تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تنبيه على خطأٍ في فهم عبارةٍ في "مراقي الفلاح"

ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 02:04 ص]ـ

عبارة تداولها بعض الباحثين والمؤلّفين في (ذمّ التعصّب المذهبي) وتناقلوها دون تحقيق، وهم يسوقونها مساقَ الذمّ، ويشنّعون على قائلها دون أن يتحقّقوا من معناها ..

تلك العبارة هي قول صاحب " مراقي الفلاح ": ( .. فإن عجن بمائها يلقى للكلاب أو يعلف به المواشي؛ وقال بعضهم: يُباع لشافعي!؛)

قال بعضُ من علّق على هذه العبارة: (فقد سوى هذا الفقيه بين الكلاب والشافعية)!

وليت هؤلاء الفضلاء رجعوا إلى ما قاله الشرّاح في مراد الماتن الحنفي هذا .. !!

وأما حقيقة مراده ومعناه فهو ما نصّ عليه الطحطاوي في حاشيته الشهيرة حين قال ص28: (قوله (يباع لشافعي) لأن الماء إذا بلغ قلتين لا ينجس عنده بدون ظهور أثر).

نعم .. لا ينكَر أن التعصّب المذهبي ضرب بأطنابه في حقبٍ من تاريخ الأمّة .. لكن ليس من العدل أن تحمّل نصوص الفقهاء تلك الجناية دون نظر أو تأمّل .. والله تعالى أعلم ..

ـ[أبو فرحان]ــــــــ[29 - 01 - 10, 07:40 ص]ـ

وأما حقيقة مراده ومعناه فهو ما نصّ عليه الطحطاوي في حاشيته الشهيرة حين قال ص28: (قوله (يباع لشافعي) لأن الماء إذا بلغ قلتين لا ينجس عنده بدون ظهور أثر).

يشكل على هذا أن هذا قول الحنابلة أيضا .. و ليس الشافعية فحسب

و إنما خلاف الشافعية و الحنابلة في المكاثرة بالماء ..

ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:32 ص]ـ

تنبيه جيد

لكن كما قال الاخ ابو فرحان بانه مشكل

فهناك بعض الفلتات صدرت سابقا بين المتمذهبه فإن اعتذرنا عن هذه العبارة فكيف يمكن الاعتذار عن غيرها

عصمنا الله من التمذهب!

ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[29 - 01 - 10, 03:49 م]ـ

يشكل على هذا أن هذا قول الحنابلة أيضا .. و ليس الشافعية فحسب

و إنما خلاف الشافعية و الحنابلة في المكاثرة بالماء ..

بل لا إشكال على الإطلاق، فالناظر في كتب الأحناف يعلم أنّه يغلب عليهم مقارنة مذهبهم مع مذهب الإمام الشافعي، ولا ينبهون على رأي المذاهب الأخرى في غالب الأحيان. ولعل السبب في ذلك هو تنافس المذهبين منذ بداية ظهورهما وإنتشار مذهب الشافعي في تلك الفترة على حساب المذهب الحنفي، وذلك لكثرة مناظرات الشافعي المشهورة مع علماء المذهب الحنفي، رحمهم الله أجمعين، والتي كان يلجم فيها مناظريه بقوة دليله وفصاحة لسانه.

وعليه يمكن أن يقال أنّ حال لسانهم يقول أنّ الشافعي لهم يمثل مدرسة الجمهور والتي أصولها تكاد أن تكون واحدة مقابل مدرسة الأحناف والتي تختلف في أصولها عنهم.

والله أعلم وأحكم

ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[29 - 01 - 10, 10:07 م]ـ

بل لا إشكال على الإطلاق، فالناظر في كتب الأحناف يعلم أنّه يغلب عليهم مقارنة مذهبهم مع مذهب الإمام الشافعي، ولا ينبهون على رأي المذاهب الأخرى في غالب الأحيان. ولعل السبب في ذلك هو تنافس المذهبين منذ بداية ظهورهما وإنتشار مذهب الشافعي في تلك الفترة على حساب المذهب الحنفي، وذلك لكثرة مناظرات الشافعي المشهورة مع علماء المذهب الحنفي، رحمهم الله أجمعين، والتي كان يلجم فيها مناظريه بقوة دليله وفصاحة لسانه.

وعليه يمكن أن يقال أنّ حال لسانهم يقول أنّ الشافعي لهم يمثل مدرسة الجمهور والتي أصولها تكاد أن تكون واحدة مقابل مدرسة الأحناف والتي تختلف في أصولها عنهم.

والله أعلم وأحكم

بارك الله فيك أخي الفاضل ..

ولقد كان ما تفضّلتَ به هنا هو ما كنت أريد التعليق به على ما تفضّل به الأخ الكريم أبو فرحان من الإيراد حول هذه النقطة ..

فلك جزيل الشكر .. والله يرعاك ..

ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[29 - 01 - 10, 10:20 م]ـ

يشكل على هذا أن هذا قول الحنابلة أيضا .. و ليس الشافعية فحسب

و إنما خلاف الشافعية و الحنابلة في المكاثرة بالماء ..

بارك الله فيك أخي الفاضل أبا فرحان ..

وإضافة إلى ما ذكره الأخ الفاضل أيمن بن خالد .. أقول:

ما تفضّلتَ به من إيراد يزول حين النظر في الجدل الفقهي ما بين الشافعية والأحناف .. فلقد ألّفت كتب في هذا الشأن .. بل إن هذه الطريقة (أعني ذكر خلاف الشافعية فحسب لدى الفقهاء الأحناف) هي طريقة قديمة .. فكتاب (التجريد) للقدوري الحنفي والذي جرى على هذه الطريقة شرع مؤلّفه في إملائه سنة 405 هـ .. ولم يزل الاقتصار على ذكر مخالفة الشافعية في كثير من الأحيان هو ديدن المؤلّفين في هذا الباب .. والحامل على ذلك ـ فيما يظهر ـ هو أن أتباع المذهبين يشكّلون الغالبية من بين المذاهب .. ثم إن المجاورة بينهما في محاضن التعليم ونحوها أمرٌ يحمل على مثل ذلك ... والله أعلم ..

ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[29 - 01 - 10, 10:26 م]ـ

تنبيه جيد

لكن كما قال الاخ ابو فرحان بانه مشكل

فهناك بعض الفلتات صدرت سابقا بين المتمذهبه فإن اعتذرنا عن هذه العبارة فكيف يمكن الاعتذار عن غيرها

عصمنا الله من التمذهب!

أخي الفاضل المشعل ..

نعم .. هذا التعصّب موجود وهو ما اشرتُ إليه في ختام التنبيه:

(نعم .. لا ينكَر أن التعصّب المذهبي ضرب بأطنابه في حقبٍ من تاريخ الأمّة .. لكن ليس من العدل أن تحمّل نصوص الفقهاء تلك الجناية دون نظر أو تأمّل .. والله تعالى أعلم .. )

باختصار: ما أردت قوله: إن التعصّب المذهبي آفة اجتاحت كثيرا من بلاد الإسلام على (تاريخيا وجغرافيا) .. لكن العدل يقتضي التأمّل قبل الجزم بتصنيف تلك العبارات ..

لك جزيل الشكر ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير