تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا تظن أنك إذا كتبت، أو قلت شيئاً أنك مصيب في ذلك كله، تكلم كلام النمل وأصب:

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 07:58 ص]ـ

قال ابن قتيبة عبد الله بن مسلم الدينوري المتوفى سنة 276هـ ـ رحمه الله ـ في " إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث " ص (46):

" وقد كنا زماناً نعتذر من الجهل، فقد صرنا الآن نحتاج إلى الاعتذار من العلم، وكنا نُؤمل شكر الناس بالتنبيه والدلالة، فصرنا نرضى بالسلامة. وليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال، ولا يُنكر مع تغير الزمان. وفي الله خلف وهو المستعان ".

نحن بحاجة إلى تعلم كيف نقبل النقد وتصحيح الغلط .. لا تظن أنك إذا كتبت، أو قلت شيئاً أنك مصيب في ذلك كله، هذا نادر في كلام البشر إلا من سدده الله ووفقه، وكما قال الأصمعي: " تكلم كلام النمل وأصب ".

" ولا نعلم أن الله ـ عز وجل ـ أعطى أحداً من البشر موثقاً من الغلط، وأماناً من الخطأ، فيستكف له منها. بل وصل عباده بالعجز، وقرنهم بالحاجة، ووصفهم بالضعف و العجلة، فقال: (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ) [الأنبياء 37]، و: (وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً) [النساء 28]، و: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) [يوسف 76].

ولا نعلمه خصَّ بالعلم قوماً دون قوم، ولا وقفه على زمن دون زمن، بل جعله مشتركاً مقسوماً بين عباده، يفتح للآخر منه ما أغلقه عن الأول، وينبه المقل فيه على ما أغفل عنه المكثر، ويحييه بمتأخر يتعقب قول المتقدم، وتال يعتبر على ماض، وأوجب على كل من علم شيئاً من الحق أن يظهره وينشره. وجعل ذلك زكاة العلم، كما جعل الصدقة زكاة المال ". (إصلاح غلط أبي عبيد ـ ص 45، 46).

وأنا أكتب وأنقل هذا أُبين أنه لا داعي للغضب، وانتفاخ الأوداج عندما نرى أحداً رد قولاً لنا، أو علق عليه، أو صحح جزءاً منه، أو انتقد خطأً فيه، أو تعميماً فيه لابد من قصره، أو غير ذلك. فالعلم يغذي بعضه بعضاً، ويكمل بعضه بعضاً، ما كان النقد والتصحيح بأدب أهل العلم وأخلاقه، و دليله وحجته وبرهانه، فهذا أبلغ في النصرة، وأوجب للعذر والقبول، وأشفى للقلوب، ومن لا يقبل الحق بدليله فلا خير فيه.

وليس من العلم في شيء أن تقبل القول أو ترده، أو تنتقده أو توافقه؛ لأن فلاناً من الناس قال به، دون النظر إلى دليله وحجته، ومنطوقه ومعقوله، وقربه وبعده من ذلك، فهذا هو الأمر العظيم. ولا خير فيه، فالحق لا يقاس بقائله، بل يقاس بدليله وبرهانه. فهولاء صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهم ـ وهم قادة الأنام بعد رسول الله، ومعادن العلم وأهله، وينابيع الحكمة، وأولى الناس بكل فضيلة، وأقربهم من التوفيق والعصمة، والخير كل الخير فيهم، وليس أحد منهم قال برأيه في الفقه إلا وفي قوله ما يأخذ به قوم، وفيه ما يرغب عنه آخرون، فهل نحن بأفضل منهم؟

وقس على ذلك العلماء الذين ساروا على نهجهم، واتبعوا طريقتهم.

وفي ما ذكر الفائدة والمقصود، والله ولي التوفيق.

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 08:06 ص]ـ

أصبت وأحسنت!

ومن البلايا أن بعض الكاتبين في المنتديات يظن أن السائل المستفتي دائمًا أقل منه علمًا، وأنه عند ما يجيبه فهذا من باب المفتي والمستفتي والمفيد والمستفيد ..... وقد تسقط من عين بعضهم إذا سألت سؤالًا مستفهمًا طالبًا التعلمَ!

وأما مسألة قبول الحق من كل أحد: فقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مسائل الجاهلية أن ضمن مسائلهم مسألة أن أهل الجاهلية لا يقبلون الحق إلا من طائفتهم!!

والمثل الأدنى ذلك: ان بعض الأعضاء يطرح مسألة علمية ويريد عضوًا معينًا للجواب، ويرفض قول كل عضو حتى وإن وافق الصواب وحرر الجواب تحريرًا غير مسبوق.

والله المستعان.

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:15 ص]ـ

أصبت وأحسنت!

ومن البلايا أن بعض الكاتبين في المنتديات يظن أن السائل المستفتي دائمًا أقل منه علمًا، وأنه عند ما يجيبه فهذا من باب المفتي والمستفتي والمفيد والمستفيد ..... وقد تسقط من عين بعضهم إذا سألت سؤالًا مستفهمًا طالبًا التعلمَ!

وأما مسألة قبول الحق من كل أحد: فقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مسائل الجاهلية أن ضمن مسائلهم مسألة أن أهل الجاهلية لا يقبلون الحق إلا من طائفتهم!!

والمثل الأدنى ذلك: ان بعض الأعضاء يطرح مسألة علمية ويريد عضوًا معينًا للجواب، ويرفض قول كل عضو حتى وإن وافق الصواب وحرر الجواب تحريرًا غير مسبوق.

والله المستعان.

أصبيت وأحسنت، بارك الله فيك

ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 11:03 م]ـ

الشيخ الفاضل ضيدان اليامي ..

بارك الله فيك ورفع قدرك ..

لله درّك فقد وضعت يدك على مشكلةٍ لم تزل تعصف ببعض كبار الطلاّب بلهَ صغارَهم .. فقد ترى الواحد منهم يناقشك ذابّا عن رأيه واجتهاده كما لو كان يتحدّث عن آية محكمة أو سنّة ظاهرة .. وهذا يدلّك على ضرورة أن تكون محاضن التربية ومجالس العلم مشتملة على تدريس كتب (آداب الطلب) و ما إليها .. وعلى أن يرى الطلاّب من شيخهم مواقف في هذا الاتّجاه ..

ومن هذا الباب: ما ذكره الحافظ الذهبي في " السيَر " في ترجمة الموفّق ابن قدامة رحم الله الجميع:

(قَالَ الضِّيَاءُ: كَانَ المُوَفَّقُ لاَ يُنَاظِرُ أَحَداً إِلاَّ وَهُوَ يَتبَسَّمُ).

قال الذهبي معقّباً: (قُلْتُ: بَلْ أَكْثَرُ مَنْ عَايَنَّا لاَ يُنَاظرُ أَحَداً إِلاَّ وَيَنْسَمُّ!!).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير