تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المصدر: http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=554

ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[17 - 01 - 10, 03:38 م]ـ

وجدت جوابك عند الشيخ أبو البراء المعاني، حفظه الله ونفع به، وهو للعلم من سكان عمان وليس معان، كما يظن البعض. يقول الشيخ:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،،

بخصوص سؤالك أختي المكرمة (أم حسين) بخصوص ما يسمى بـ (العهود السليمانية السبعة)، اعلمي رعاك الله أخية أن هذا المصطلح مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنوع من أنواع الاقتران يسمى (اقتران التابعة) أو (أم الصبيان)، ولكي أقدم لك شرحاً دقيقاً عن تلك العهود فلا بد أن أعرج على ذلك النوع من الاقتران كي تكتمل الصورة لديك، ولدى قرائنا الأعزاء في هذا المنتدى الطيب 0

وأبدأ بتعريف للتابعة حيث يقول ابن منظور: (والتابعة: الرئي من الجن، ألحقوه الهاء للمبالغة أو لتشنيع الأمر أو على إرادة الداهية 0 والتابعة: جنية تتبع الإنسان 0 وفي الحديث: أول خبر قدم المدينة يعني من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم امرأة كان لها تابع من الجن؛ التابع ههنا: جني يتبع المرأة يحبها 0 والتابعة: جنية تتبع الرجل تحبه 0 وقولهم: معه تابعة أي من الجن) (لسان العرب - 8/ 29) 0

وتسمى كذلك (أم الصبيان) وأما المعنى الخاص بها من جهة السحر والسحرة فقد يختلف قليلا عن المعنى السابق، هذا وقد أفرد السحرة في كتبهم الشيطانية أبوابا للتعريف بهذا النوع وأوردوا حول هذا الموضوع كثيراً من الخرافات والخزعبلات والهرطقات وادعاء الأكاذيب على نبي الله سليمان بن داوود - عليه السلام - وقالوا:

(بأن التابعة عجوز شمطاء تهدم الدور والقصور وتقلل الرزق بالليل والنهار وتخلف الربا والأشرار 0 فما أن علم بها سليمان حتى أمر بجرها بالسلاسل والأغلال وعذبها عذابا شديدا وقال لها: كيف نخفف عنك العذاب والشر كله منك 0 فقالت: يا نبي الله: أنا التابعة التي أخلي الديار وأنا معمرة الهناشير والقبور وأنا التي مني كل داء ومضرة، نومي على الصغير فيكون كأن لم يكن وعلى الكبير بالأوجاع والأمراض والعلل والبلاء العظيم والفقر وأسلط عليه ما لا يقدر عليه، ونومي على المرأة عند الحيض أو عند الولادة فتعقر ولا يعمر حجرها، ونومي على التاجر في تجارته بعد الفرح بالربح فيها فيخيب ويخسر، وأخذت تعدد ألوانا وأصنافا من العذاب والبلاء التي تمتحن بها عباد الله، وقد أعطته العهود والمواثيق - العهود السليمانية السبعة - وأن من علقها فإنها لا تقربه في نفسه أو أهله أو ماله) (الرحمة في الطب والحكمة – بتصرف واختصار – 195، 196) 0

وبالمناسبة فهذا الكتاب من أخطر كتب السحر وهو ينسب للإمام السيوطي - رحمه الله - ولا اعتقد مطلقاً أنه من تأليفه، فالكتاب يزخر بالسحر وهذا الكتاب وكتاب (شمس المعارف الكبرى) لأحمد البينوني من أخطر كتب السحر على الإطلاق، فنسأل الله العافية والسلامة في الدنيا والآخرة 0

وقد يلجأ السحرة في علاج هذا النوع من أنواع الاقتران بالإيعاز للمريض بذبح حيوان أسود وغالبا ما يكون من الضأن أو الغنم ونحوه دون أن يذكر اسم الله عليه ويوضع في حفرة ويغطى بالتراب، ومن ثم يتلو الساحر بعض العزائم الكفرية التي تحتوي على طلاسم فيها تقرب وعبادة للأرواح الخبيثة لرفع المعاناة والبلاء 0

قلت: وهل يعقل مثل هذا الكلام عاقل، إن المتصرف في هذا الكون والذي يملك الأمر والنهي هو الحق سبحانه وتعالى، وادعاء مثل تلك الأفعال كفر محض ومناقض لتوحيد الربوبية الذي هو العلم والإقرار بأن الله رب كل شيء ومليكه والمدبر لأمور خلقه جميعهم 0

فهذا الكون بسمائه وأرضه وأفلاكه وكواكبه ودوابه وشجره ومدره وبره وبحره وملائكته وجنه وإنسه، خاضع لله مطيع لأمره الكوني كما قال تعالى: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا) (سورة آل عمران – الآية 83) 0

فإذا حقق العبد هذا التوحيد عرف بأن كل شيء بأمر الله، فلا يقع أمر ولا يحل خير أو يرتفع شر إلا بأمره - سبحانه وتعالى - وهذا يجعل العبد يدعوه سبحانه في كل نائبة 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير