تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما هو الهدف من وجودنا على هذه البسيطة؟ ألمجرد الطعام والشراب والنكاح؟ بل ألمجرد تطوير طرق العيش وتأسيس هذه الحضارات الإنسانية التي نتغنى بها؟ أهذا هو الهدف؟ إن الذي يحدد هدف أي شيء والغاية منه هو موجود ذلك الشيء وخالقه، والله عز وجل موجدنا وخالقنا ـــ وأنا دائماً أناقش العلمانيين غير الملحدين ـــ فهو من يدلنا على الغاية من إيجادنا وخلقنا، وقد دلنا سبحانه وتعالى على ذلك حيث قال: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)،ولا يخفى على كل متعلم لمبادئ اللغة العربية أن (إلا) تفيد الحصر، أي أن الغاية الوحيدة التي خلق من أجلها الإنسان هي العبودية، وقد أكد سبحانه وتعالى ذلك حيث قال: (هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)، فالغاية من الحياة والموت هو تمايز المخلوقين في مدى تحقيقهم لمقتضيات العبودية، فأين هذا المعنى وهذه الغاية التي نص عليها القرآن صراحة من نظرة العلمانيين للعبادة، وتصويرهم لها ببعض الممارسات الروحية التي إن شاء الفرد مارسها وإن شاء تركها، وهي على كل حال لا أثر لها في تطور الحياة البشرية وتقدمها، أين هذا من ذاك؟ هكذا نظرتنا إلى العبودية، فهي الغاية والهدف الذي نسعى إليه، أن نكون عباد الله حقاً، وألا نكون آبقين متمردين مستحقين لغضب مولانا وسخطه، وإذا كان تقدم الحياة البشرية، وتطور الحضارة الإنسانية يستدعي منا التمرد والخروج عن الطاعة، فتباَ لهذا التقدم، وسحقاَ لهذه الحضارة، لأن القلب إذا كان عابداً، وعمر بمعرفة الله تعالى وعظمته وجه قوى النفس إلى الخير والبر، ومنعها من الإثم والعدوان، فالعبادة هي أهم ركن في بناء الشخصية الكاملة السوية، والتي تنتج المجتمع الراقي الصالح.

العبودية إذن هدف الحياة والغاية منها، ثم هي حق من حقوق الله تعالى الذي خلقنا ورعانا وأطعمنا وسقانا وشفانا، فهو أمدنا بالحياة، وأمدنا بما يحفظها ويرعاها، ويقابل ذلك له سبحانه وتعالى منا العبودية والطاعة (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذين جعل لكم الأرض فرشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم، فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون)، و الند قد يكون صنماً وقد يكون حاكماً وقد يكون راهباً وقد يكون هوى وشهوة، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله عز وجل أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا).

ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 06:29 ص]ـ

جزاك الله خيراً أخي الكريم ...

هل هنالك تكملة لهذه المناقشة اللطيفة؟

و الأسلوب جيد و ينفع ليس فقط لمناقشة العلماني بل حتى العصاة أمثالنا, فالحديث عن العبودية يذكرنا و يؤدي بنا إلى التفكر بسبب وجودنا .... و ما الذي نفعله في حياتنا وما نفع ذلك في سبب وجودنا؟

ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 03:13 ص]ـ

أبشر أخي الكريم، هذه الحلقة الأولى فقط، وتأتيك البقية إن شاء الله تعالى

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير