7. لم يفرض فقيه قط -فيما أعلم- أن كثيراً من الحكومات الإسلامية تتبّع موظفيها وعمالها فمن كان منهم صالحاً داعياً إلى الخير تقصيه وتبعده وتطرده من وظيفته، ومن كان منهم سارقاً فاسداً مرتشياً خرب الذمة فإنها تقربه وتُعلي من شأنه، وهذا قد حصل فقد أبعدت دول إسلامية المدرسين الصالحين من المدارس والجامعات وأماكن التوجيه، واجتهدت في تضييق الخناق على الجيش فطردت منه الرجال الصالحين ولو لم يُظهروا من صلاحهم إلا صلاة اقتنصوها في غفلة عن الرقيب في ظنهم!! وطاردت وأقصت كل من رأت فيه خطراً على أمنها القومي!!
8. لم يخطر في بال فقيه قط -فيما أعلم- أن حاكماً مسلماً يمنع بناء المساجد أو يهدمها!! أو أنه يمنع توزيع الكتب الإسلامية، أو أنه يحارب الدعاة العاملين فيمنع أرزاقهم أو يحظر عليهم التحدث في وسائل الإعلام، كل هذا قد وقع بدرجات مختلفة الحدة في كثير من بلاد الإسلام.
9. لم يخطر في بال فقيه قط أن الزنى يصير مرعياً من قبل الدولة ومحمياً، وأن الزانية تدفع الضرائب، وتخضع للفحص الطبي الدوري حتى يُتأكد من سلامتها من الأمراض وصلاحيتها للزنا، كل هذا بتشريعات وقوانين!! وهذا يجري اليوم في بعض بلاد الإسلام ... وإنا لله وإنا إليه راجعون.
10. ولم يخطر ببال فقيه فيفرضه في كتابه أن أكثر دول الإسلام ستحل الربا بتشريعات وتقنينات، وتقيم له المصارف، وتربط به اقتصادها، وهذا قد حصل في ديار الإسلام؛ كما هو مشاهد معلوم.
11. ولم يخطر ببال فقيه فيفرضه في كتابه أنه سيأتي يوم على المسلمين يصبح فيه الجهاد مسترذلاً مكروهاً محارباً مستوياً -في حكمه والتعامل معه- مع التشدد والغلو "الإرهاب المذموم" ويصبح الجهاد وأهله موضع الريبة وظن السوء، بعد أن كان المجاهدون شامة في الناس وموضع تكريم وإعزاز.
12. ولم يخطر في بال فقيه فيفرضه في كتابه أنه سيأتي يوم على المسلمين تتعرى فيه نساؤهم من أكثر اللباس، وأنهم يُعرض عليهم في وسائل الإعلام الرسمية في البلاد الإسلامية دقائق ما يجري من الحب والعشق، بل في أحيان كثيرة ما يجري في غرف النوم من مقدمات الجماع، وعهدهم أن هذا لا يكون إلا في ستر وعزلة وغفلة عن أعين الناس، لكنه صار واقعاً مشاهداً في بلاد الإسلام طولاً وعرضاً حتى قَلّ من ينكره!!!
13. وهذه الخمر صارت مرخصة بقانون، ولها مصانع تصنعها في أكثر بلاد الإسلام، وهي أم الخبائث -كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم- وصرنا ننافس الكفار في صنعها والدعاية لها والإقبال على شربها، وهذا -قطعاً- لم يخطر ببال فقيه حتى يفرض له صورة فيبني عليها حكماً!!
14. ولم يرَ أو يسمع فقيه من فقهاء الإسلام في زمن العز والكرامة فقيهاً يصافح أعداء الله وأعداء رسوله بحرارة وإقبال وبكلتا يديه!! ولم يروا أو يسمعوا بفقيه يجلس مع عدو الله وعدو رسوله على منصة واحدة لحضور مؤتمر دولي، ولم يسمعوا بفقيه يحلل ما يقوم به أعداء الإسلام ضد المسلمين من تضييق على الحجاب والنقاب، ولم يسمعوا قط بفقيه يحارب النقاب ويراه عادة مرذولة!! ولم يسمعوا بفقيه يرى جواز حصار المسلمين وإذلالهم وتجويعهم، ولم يسمعوا بفقيه استغيث به لئلا يهدم المسجد الأقصى فقال: "وأنا مالي!! ".
15. ولم يخطر ببال فقيه أن قصص المجون والإلحاد والفحش تنشر بتشجيع من أكثر الدول الإسلامية ويُثاب عليها أصحابها بجوائز الدولة!!
16. ولم يخطر ببال فقيه أنه سيأتي على المسلمين زمان يُسب فيه الله تعالى فلا يغضب أكثر الحكام ولا يتكلمون، فإذا سُب حاكم قامت الدنيا ولم تقعد!!
17. ولم يخطر ببال فقيه أنه ستكون في ديار الإسلام مجلات وجرائد فيها صور النساء الكاسيات العاريات والدعوة إلى الإباحية والمجون والرذيلة، والدعوة إلى اللادينية (العلمانية) والدعوة إلى محاربة الصالحين بتهمة التطرف والتشدد، والدعوة إلى الاختلاط بين الرجال والنساء بلا ضوابط شرعية ولا تقاليد حميدة مَرْعِيّة.
¥