تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام رحمه الله: " قوله {إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا} فإن هذا يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم، كما أن الله سبحانه قال: (ولكل وجهة هو موليها) [البقرة: 148]، وقال (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) [المائدة: 48]، أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشرعتهم، وذلك أن اللام تورث الاختصاص، فإذا كان لليهود عيد، وللنصارى عيد، كانوا مختصين به فلا نشركهم فيه، كما لا نشركهم في قبلتهم وشرعتهم، وكذلك – أيضاً على هذا – لا ندعهم يشركوننا في عيدنا " (8).

وتشبه بعض المسلمين بالكفار في الأعياد والمواسم لا ينحصر في كونهم يقيمون هذا العيد، أو يقيمونه على صفة معينة للكفار تقتضي منا أن لا نتشبه بهم فيها ... لكن الأمر يتعدى ذلك إلى أمور منها:

• الأول: التشبه بهم في نوع الأعياد، أي أن من المسلمين من يتشبه بالكفار في إقامة أعياد وفيها مضاهاة لأعياد الكفار.

وحتى يتبين خطأ ما قاله الشيخ سلمان من كون عيد الميلاد ليس تشبهاً حيث قال (أن مثل هذا الاحتفال ليس تشبهًا، فهو ليس من خصوصيات الأمم الكافرة، وإنما هذا موجود الآن عند معظم شعوب العالم ... )

أقول جواباً على هذا: إن معظم شعوب العالم اليوم ليست على الإسلام، فإن المسلمين يمثلون ربع العالم تقريباً، فهل نسي الشيخ هذا الأمر!! هذا من جهة.

ومن جهة أخرى فإن أعياد الميلاد من خصوصيات الكفار الدينية، فإن معظم الأعياد البدعية التي يقيمها بعض المسلمين أو يقلدون فيها الكافرين قائمة على خلفيات دينية عند الكفار، مثال ذلك:

الاحتفال بالهجرة النبوية يحاكي عيد رأس السنة.

المولد النبوي وميلاد الشخص يحاكي عيد ميلاد عيسى عليه السلام.

الإسراء والمعراج يحاكي عيد القيامة (أي قيامة المسيح) عند النصارى.

مهرجان الزهور يحاكي عيد النيروز عند المجوس وشم النسيم عند القبط.

? فعيد رأس السنة الميلادية أصله عيد رأس السنة المجوسية الذي كان المجوس يقيمونه تقديساً لمعبودهم الشمس، ومن المعلوم أن الحضارة النصرانية أخذت أعيادها من اليونان الأمة الوثنية، واليونان ورثوا عقائدهم من المجوس.

وكان قدماء المصريين أيضاً يحتفلون برأس السنة عندما تظهر " سوثيز " أي " الشعرى اليمانية " أثناء النهار، مما يدل على ارتباط ذلك بديانتهم (9).

وسرى ذلك إلى العرب فقال تعالى (وأنه هو رب الشعرى) [النجم 49] وهو كوكب مضيء يطلع بعد الجوزاء، قال السدي: كانت تعبده حمير وخزاعة، وكان من لا يعبدها من العرب يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم (10).

وعند اليهود عيد رأس السنة، أو رأس الشهر، وهو شهر مقدس عندهم لمحاسبة النفس والتوبة والندم، وقد اختار اليهود هذا الشهر للتقدم إلى الرب بأفضل الأعمال، وذلك لما حدث فيه من عبادة العجل وكسر الألواح (11).

والمولد النبوي يقيمه أهل البدع على اعتبار أن محمداً صلى الله عليه وسلم أجدر وأولى بالتكريم من عيسى عليه السلام، فوقعوا في التشبه بالنصارى بدعوى محبة النبي صلى الله عليه وسلم كما غلا النصارى في محبة عيسى عليه السلام.

بل إن لعيد الميلاد عند النصارى الموافق (25) ديسمبر ارتباطاً وتأثراً بالديانة اليونانية الوثنية، فإن التاريخ نفسه هو يوم ميلاد " آلهة الشمس " (ميترا) عند اليونان، ولذا وُجدت العناية عند النصارى بالنار والشموع التي تمثل الشمس تأثراً بالديانة اليونانية الوثنية (12).

فيكون الترتيب الزمني لأعياد الميلاد هكذا:

عيد ميلاد (ميترا) آلهة الشمس عند اليونان.

ثم عيد ميلاد المسيح عليه السلام.

ثم عيد ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم.

ثم عيد ميلاد الأطفال والأشخاص عموماً ممن هم دون النبي صلى الله عليه وسلم كالأولياء والصالحين والزعماء وأئمة الرافضة ونحوهم.

• الأمر الثاني: التشبه بهم في توقيت الأعياد، وذلك باستعمال الحساب الشمسي في بعض الأعياد، وترك الحساب القمري الذي هو من شعائر هذه الأمة، ولولا خشية الإطالة لنقلت كلام أهل العلم في هذه المسألة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير