تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: وهل يعقل مثل هذا الكلام عاقل، إن المتصرف في هذا الكون والذي يملك الأمر والنهي هو الحق سبحانه وتعالى، وادعاء مثل تلك الأفعال كفر محض ومناقض لتوحيد الربوبية الذي هو العلم والإقرار بأن الله رب كل شيء ومليكه والمدبر لأمور خلقه جميعهم 0

فهذا الكون بسمائه وأرضه وأفلاكه وكواكبه ودوابه وشجره ومدره وبره وبحره وملائكته وجنه وإنسه، خاضع لله مطيع لأمره الكوني كما قال تعالى: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا) (سورة آل عمران – الآية 83) 0

فإذا حقق العبد هذا التوحيد عرف بأن كل شيء بأمر الله، فلا يقع أمر ولا يحل خير أو يرتفع شر إلا بأمره - سبحانه وتعالى - وهذا يجعل العبد يدعوه سبحانه في كل نائبة 0

قال تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (سورة يونس – الآية 107) 0

وكافة تلك العهود والتي تدعى بـ (العهود السليمانية السبعة) تزخر بالكفر والشرك وفيها لجوء واستغاثة بغير الله سبحانه، وتحتوي على كثير من الطلاسم والعزائم التي لا يفقه معناها، وكذلك تحتوي على رسوم للنجوم والمربعات والأحرف وأسماء الجن ونحو ذلك من كفر وشرك صريح 0

وأما طريقة العلاج المتبعة من قبل السحرة والتي تقوم على الذبح للجن والشياطين فهي عين الشرك، وقد تم إيضاح هذه النقطة في كتابي (القول المُعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين) تحت عنوان (الشرك - شرك النية والقصد) 0

إن الإسلام يسمو بتعاليمه عن كافة تلك الممارسات والأفعال الشيطانية الخبيثة، والإسلام شرع الشرائع في كافة نواحي ومجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية ونحو ذلك، وكل ذلك لتحقيق سعادة البشرية في الدارين الدنيا والآخرة 0

والذي يتمشى مع عقيدة أهل السنة والجماعة أن صرع الأرواح الخبيثة حقيقة أثبتها الشرع وأيدها النقل والعقل والتواتر 0

وهذا النوع وأعني به (اقتران التابعة) من إيذاء الجن للإنس نوع كسائر الأنواع، إلا أنه يختص بالمرأة فقط وادعاء السحرة بأن التابعة قد تدخل في كثير من مجالات الحياة فتفسد على الناس أحوالهم ومعايشهم ادعاء باطل، والذي يعلمه المعالجون بالرقية الشرعية المتمرسون الحاذقون بخصوص هذه المسألة وبحثهم وتقصيهم لها، بأن التابعة غالبا ما تكون نوع من أنواع إيذاء نساء الجن لنساء الإنس باتباع طرق شيطانية خبيثة تعتمد في مجملها على محاولة قطع الذرية والإنجاب، أو محاولة إيذاء الجنين وحصول إسقاط لدى المرأة، أو محاولة إيذاء الوليد بطرق شيطانية متنوعة، ويقتصر الإيذاء على هذا الجانب فقط دون أن يؤثر على كافة مجالات الحياة الأخرى كما يدعي السحرة والمشعوذون 0

وهذا الأسلوب قد يؤدي إلى إيذاء المرأة بإحدى الوسائل التالية:

أ) - منع الحمل من أساسه: ويلجأ نساء الجن غالبا في هذا النوع من أنواع الاقتران باتباع طرق شيطانية خبيثة لمحاولة منع الحمل من أساسه بكيفية لا يعلمها إلا الله، حيث أن (التابعة) لا تقترن بجسد المريضة ولا تدخل فيها، والذي يترجح لي في هذه المسألة بأن يكون التأثير الأساسي في هذا النوع نتيجة للعزائم والطلاسم المستخدمة والله أعلم 0

ب) - الإجهاض المبكر: ويحصل ذلك في فترة الحمل المتقدمة التي تقدر بثلاثة أشهر، وفي هذه الحالة تشعر المرأة الحامل بأعراض غير طبيعية، ومن ذلك رؤية أمر مفزع في النوم كاعتداء من قبل كلب أسود أو عض المريضة في يدها أو ساقها أو اعتداء رجل أو وزغ أو حمار أو بعير ونحو ذلك، أو الشعور بضربة على بطن المريضة أثناء نومها، وغالبا يكون ذلك من قبل بعض النسوة، أو حدوث نزيف مستمر دون تحديد أسباب طبية معلومة لذلك، وينتج عن كافة تلك المظاهر إجهاض مبكر لدى المرأة الحامل 0

ج) - الإجهاض المتأخر: ويحصل ذلك بعد فترة حمل الثلاثة أشهر الأولى، وتشعر المرأة الحامل في هذا النوع بكافة الأعراض المذكورة في النوع السابق 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير