[(بعض أهل تطوير الذات) .. لماذا لا يطورون أنفسهم مع الله؟!.]
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 01 - 10, 09:32 م]ـ
الإخوة الفضلاء /
تأملت كثيرا فيما يسمى: بـ (تطوير الذات) .. وتبع ذلك تعجبٌ من انتشار دورات (التخطيط للحياة)، (فنون النجاح)، (فنون التعامل مع الناس)، (كيف تكسب الناس)، (تحقيق الأهداف)، ( NLP ) ، ( تقوية الذاكرة)، (استراتيجيات حل المشاكل)، (الإيجابية)، (الثقة بالنفس)، (الذكاء) .. وغيرها، وغيرها كثير من الدورات التدريبية التي انتشرت واشتهرت .. ما بين مرئي، ومسموع، ومقروء.
ولا أشك بفائدة هذه الدورات التدريبية ومدى تأثيرها ومساهمتها في التغيير لما فيه الأصلح بإذن الله، وقد حضرت بعضها .. ولم يكن يخطر لي على بال أن أتأثر بها .. فتأثرت!!، وأحمد الله أن وفقني لحضورها.
ولا أعني - كذلك - الدورات التي تكلم فيها أهل العلم، وحذروا من بعض جوانبها .. (وقد نُوقشت كثيرا في هذا الملتقى المبارك .. فلا داعي لإعادة ذكرها).
ما أعنيه هي دورات التطوير من نحو العناوين التي ذُكرت أعلاه .. مما ليس فيه مخالفة تُذكر.
وقد تأملتُ فيها، وفي مضامينها، وفي مُلقيها، وفي متلقيها .. ثم سألت نفسي .. وأرجو أن يأذن لي الإخوة المهتمون بها بتوجيه السؤال لهم:
هذه الدورات التديبية التطويرية التي تدعو وتحث على النجاح في الحياة الدنيا .. ألا يمكن توجيهها أو توجيه جزء من وقتها إلى النجاح في الحياة الآخرة الباقية؟!.
(تطوير الذات): كيف هي ذاتي وذاتك مع الله؟!، مع دين الله والعمل له والبذل في سبيله؟!، كيف هي حالنا وحال إيماننا .. - أصلح الله حالنا وجدد إيماننا -.
ذواتنا لم تتغير؛ بل - وللأسف - تأثرت بالمغريات والشهوات والشبهات .. فحصل لها ما حصل من نزول وسفول.
لماذا لا أطور ذاتا ضعيفة خارت وقصرت في حق الله؟!، وفرطت في جنب الله؟!.
لا أريد من أصحاب تطوير الذات ترك مجالهم، ولا أدعو له، ما أريده .. أن يسألوا أنفسهم: هل طوروا أنفسهم وذواتهم مع الله .. فقط؟!.
فإن لم يكن .. - وهم مَنْ هم في التدريب والتطوير وتعدد الدورات والشهادات - .. فهل يمكن أن يكون ذلك؟.
أرجو ذلك.
(التخطيط للحياة): أغلبهم يتحدثون عن التخطيط المالي والدراسي والعائلي للحياة الدنيا .. فهل يمكن الإشارة إلى التخطيط الأهم والألزم .. وهو التخطيط للدار الآخرة؟!.
(فنون النجاح): نجح أهل هذا الفن في دنياهم - فيما يزعمون " مع الاختلاف في مقاييس النجاح " .. فهل فكروا في فنون النجاح في الدار الآخرة.
(فنون التعامل مع الناس) و (كيف تكسب الناس): لماذا أكسبهم، وأتعامل معهم، وإذا كسبتهم فما المقصد من كسبهم؟!، هل هي مجرد محبتهم لي، أم استجابة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟!، وهل لذلك ما بعده في الاستفادة منه في الدعوة إلى الله، وتبليغ دينه؟!.
(تحقيق الأهداف): يُصرُّ أهل التطوير على ضرورة كتابة الأهداف .. فهل من ضمن أهدافهم أهدافا دينية وأخروية .. أم هي أهداف دنيوية بحتة .. تنتهي بموت صاحبها؟!.
ونحو ذلك من الأسئلة التي أعقبت تأمل صاحب الموضوع .. فكان هذا الموضوع.
أكرر:
لا أقصد التقليل من شأنها أبدا (إلا ماحذّر منه أهل العلم) .. بل أقصد توجيه بعض جوانبها إلى الدار الآخرة، واحتساب الأجر في تطبيقها بإخلاص وإتقان، فيثقل الميزان .. ولعلنا ننجو.
--
أخيرا /
كلنا مقصّر .. وما كتبتُ ما كتبت إلا تذكيرا لنفسي أولا ثم لإخواني .. وأرجو أن ينفع الله به.
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[21 - 01 - 10, 05:44 ص]ـ
الاخ المسيطير جزاك الله خيرا على ماكتبت وفعلا مثل هذا العلم يحتاج الى من يدعمه ويطعمه بأدلة شرعية (فيما وافقوا فيه الحق) وأن يكون صلب تركيزهم على كيفية ربط الذات بالله عز وجل وأن السعادة الحقيقة هى فى الفوز بجنانه وقبلها الالتزام بطاعته
كما أنها أخى المسيطير قد أقبل عليها الكثير من الناس فحبذا لو صرفت فى الدعوة الى الله
فمثلا دورات التفكير الابداعى وخصائص الدماغ ومقياس هيرمن أذكر من خلالها ذكر الذكاء الوقاد لكثير من علمائنا كالشافعى رحمه الله وشيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله وغيرهما كثير فتكون فرصة لى للتعريف بأهل العلم وبحثهم على طلب العلم الشرعى
ومثلا فى دورات السعادة الحقيقية وحياة بلا توتر أذكر ماورد عن السلف من آثار تبين أن السعادة ليست فى جمع المال وانما تكمن السعادة فى الصلة بالله تبارك وتعالى
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 07:57 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المسيطير
وما ذكرته صحيح
وسبحان الله. . كنت أقرأ في كتاب مدارج السالكين للعلامة ابن القيم , ووجدت فيه فصول تصلح حقيقة أن يعقد لها دورات في كيفية تهذيب النفس وتزكيتها وترويضها ..
فهو كتاب بجق تربوي لم يستفد منه الكثير ,
فما أدري أين المدربون الأخيار لم يستفيدوا منه ويقدموه للناس , , بطريقة تدريبية ...
وفق الله الجميع
¥