ـ[ايهاب السلفى]ــــــــ[23 - 02 - 10, 03:08 م]ـ
قال شيخ الإسلام: الثانية: أن يقال للميت أو الغائب من الأنبياء والصالحين: ادع الله لي, أو ادع لنا ربك, أو اسأل الله لنا, كما تقول النصارى لمريم وغيرها, فهذا أيضا لا يستريب عالم أنه غير جائز, وأنه من البدع التي لم يفعلها أحد من سلف الأمة؛ وإن كان السلام على أهل القبور جائز ومخاطبتهم جائزة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول قائلهم: ((السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين و المسلمين, وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يغفر الله لنا ولكم, ونسأل اله لنا ولكم العافية, اللهم لا تحرمنا أجرهم, ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم)). [ج1,صـ255]
ـ[ايهاب السلفى]ــــــــ[28 - 02 - 10, 03:02 م]ـ
قال شيخ الإسلام: الناس ثلاثة أقسام إما أن يعترف بالحق ويتبعه, فهذا صاحب الحكمة, وإما أن يعترف به, ولكن لا يعمل به, فهذا يوعظ حتى يعمل, وإما ألا يعترف به, فهذا يجادل بالتي هي أحسن؛ لأن الجدال في مظنة الإغضاب, فإذا كان بالتي هي أحسن: حصلت منفعته بغاية الإمكان, كدفع الصائل. [ج2,صـ36]
ـ[ايهاب السلفى]ــــــــ[01 - 03 - 10, 03:46 م]ـ
قال شيخ الإسلام: ولهذا قال:-أي ابن عربي- ولما كان فرعون في منصب التحكم صاحب الوقت, وأنه الخليفة بالسيف, وإن جار في العرف الناموسي لذلك قال: (أنا ربكم الأعلى) أي: وإن كان الكل أربابًا بنسبة ما, فأنا الأعلى منهم, بما أعطيته في الظاهر من الحكم فيكم, ولما علمت السحرة صدقه فيما قال لم ينكروه, وأقروا له بذلك. فقالوا له: (اقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا) والدولة لك, فصح قول فرعون: (أنا ربكم الأعلى). وإن كان عين الحق. [ج2,صـ78].
قلت: كثير ما كنت أعجب من مثل هذه الأقوال وأقول كيف قال بها أصحابها وهي الكفر البواح, وكل النصوص تعارضها والعقل أيضا, حتى مررت بهذه الدرة
قال شيخ الإسلام: واعلم أن المذهب إذا كان باطلا في نفسه, لم يمكن الناقد له أن ينقله على وجه يتصور تصوراً حقيقيا, فإن هذا لا يكون إلا للحق. فأما القول الباطل فإذا بٌين فبيانه يظهر فساده, حتى يقال: كيف اشتبه هذا على أحد ويتعجب من اعتقادهم إياه, ولا ينبغي للإنسان أن يتعجب, فما من شيء يتخيل من أنواع الباطل إلا وقد ذهب إليه فريق من الناس, ولهذا وصف الله أهل الباطل بأنهم أموات وأنهم (صم بكم عمي) وأنهم (لا يفقهون) وأنهم (لا يعقلون) وأنهم (لفي قول مختلف. يؤفك عنه من أفك) وأنهم (في ريبهم يترددون) وأنهم (يعمهون). [ج2,صـ96].
فذهب عني العجب وسألت الله السلامة والعافية والهداية.
ـ[ايهاب السلفى]ــــــــ[09 - 03 - 10, 03:42 م]ـ
قال شيخ الإسلام: أنه قال –أي ابن عربي- (ومنا من علم فلم يقل مثل هذا, وهو أعلى القول, بل أعطاه العلم والسكوت ما أعطاه العجز, هذا هو أعلى عالم بالله, وليس هذا العلم إلا لخاتم الرسل وخاتم الأولياء, وما يراه أحد من الأولياء والرسل إلا من مشكاة الرسول الخاتم, ولا يراه أحد من الأولياء إلا من مشكاة الولي الخاتم, حتى إن الرسل لا يرونه متى رأوه, إلى من مشكاة خاتم الأولياء.
فإن الرسالة والنبوة –أعني نبوة التشريع ورسالته- ينقطعان, والولاية لا تنقطع أبدأ, فالمرسلون من كونهم أولياء: لا يرون ما ذكرناه إلا من مشكاة خاتم الأولياء, فكيف من دونهم من الأولياء؟ وإن كان خاتم الأولياء تابعا في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع, فذلك لا يقدح في مقامه, ولا يناقض ما ذهبنا إليه, فإنه من وجه يكون أنزل كما أنه من وجه يكون أعلى.)
ففي هذا الكلام من أنواع الإلحاد والكفر, وتنقيص الأنبياء والرسل ما لا تقوله لا اليهود ولا النصارى, وما أشبه في هذا الكلام بما ذكر في قول القائل: فخر عليهم السقف من تحتهم, أن هذا لا عقل ولا قرآن. [ج2,صـ140]
ـ[ايهاب السلفى]ــــــــ[11 - 03 - 10, 03:26 م]ـ
قال شيخ الإسلام: وجماع أمر صاحب الفصوص وذويه: هدم أصول الإيمان الثلاثة, فإن أصول الإيمان: الإيمان بالله, والإيمان برسله, والإيمان باليوم الآخر.
فأما الإيمان بالله: فزعموا أن وجوده وجود العالم, ليس للعالم صانع غير العالم.
وأما الرسول: فزعموا أنهم أعلم بالله منه, ومن جميع الرسل, ومنهم من يأخذ العلم بالله-الذي هو التعطيل ووحدة الوجود-من مشكاته, وأنهم يساوونه في أخذ العلم بالشريعة عن الله.
أما الإيمان باليوم الآخر: فقد قال:
فلم يبق إلا صادق الوعد وحده ... وبالوعيد الحق عين تعاين
وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فيها نعيم يباين
وهذا يذكر عن بعض أهل الضلال قبله وأنه قال: إن النار تصير لأهلها طبيعة نارية يتمتعون بها. [ج2,صـ156].
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[05 - 04 - 10, 07:26 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الكريم "إهاب السلفي" على هذه الفوائد الطيبة