البقرة/ 117.

قال القرطبي – رحمه الله -:

(بديع السموات والأرض) أي: منشؤها، وموجدها، ومبدعها، ومخترعها على غير حدٍّ، ولا مثال، وكل من أنشأ ما لم يسبق إليه: قيل له " مبدع "، ومنه " أصحاب البدع "، وسميت البدعة بدعة لأن قائلها ابتدعها من غير فعل أو مقال إمام.

" تفسير القرطبي " (2/ 86).

وفي كون ذلك الخلق كان في ستة أيام قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ) ق/ 38.

وقد جاء في القرآن الكريم تفصيل الخلق في هذه الأيام الستة، فقال تعالى: (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) فصلت/ 9 – 12.

قال الشيخ الشنقيطي – رحمه الله -:

الظاهر أن معنى قوله هنا في (أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ): أي: في تتمة أربعة أيام.

وتتمة الأربعة حاصلة بيومين فقط؛ لأنه تعالى قال: (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرض فِي يَوْمَيْنِ) فصلت/ 9، ثم قال (في أربعة أيام) أي: في تتمة أربعة أيام.

ثم قال: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) فصلت/ 12 , فتضم اليومين إلى الأربعة السابقة فيكون مجموع الأيام التي خلق فيها السماوات والأرض وما بينهما ستة أيام.

وهذا التفسير الذي ذكرنا في الآية لا يصح غيره بحال؛ لأن الله تعالى صرح في آيات متعددة من كتابه بأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ... .

" أضواء البيان " (7/ 12).

وانظر جواب السؤال رقم (31865 ( http://islamqa.com/ar/ref/31865) ) ، وفي جواب السؤال رقم (20613 ( http://islamqa.com/ar/ref/20613) ) بيان الحكمة في أن الخلق كان في ستة أيام، مع قدرة الله سبحانه في أقل من هذه المدة، بل في لحظة من الزمان؟.

ثالثاً:

اختلف أهل العلم في خلق آدم على قولين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير