الذي تنشر فيه إن كان مجلة أو كتابًا، أو موقعًا على الشبكة الدولية ... وهكذا. والموفقُ من يستطيع اختيار الأسلوب المناسب الذي يراعي كل الاعتبارات، وإن كان تحقيق كل الغايات صعبًا فما علينا إلا أن نسدد ونقارب. سادسًا: تفنيد الافتراء بقوة مع التركيز على إزالة موطن الشبهة:
إذا عُرِض الافتراءُ أو الشبهة، فيجب أن يكون همك الأول هو المسارعة إلى القضاء على هذا الافتراء واجتثاثه من أصوله بكل طريق ممكن، وإذا تعددت الردود على الفرية الواحدة، فالأولى أن تبدأ بأقوى هذه الردود، وهو الرد الذي تشعر أنه سيقضي على الفرية من الوهلة الأولى، بحيث يكون ما تبقى من الرد نافلة تؤكد تهافت الفرية، ويجب الحرص على خلو الرد من أي ثغرة يمكن للمفتري اصطيادها والنفاذ من خلالها إلى إعادة إثارة الافتراء نفسه مرة أخرى، أو إثارة افتراء غيره. وتكمن قوة الرد فيما يلي:
1 - أن يكون موجهًا لموطن الافتراء وأصل الشبهة.
2 - قوة الدليل ووضوحه، مع حسن الاستدلال به.
3 - دقة وضبط العبارات والألفاظ
.
4 - أن يظهر ما في الفرية من ثغرات وأخطاء ومغالطات.
سابعًا: حسن الاستدلال على الردود:
من الضروري أن يشتمل الرد على أدلة واضحة تبين صدقه من جهة، وتبين بطلان الفرية وتهافتها من جهة أخرى، وتتنوع هذه الأدلة بين شرعية وعلمية وعقلية ولغوية وتاريخية وغير ذلك، بحسب نوع الفرية وموضوعها. ومن المهم أن نحشد مجموعة الأدلة المتعلقة بالموضوع، ثم نقوم بترتيبها وتنظيمها، ونختار أقوى هذه الأدلة ثبوتًا، وأظهرها دلالة، وأكثرها تعلقًا بالموضوع، ونقدمها على غيرها، مع توثيق هذه الأدلة بعزوها إلى مصادرها. ومن المفيد إظهار موضع الشاهد من الدليل ووجه الدلالة منه، وتأييد ذلك بالنقل عن أهل الاختصاص من الكتب المعتمدة. ثامنًا: بيان تهافت الافتراء وتفاهته:
يجب على المؤمن الذي يتصدى للرد على افتراء ضد الإسلام أن يكون على يقين من تهافت هذا الافتراء وبطلانه، وعليه أن يظهر هذا التهافت من خلال البحث عن ثغرات في مقدمة الافتراء، وفي أدلته، وفي صحة الاستدلال بها، وفي نتائج هذا الاستدلال. وعليه أن يقوم بحصر جميع نقاط الضعف في الافتراء، ثم تنظيمها وترتيبها، ومن ثم يشرع في بيان كل نقطة منها بجلاء مع موازنتها بعناصر القوة في الرد. على سبيل المثال: لو استدل المفتري بحديث ضعيف استدلالاً خاطئًا على معنى فاسد، فإنه لا يُكتفَى ببيان ضعف الحديث، وإنما يجب -مع ذلك- بيان الخطأ في الاستدلال، وبيان فساد المعنى المستدل عليه، وإظهار مخالفته للأدلة الصحيحة الصريحة، وبذلك يظهر بجلاء تهافت الفرية وتفاهتها. تاسعًا: بيان أن ما أراد المفتري إظهاره كنقيصة هو من المحامد والمحاسن:
إن كل أحكام الله كاملة لا نقص فيها، ولا يمكن لأي شخص مهما بلغ من علم وذكاء أن يثبت شيئًا من النقص في حكم من الأحكام الشرعية
.على سبيل المثال: يصور المفترون الجهادَ على أنه إرهاب وقهر واعتداء على الحريات؛ ولذلك يجب أن يُظهر الردُّ على هذه الفرية -فوق إظهار كذبها وزيفها- تعدّدَ محاسن الجهاد ومحامده، وأنه وسيلة لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وأن من مكارم هذه الأمة أنها تضحي بالنفس والمال في سبيل هداية البشرية إلى الدين الحق، وتوضيح أخلاقيات الحرب في الإسلام ونهيه عن الاعتداء على الأبرياء والفساد في الأرض
.وكثيرًا ما يحاول المفتري قلب الحقائق وتزويرها، وتصوير المحاسن والمحامد كأنها نقائص وعيوب في الشريعة الإسلامية، ولذلك ينبغي على من يتصدى للرد على الافتراءات أن يظهر محاسن ما أراد المفتري إثبات قبحه، وأن يبين كمال ما ادعى المفتري نقصه. عاشرًا: افتراض الإيرادات على الرد وإبطالها:
¥