تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يخرج أحد من الجنة أو من النار بعد دخولها؟ وما أجر الأعمال الخيرية للكفار؟]

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 06:27 م]ـ

هل يخرج أحد من الجنة، أو من النار، بعد دخولها؟ وما أجر الأعمال الخيرية للكفار؟

مع وافر الاحترام للمجيب على السؤال رقم (21365) عن الآيتين رقم (106، 107) من سورة " هود " ذكرتم أن أهل النار مخلدون فيها أبد الآباد ولا يخرجون منها , بينما قرأت في " صحيح البخاري " (كتاب 2، 12 , 72) أن بعض أهل النار يمنُّ الله عليهم ويدخلهم الجنة لما في قلبهم من الإيمان به , فأيهما أصح؟ وإذا كان كلاهما صحيحاً فكيف الجمع بينهما؟. وعلى هذا: فهل تدل الآيات الواردة في سورة " هود " على أنه يمكث بعض الذين قاموا بأعمال حسنة فترة مماثلة في الجنة ولكن في النهاية يدخلون النار؟. وإن لم يكن كذلك: فكيف يكافأ هؤلاء الكفار الذين أفنوا أعمارهم في خدمة البشرية ثم ماتوا في بلاد الكفر , مثل " الأم تريزا "؟.

الجواب:

الحمد لله

أولاً:

نشكر للأخ السائل متابعته لما ننشره من إجابات في موقعنا، ونشكر له إعمال نظره فيها، وما سأل عنه مما ظاهره التعارض يدل على حبِّه للفائدة، وسعيه للانتفاع بما يقرأ، إن شاء الله.

ثانياً:

لا معارضة بين ما ورد في جواب السؤال المشار إليه، وبين الأحاديث المشار إليها في السؤال، وبيان ذلك: أن أهل النَّار قسمان:

القسم الأول:

موحِّدون خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، وأدخلهم الله تعالى النار بذنوبهم، وشاء لهم أن يعذَّبوا فيها. وهذا القسم عذابهم في النار إلى أمد، والله تعالى هو الذي يقدِّر ذلك الأمد، ثم يخرجهم من النار، ويكتب لهم الخلود في الجنَّة بعدها. وهذا القسم هم المقصودون في الأحاديث التي الواردة في السؤال، والتي فيها بيان خروج من في النار، لأجل ما عندهم من التوحيد، وهم أصحاب النار من المسلمين.

القسم الثاني:

كفار، ومنافقون، ليس عندهم توحيد، وقد ماتوا على الكفر والشرك والإلحاد والنفاق. وهذا القسم عذابهم إلى الأبد، وقد توعدهم ربهم بالخلود في النار إن هم لم يأتوا بما أمرهم الله تعالى به من توحيده وإخلاص الدين له، فاختاروا لأنفسهم الكفر واختاروا الخلود الدائم في النار. وهذا القسم هم المقصودون في آيات سورة هود التي ذكرناها في الجواب الذي ذكرته في أول سؤالك.

ثالثاً:

بما ذكرناه سابقاً تعلم أن دخول النار ليس لطائفة واحدة، بل لطائفتين، تخرج واحدة منها، وهم الموحدون الذي فعلوا من المعاصي ما استحقوا به النار، ولا تخرج الأخرى، وهم الذين جاءوا بالكفر وماتوا عليه. وأما الجنَّة: فلا تدخلها إلا طائفة واحدة، وهم الموحدون، وإذا دخل العبد: لم يخرج منها أبدا، بل ينعم بما فيها، لا يشقى ويبأس، ولا يموت، ولا يمرض، ولا يهرم، ولا يحرم من ذلك النعيم، بعد ما ذاقه. فإذا فهمت أن هاهنا قسمين من أقسام العباد، أهل الإيمان وأهل الكفر، أهل السعادة وأهل الشقاوة، أمكنك أن تفهم ما جاء في كتاب الله تعالى من الحكم بعدم الخروج من النار، وأن المقصود بذلك هم الكفار المخلدون في جهنم، كما في قوله تعالى (كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِين مِنَ النَّارِ) البقرة / 167، وكما في قوله تعالى (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) المائدة/ 37. وأما أهل السعادة وأهل الإيمان: فقد حكم الله تعالى بعدم خروجهم من الجنة، كما في قوله تعالى (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) الحجر/ 48.

وينظر – لمزيد فائدة - أجوبة الأسئلة: (31174 ( http://islamqa.com/ar/ref/31174) ) و (26792 ( http://islamqa.com/ar/ref/26792) ) و (45804 ( http://islamqa.com/ar/ref/45804) ) .

رابعاً:

إذا تبيَّن ذلك، فينبغي أن يعلم أن الكافر إن جاء بما يستحق عليه الثواب، فإنه يُجازى به في الدنيا لا في الآخرة، فالكفر الذي جاء به مانع من قبول عمله لينتفع به في الآخرة؛ لأن من شروط قبول العمل الإسلام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير