18. ولم يخطر ببال فقيه أن يصدر بيان عن مشيخة الأزهر في محرم الحرام سنة 1431 ينص فيه أنهم يؤمنون بالديانة المسيحية!!! وأنهم يحترمون الدين المسيحي!! وهذا صدر تعليقاً على سحب كتاب د. عمارة من الأسواق وهو قد صدر مع مجلة الأزهر ملحقاً يقرر فيه بعض الحقائق عن النصرانية، ثم إن عامة علماء الأزهر وموظفيه في مصر لم نسمع لهم صوتاً يرد هذا الكفر البواح ويرفضه إلا أصواتاً ضعيفة من هاهنا وهنالك.
19. ولم يخطر ببال فقيه أن يُؤذن في أكثر بلاد الإسلام للكفرة والملحدين من شتى أنحاء العالم في الدخول إلى البلد بتسهيلات كثيرة ويمنع من الدخول أكثر المسلمين إلا بتأشيرات أكثرها لا يصدر إلا بعد طول معاناة وعذاب، وهنالك طوائف من المسلمين تعلم سلفاً أنها ممنوعة من الدخول ولا سبيل لها إلا الرضا والتسليم.
20. ولم يخطر ببال فقيه أن يكون لأعداء الإسلام -من اليهود وغيرهم- في بعض عواصم الإسلام سفرات وممثليات وعقود تجارية وعهود مرعية، هذا وهم محتلون لبلاد الإسلام، ويقتلون المسلمين في كل آن ويحاصرونهم ويضيقون عليهم، فإذا جاؤوا إلى بعض بلاد الإسلام استقبلوا استقبالاً رسمياً، وعزفت لهم الموسيقى، وتُلقوا بالبشر والترحاب، بل يُتفق معهم ضد المسلمين في مؤامرات كيدية أصبحت لكثرتها معروفة بل منشورة!!
21. ثم من من الفقهاء يخطر بباله أن بعض الكفار يدافع عن المسلمين، ويُسير إليهم قوافل الإغاثة، ويجادل المسلمين فيهم ويتعرض للضرب والذل والهوان من أجلهم، ويبيت في الصحراء في البرد القارس والحر اللاهب من أجلهم ويفترش الطريق ويقطعه من أجل إيصال المعونات إلى المسلمين المحاصرين، بينما أكثر المسلمين عن ذلك بمعزل وكأن الأمر لا يعنيهم!!
تلك كانت أمثلة لما لم يكن يخطر في ذهن الفقهاء، وقوعه، ولم يكن يدور بخلدهم، ولم يكونوا يتصورونه أبداً، لكن كل ذلك وقع، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ويجب على فقهاء العصر أن يكونوا شجعاناً في تناول تلك المسائل ومثيلاتها ومن ثم الحكم عليها بما يناسب كلاً منها فقد طال غيابهم، وعظم انعزالهم، وجمهور المسلمين صار مثل الغنم في الليلة المظلمة الشاتية بلا راع، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولم أورد ذلك لبث التشاؤم في العقول والضيق في الصدور، لا، إنما أوردته ليظهر عِظَم ما نحن فيه من مصائب فيتحرك الدعاة فلا يفترون ولا يضعفون، وليقوم العلماء بما يجب عليهم القيام به، وليشارك عامة المسلمين -فيما يقدرون عليه من المشاركة- في سد الثغرات وإقالة العثرات، والذب عن أمه الإسلام، وعسى أن يصل كلامي هذا إلى من كان في قلبه مرض من الحكام والمحكومين فيرتدع عن غيه وضلاله، ويفيء إلى الحق والخير.
ويا ولي الإسلام وأهله ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك، واجعلنا من جندك فإن جندك هم الغالبون المنصورون
ـ[عروب الخالدي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 05:39 ص]ـ
مقال جداً جداً يدمي القلب،،
اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام يا رب العالمين واجعلنا من نصرة هذا الدين،،
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع الله بالشيخ