تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخرجه ابن ماجه (4049) - وهذا لفظه - والبزار في «مسنده» (2838) والحاكم (4/ 473) - وقال: صحيح على شرط مسلم -، كلهم من طريق أبي معاوية عن أبي مالك عن ربعي عن حذيفة به.

وقال البزار: (وهذا الحديث قد رواه جماعة عن أبي مالك عن ربعي عن حذيفة موقوفا، ولا نعلم أحدا أسنده إلا أبو كريب عن أبي معاوية ثنا به أبو كامل أنا أبو عوانة عن أبي مالك عن ربعي عن حذيفة بنحوه موقوفا) ا. هـ.

فالجواب عن هذا الحديث: أن هؤلاء لم تقم عليهم الحجة بفرضية الصلاة وغيرها، وذلك لجهلهم، بدليل قوله: «لا يدرى ما صيام ولا صلاة ... »، وحتى القرآن قد رفع، ولا يعرفون من الإسلام إلا أصله، والحجة لا تقوم إلا على من بلغه أمر الله تعالى، قال تعالى: {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} الآية] الأنعام: 193 [، وأما من لم يبلغه العلم فهو معذور.

وقد أخرج مسلم في «صحيحه» (153) من حديث أبي يونس عن أبي هريرة عن رسول الله r أنه قال: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار».

قال أبو زكريا النووي في «المنهاج» (2/ 188) - عند شرح هذا الحديث -: (وفي مفهومه دلالة على أن من لم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور، وهذا جار على ما تقدم في الأصول أنه لا حكم قبل ورود الشرع على الصحيح، والله أعلم) ا. هـ.

وقال أبو العباس بن تيمية: (ولا يثبت الخطاب إلا بعد البلاغ لقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}] الإسراء:15 [، وقوله: {ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}] النساء: 165 [، ومثل هذا في القرآن متعدد، بين سبحانه أنه لا يعاقب أحدا حتى يبلغه ما جاء به الرسول) ا. هـ من «الفتاوى» (22/ 41).

هذا والله تعالى أعلم, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه والتابعين.


([1]) حتى من أتى من بعد الصحابة _ رضي الله عنهم _ من أهل القرن الثاني ونصف القرن الثالث فأكثرهم على كفر تارك الصلاة، كما يدل على ذلك كلام إسحاق بن راهويه، وفي الكتب التي سأذكرها بعد أسطر فيها نقول عنهم في ذلك.

ولذلك نقل ابن نصر في كتابه "الصلاة" (2/ 936) ذلك عن جمهور أصحاب الحديث.

وقال حمد بن ناصر بن معمر: (وهو مذهب جمهور العلماء من التابعين ومن بعدهم) ا. هـ من "الدرر السنية" (10/ 307).

ومن استدرك علينا بمخالفة الزهري فالجواب عن هذا موجود في الكلام المتقدم, ولا يلتفت إلى قول الزهري في هذا, فأين قول الزهري من قول عمر وعلي؟ فكيف يستدرك طالب علم بما جاء عن الزهري لكي يرد ما جاء من الإجماع عن الصحابة.

وأما من استدرك علينا بمخالفة الزهري، فالجواب عنه مذكور في الكلام السابق, ثم أين قول الزهري من قول عمر رضي الله عنه ومن معه من الصحابة؟ وكيف يعترض طالب علم على إجماع الصحابة بما جاء عن الزهري؟!

([2]) يظهر أنه سقط بعض الكلام هنا.

([3]) فيه جهالة، ترجم له البخاري (8/ 80) وابن أبي حاتم (8/ 447)، وسكتا عنه، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1177 و 1285).

([4]) كما تقدم في كلام ابن نصر.

([5]) وأخرج أبو داود (430) وابن ماجه (1403) وابن نصر (ص:249) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1422) من حديث أبي قتادة، ولفظه نحو ما تقدم، ولكنه لا يصح.

([6]) كذا، ولعل الصواب بحذفها.

([7]) يراجع حاشية "المسند" (طبع الرسالة).

([8]) لكن في حديث أبي سعيد: «شفعت الملائكة، وشفع النبيون, وشفع المؤمنون, ولم يبق إلا أرحم الراحمين, فيقبض ... ».

([9]) وتعقبه ابن حجر في الفتح فقال: لكن يحمل على أنه يخرج في القبضة, لعموم قوله: «لم يعملوا خيرا قط».

([10]) ينظر: «تعظيم قدر الصلاة» لابن نصر (1/ 129) وما بعدها, فقد ذكر هذه الآيات وتكلم عليها.

([11]) ينظر: كتاب «توحيد الخلاق» (106).

([12]) ينظر: «مجموع الفتاوى» (7/ 15) فقد ذكر هذا, وذكر أكثر الأمثلة.

([13]) جاء مرفوعا وموقوفا, والصواب وقفه.

([14]) وهذا يشهد لقول ابن خزيمة السابق: (إن العمل قد يبقى ويكون المقصود الكمال الواجب؛ لأن هذا الرجل نفي عنه العمل مطلقا مع كونه ينظر الموسر, ويتجاوز عن المعسر, وهذا عمل).

منقول من موقع الشيخ المحدث عبد الله السعد -حفظه الله -: http://www.alssad.com/publish/article_523.shtml

ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[06 - 02 - 10, 09:21 م]ـ
جزاك َ الله ُ خيرا ً أخي الفاضل / أبا عبد العزيز الجالولي ..

ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[07 - 02 - 10, 12:16 ص]ـ
ماشاء الله ....

جزاك الله خيرا أخي خالد ...

وحفظ الله لنا شيخنا السعد من كل مكروه ..

ـ[أم ديالى]ــــــــ[07 - 02 - 10, 04:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير