رد على هذا الزعم شيخ الإسلام ابن تيمية (3) " 000 فإن من الناس من يقول بتقدير صحة الحديث (4) لم يأمر ابن عمر بسد أذنه، فيجاب 0 بأن ابن عمر لم يكن يستمع، وإنما كان يسمع، وهذا الإثم فيه، وإنما النبي ? عدل طلباً للأكمل والأفضل، كمن اجتاز بطريق فسمع قوماًيتكلمون بكلام محرم فسد أذنه كيلا يسمعه، فهذا حسن، ولو لم يسد أذنه لم يأثم بذلك، اللهم إلا أن يكون في سماعه ضرب ديني لايندفع إلا بالسد 0
جاء في رسالة في السماع والرقص لابن محمد المنجي الحنبلي رحمه الله (5)
(1) فتح الباري: 2/ 442 0
(2) ت 450 نقلاً من كتاب ابن الجوزي: 1/ 253 ـ 254 0
(3) السماع والرقص لشيخ الإسلام: ص 27 تحقيق عبدالحميد شانومة 0
(4) الحديث صحيح، أخرجه ابو داود وأحمد في المسند، وصححه الشيخ العلامة الألباني في صحيح أبي داود 0
(5) عون المعبود: 4/ 435 0
(000 والأمر والنهى إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع، كما في الرؤية، فإنه يتعلق بقصد الرؤية لأنها يحصل منها بغير الاختيار، وكذلك في اشتمام الطيب إنما يُنهى المُحْرِم عن قصد الشم 000 وكذلك في مباشرة المحرمات كالحواس الخمس من السمع والبصر والشم والذوق واللمس إنما يتعلق الأمر والنهي في ذلك بما للعبد فيه قصد وعمل 000 " 0
قلت: هذا أفقه دقيق يزيل الاشكال فتأمله 0
وجاء في عون المعبود " وتقرير الراعي لايدل على إباحته، لأنها قضية عين، فلعله سمعه بلا رؤية، أو بعيداً منه على رأس جبل، أو مكان لايمكن الوصوف إليه، أو لعلَ الراعي لم يكن مكلفاً، فلم يتعيّن الإنكار عليه "0
ثم إن وضع إصبعيه في أذنيه مع عدم وجود القصد كما قال ابن تيمية، فهو إذن مع وجود القصد أشد كراهةً، ولهذا قال ابن الجوزي رحمه الله (1) 0
" إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لايخرج على الاعتدال، فكيف بغناء أهل الزمان وزمورهم؟! 0
أما رد أهل على بعض الآثار عنالصحابة وغيرهم من التابعين لسماعهم الغناء تارة بالآلة وتارة بغيرها وعدم إنكارها 0
(1) ص 247 0
واعترض على الاستدلال بالأثر:
الأول: إن إباحة المعازف لم يثبت نقلهعن أحد من الصحابة أو أحد من الأئمة المجتهدين (1) 0
قال الشيخ محمد بن محمود الصالحي المنبجي الحنبلي (2): " وإذا عرف هذا فاعلم أنه لم يكن في القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا بمصر والمغرب والعراق وخراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتعدية لا بدف، ولا بكف، ولا بقضيب، وإنما حدث هذا بعد هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية، فلما رآه الأئمة أنكروه 0
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ذكر من صنف في السماع، ومن روى فيه من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة، ثم قال: وكثير من المتأخرين أهل الحديث وأهل الزهد وأهل الفقه والتصوف وغيرهم إذا صنفوا في باب ذكروا ماروى فيه من غيث وثمين، ولم يميزوا ذلك 0 كما يوجد في كثير ممن يصنف في الأبواب مثل المصنفين في فضائل الشهور والأوقات وفضائل الأعمال والعبادات وفضائل الأشخاص، وغير ذلك من الأبواب 000" (3) 0
(1) كف الرعاع: 127 ـ 132 0
(2) هو محمد بن محمد بن محمد بن محمود الصالحي المنبجي، الحنبلي (شمس الدين أبو عبدالله) محدث، فقيه، سمع الحديث، أفتى ودرس، وكان يكتسب من حانوت له، وتوفي في رمضان (785 هـ) (شذرات الذهب: 6/ 236) 0 نقلها عن شيخ الإسلام ابن تيمية (السماع والرقص) 0
(3) ثم ذكر شيخ الإسلام قاعدة مفيدة رأيت من الأهمية بمكان نقلها ولو على هامش البحث 0 قال الشيخ رحمه الله: "هو المقصود هنا المذكور عن سلف الأمة وأئمتها من المنقولات =
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى: كتب عمر بن عبدالعزيز إلى (عمر بن الوليد) كتاباً فيه: "000 واظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام، ولقد صممتُ أن أبعث إليك من يجزُ جُمَّتك جمَّة سوء " (1) 0
¥