تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2ـ والرواية الثانية:وجد الإمبراطور قدرة المحاربين غير المتزوجين على الحرب أكبر من المتزوجين فمنعهم من الزواج، إلا أن القسيس ظل يعقد الزيجات سراً، فاكتشفوا أمره، فسجن، ثم تعرف إلى ابنة السجّان وهو في السجن، وكانت مريضة، فوقع في حبها، وقبل إعدامه أرسل لها بطاقة (من المخلص فالنتاين).

3ـ هذا العيد من أعياد الرومان الوثنيين، وهو عندهم تعبير عن المفهوم الوثني للحب الإلهي، وهو مبني على أساطير حتى عند الرومان أنفسهم، ولهم فيه شعائر خاصة سنذكرها بعد.

4ـ فالنتاين هذا هو أحد ضحايا تعذيب بعض الأباطرة، فلما مات بنوا له كنيسة تخليداً له، فلما اعتنق الرومان النصرانية أبقوا على احتفالهم بعيدهم السابق، ولكنهم غيروا مفهومه الوثني من (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه بـ (شهداء الحب) ممثلاً بالقسيس فالنتاين الداعية إلى الحب والسلام بزعمهم. (3)

وسمي أيضاً بـ (عيد العشاق) واعتبر القسيس فالنتاين شفيع العشاق وراعيهم.

تنيبه: هذه أساطير وخرافات ينبغي ألا تؤثر على عاقل، فضلاً عن مسلم مهتم بدينه، ولا يغرنك كثرة الفاعلين له، لأن الكثرة غالباً لا تعني الصحة، ولو لم يكن في هذه الأعياد إلا مفسدة إهدار الأوقات؛ لكفاها مفسدة، كيف إذا انضم إليها ما سترى!!

ثانياً: شعائره:

إن من أعظم شعائر هذا اليوم ـ عند الرومان مؤسسيه ـ أن شبان القرية الواحدة يجتمعون فيكتبون أسماء بنات القرية على أوراق ويضعونها في صندوق، ثم يسحب كل شاب منهم ورقة، فالتي يخرج اسمها تكون عشيقة له طيلة السنة، ثم يرسل لها بطاقة مكتوباً عليها (باسم الآلهة الأم أرسل لك هذه البطاقة) وبعد انتهاء السنة يغير عشيقته، فلما انتشرت النصرانية في أوروبا؛ استرعى هذا الأمر أنظار رجال الدين فأحبوا أن يصبغوه بالنصرانية فغيروا العبارة إلى (باسم القسيس فالنتاين أرسل لك هذه البطاقة) ولأن فالنتاين رمز نصرانيّ فمن خلاله يتم ربط هؤلاء الشباب بالنصرانية، ولكن رجال الدين النصراني لما رأوا أن في هذا الأمر مفسدة للأخلاق ومجلبة للرذيلة ثاروا عليه وأبطلوه عدة قرون إلى أن تم إحياؤه، ولا يُدرى متى كان إحياؤه فهم مختلفون في تحديد تاريخ إحيائه، ولكن بعض الكتب تسمى بـ (كتب الفالنتاين) فيها بعض العبارات والأشعار الغرامية، كانت تباع في فترات ما بين القرن الخامس عشر والثامن عشر.

وأيضاً من مراسيم هذا اليوم عندهم أنهم يذبحون كلباً وعنزة،ثم يدهنون بالدم جسمَي شابين مفتولي العضلات،ثم يغسلون الدم باللبن، وبعد ذلك يسير موكب ضخم يطوف الشوارع يتقدمه الشابان، ومع الشابين قطع من الجلد، يلطخان بهما من يقابلون من الناس، والنساء يعترضن طريق الشابين حتى ينالهن من التلطيخ اعتقاداً منهن أن هذا التلطيخ يمنع العقم ويشفيه.

تبادل الورد الأحمر ولبس اللباس الأحمر والهدايا الحمراء وذلك تعبيراً عند الرومان عن حب آلهتهم من دون الله وعند النصارى عن الحب بين العشيق والعشيقة.

توزيع بطاقات المعايدة في هذا العيد وفي بعضها رسم لطفل له جناحان يحمل قوساً ونِشَّاباً وهذا هو إله الحب عند الرومان الوثنيين.

إقامة الحفلات الليلية والنهارية المختلطة وما يكون فيها من المعاصي والمنكرات.

اهتمام أصحاب محلات الهدايا والمكتبات بالتحضير له بتجهيز الورود الحمراء، وقد تباع هذه الورود الحمراء بأسعار تضاعف أسعارها الطبيعية بمرات!!!.

ثالثاً (حكمه)

أما حكمه في الشرع فلندع المجال لعالم فقيه ومجتهد نبيه يصدر لنا فتوى عن علم وبصيرة بمثل هذه الأمور.

سئل الإمام ابن العثيمين ـ رحمه الله ـ ما حكم عيد الحب، وما هي توجيهاتكم؟

قال:" الأول أنه عيد لا أساس له في الشريعة. الثاني أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف، فلا يحلّ أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر هذا العيد، سواء في المأكل أو المشرب أو التهادي أو غير ذلك.

وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وألا يكون إمعة يتبع كل ناعق".

قلت: وبالنظر في هذا العيد نخرج بما يلي:

أولاً: الأعياد الشرعية في الإسلام ثلاثة ـ الفطر والأضحى والجمعة ـ شرعها ربنا U وهي عبادات محضة، والعبادات توقيفية لا يجوز لأحد أن يخترع عيداً أياً كان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير