موضع التكذيب أو الشك؟؟.
ولم يُقْعِد الرافعي من وقفته تلك إلا بعد أن تنادت الأمة كلها من الأزهر والعلماء والهيئات والنقابات والجامعة ورجال الشارع في الدعوة إلى محاكمة طه حسين وطرده من الجامعة، وزلزلت الأرض من تحت أقدام أنصاره في الحكومة فوصل إلى النيابة وكتب بيانًا أُذيع على النَّاس يعلن فيه احترامه للإسلام و إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
وصودر الكتاب وأُعدمت نسخه وأصدره طه حسين فيما بعد بعنوان "في الأدب الجاهلي" بعد أن حذف كل ما فيه من طعن في القرآن والإسلام، ثم جمع الرافعي مقالات هذه المعركة وأصدرها في كتاب "تحت راية القرآن" فيه تفنيد الرافعي لآراء طه حسين رأيًا رأيًا فيما لا يتفق مع العقيدة الإسلامية ونسخها بالحجة والبرهان، وإثبات تأثر طه حسين بآراء المستشرقين التي افتتن بها، وحاول أن يفتن بها طلاب الجامعة.
كان الصراع يشتد بين الرافعي وبين أولئك الذين استراحوا للفكر الغربي واقبلوا عليه حتى وإن كان هذا الفكر حربًا على أمتهم ودينهم ولغتهم، ويقول الرافعي مخاطبًا المستغربين "عَلِمَ الله ما فتن المغرورين من شبابنا إلا ما يأخذهم من هذه الحضارة، فإن لها في زينتها ورونقها أخذة كالسحر، فلا يميزون بين خيرِهَا وشرِّهَا، ولا يُفَرِّقون بين مبادئها وعواقبها، ثم لا يفتنهم منها إلا ما يدعوهم إلى ما يميت، وما يصدهم عما يحيي، وما يحول بينهم وبين قلوبهم؛ فليس إلا المتابعة والتقليد .... ".
"والحضارة الغربية أطلقت حرية العقول تجدد وتبدع، وأطلقت من ورائها الأهواء تلذ وتستمتع وتشتهي، فضربت الخير بالشر ضربة لم تقتل، ولكنها تركت الآثار التي هي سبب القتل؛ إذ لا تزال تمد مدها حتى تنتهي إلى غايتها، وذلك هو السرّ في أنه كلما تقادمت الأزمنة على هذه الحضارة؛ ضج أهلها وأحسوا عللاً اجتماعية لم تكن فيهم من قبل".
صلة مبكرة بالصحف:
ولقد كانت صلة الرافعي بالصحف مبكرة؛ حيث أقبل عليها يُودِع صفحاتها مقالاته وبحوثه التي كان يطرق بها كل ميدان من ميادين الحياة؛ فيعالج قضايا المجتمع كالفقر والجهل ويركز على القضايا ذات الصيغة الإسلامية كمسألة الحجاب والسفور مثلاً، ويقف بقلمه في وجوه أعداء الإسلام الذين تكاثروا في نميدان الطعن فيه سواء منهم من كان من الغربيين أو من مستغربي العرب، ويجعل من بيانه حصنًا يصد عن اللغة العربية سهام المغرضين، ولقد عرف هؤلاء فيه قوته وصلابته فأرادوا استمالته إلى نهجهم عن طريق إغرائه بالإمامة في الأدب في العصر الحديث.
وقد توفي الرافعي - رحمه الله - في مصر سنة 1356هـ 1937م.
من مؤلفاته:
قالوا وكتبوا عنه:
صدر عن الرافعي عدة كتب ودراسات منها:
"حياة الرافعي" لمحمد سعيد العريان.
و"الجانب الإسلامي في أدب مصطفى صادق الرافعي" لعبد الستار علي السطوحي.
كما كتبت عن فكره وأدبه رسائل جامعية عديدة في جامعات مصر والسعودية وسوريا.
وقد كان للرافعي مقام كبير بين أدباء عصره، وهذه جمل من أقوالهم فيه يقول الشيخ محمد عبده: "أسأل الله أن يجعل اق من لسانك سيفًا يمحق الباطل وأن يقيمك في الأواخر مقام حسان مع الأوائل ... ".
وقال سعد زغلول عن كتابه "إعجاز القرآن": "بيان كأنه تنزيل من التنزيل أو قبس من نور الذكر الحكيم".
أما العقاد فقال: "إنه ليتفق لذا الكاتب من أساليب البيان مثله لكاتب من كتاب العربية في صدر أيامها.".
وقال عنه أحمد زكي باشا الملقب بشيخ العروبة: " لقد جعلت لنا شكسبير كما للإنجليز شكسبير، وهوجو كما للفرنسيين هوجو، وجوته كما للألمان جوته".
وقد مات الرافعي –رحمه الله- مطمئن البال لمستقبل الإسلام في قلوب الشباب حين طالب طلاب الجامعة -قبل وفاته بقليل –بمكان يخصص للصلاة ويفصل الفتيان عن الفتيات؛ فحياهم بمقالة كتبها في مجلة الرسالة ولم ينس أن يغمز فيها طه حسين.
المصادر والمراجع:
2 - إعجاز القرآن والبلاغة النبوية (وهو الجزء الثاني من كتابه تاريخ آداب العرب) وقد صدرت طبعته الأولى باسم (إعجاز القرآن والبلاغة النبوية) عام 1928 م. 3 - المساكين صدرت طبعته الأولى عام 1928م. 4 - وحي القلم (ثلاثة أجزاء) وهو مجموعة فصول ومقالات وقصص كتب المؤلف أكثرها لمجلة لرسالة القاهرية بين عامي 1934 إلى 1937 م. 5 - تحت راية القرآن مقالات الأدب العربي في الجامعة والرد على كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين. 6 - ديوان الرافعي (ثلاثة أجزاء) صدرت طبعته الأولى عام 1900م. 2 - وحي القلم مصطفى صادق الرافعي 4 - إعجاز القرآن " " " 5 - المساكين " " " 6 - الجانب الإسلامي في أدب مصطفى صادق الرافعي: لعبد الستار علي السطوحي. 7 - مصطفى صادق الرافعي فارس القلم: د/ محمد رجب البيومي. 8 - مجلة الأمة القطرية العدد 34. 9 - مجلة الآدب الإسلامي عدد خاص عن الرافعي العدد 43، 44. 3 - تحت راية القرآن " " " 1 - تاريخ آداب العربية (ثلاثة أجزاء). صدرت طبعته الأولى في جزأين عام 1329هـ 1911م، وصدر الجزء الثالث بعد وفاته بتحقيق محمد سعيد العريان وذلك عام 1359هـ1940م. 1 - حياة الرافعي محمد سعيد العريان
¥