فقد رصد لخدمة التنصير 193 بليون دولار التبرع للكنيسة و 206 مليون جهاز كمبيوتر تعمل في خدمة التنصير .. فإذا كان ذلك منذ هذه السنوات فما بالنا اليوم وقد اشتدت المعركة وأصبح الكل يريد أنينهش من جسد الأمة المستسلمة التي نرى أفرادها واقفون يتفرجون عليها ولا أعرف ماذا ينتظرون. وأخيرا فإن الأمة الإسلامية تحتاج ليس فقط إلى العمل بالإسلام ولكن في البداية تحتاج إلى فهم الإسلام وحقيقته فهما سليما يحافظ لنا على عقيدتنا وهويتنا بصورة تدحر أعداءنا وتصد عنا مكائدهم، فلنعد يا أخوة إلى الله لعله سبحانه وتعالىأن يزيح عنا ذلك الكرب والهم إنه على ذلك قدير وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وسائل المنصرين:
اتخذ المنصرون وسائل وأدوات شتى لجذب الناس إلى النصرانية،ومن تلك الوسائل الآتي ذكره:
(1) الدعوة إلى النصرانية بإظهار مزاياها الموهومة، والرحمة والشفقة بالعالم أجمع.
وأزيد على هذا فأقول إنهم دائما ما يرددون أن النصرانية جاءت بالسلام والمحبة، والواقع يكذبهم،فهم غزاة ومحتلون وقتلة، والناظر للحروب المشتعلة في معظم الأماكن يجد أن وراءها صليبيون محترقون،وهل نسي الناس الحروب الصليبية على العالم الإسلامي، وهل نسينا العهود الاستعمارية لبلادنا واحتلالهم أرض المسلمين.
(2) إلقاء الشبهات على المسلمين في عقيدتهم وشعائرهم وعلاقاتهم الدينية وذلك لزعزعة العقيدة في نفوس المسلمين وزرع وبث الشكوك لديهم.
ومن ذلك القول بأن الإسلام انتشر بالسيف والقتال، دون الإقناع والحجة وهذا من أبطل الباطل،فالجهاد إنما يشرع بعد مراحلمختلفة من الدعوة، فإما قبول الإسلام وإما قبول دفع الجزية وهي مقدار قليل من المال،ويعيش في كنف ورعاية المسلمين، فإن أبى هذا وذاك فالقتال، لإحقاق الحق وإبطال الباطل.
والمتابع للإحداث في السنوات الأخيرة يجد أن رمي الإسلام والمسلمين بالإرهاب وتصويرهم على أنهم قتلة ومجرمون ومصاصو دماء إنما هو إتباع للمخطط المرسوم لتشويه صورة الإسلام.
في الوقت الذي يعملون فيه جاهدين لتبرير أعمال اليهود والأمريكان تجاه المسلمين من القتل والتعذيب وسفك الدماء،وذلك مشاهد في العراق وفلسطين وأفغانستان وغير ذلك من المناطق.
(3) إرسال البعثات التنصيرية إلى بلدان العالم الإسلامي، والدعوة إلى النصرانية من خلال توزيع المطبوعات من كتب ونشرات تعرف بالنصرانية، وترجمات للإنجيل، ومطبوعات للتشكيك في الإسلام، والهجوم عليه، وتشويه صورته أمام العالم.
(4) ثم اتجهوا أيضا إلى التنصير بطرق مغلفة، وأساليب غير مباشرة ولعل من أخطر هذه الأساليب ما كان: عبر التطبيب، وتقديم الرعاية الصحية للإنسان: وقد ساهم في تأثير هذا الأسلوب عامل الحاجة إلى العلاج، وكثرة انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة في البيئات الإسلامية، خصوصاً مع مرور زمن فيه ندرة الأطباء المسلمين، بل فقدانهم أصلا في بعض البلاد الإسلامية.
وتستغل البعثات الطبية التنصيرية - كما يقال - في إجراء التجارب حول مدى صلاحية الأدوية التي ترفض هيئات الأغذية والأدوية إجراءها على المجتمع الغربي، قبل أن تثبت فعاليتها في الأرانب أو الفئران، فيؤتى بها إلى المناطق التي تتركز فيها مستشفيات ومستوصفات ومختبرات تنصيرية، فتجرى فيها التجارب على البشر، ثم يكتب بها تقارير إلى هيئات الأغذية والأدوية الغربية لإقرار استخدامها لتركب وتصنع ثم تصرف للناس. ومع أن هذا ليس هدفا لهذه الجمعيات التنصيرية، ولم يكن في يوم من الأيام يدور في خلد المنصرين الأوائل، إلا أن بعض المنصرين المعاصرين قد لا يمانعون من مساعدة هذه الهيئات في القيام بالتجارب على البشر خارج الإطار الغربي. . ويظهر هذا واضحا أثناء الحروب باستغلال الأسرى لهذه التجارب (4).
¥